حددها تقرير بالأجهزة عالية القدرات والبيانات الضخمة والعمل في بيئة افتراضية

3 توجهات رئيسة لإدارة تقنية المـعلومات في الشركات استعداداً للمستقبـل

التقرير أشار إلى أن الحوسبة السحابية هي القاسم المشترك بين التوجهات الثلاثة. من المصدر

أفاد تقرير حديث بأن إدارة تقنية المعلومات في الشركات والمؤسسات، لابد أن تكون لديها دراية كافية وتوظيف واعٍ لثلاثة توجهات رئيسة، القاسم المشترك بينها الحوسبة السحابية، وذلك استعداداً للمستقبل، موضحاً أن هذه التوجهات - التي وصفها بـ«الذهبية» - تتمثل بالأجهزة عالية القدرات، والبيانات الضخمة وتحليلاتها، إلى جانب العمل في بيئة افتراضية، على أن تكون الحوسبة السحابية القاسم المشترك بين التوجهات الثلاثة.

تكاليف التشغيل

ذكر التقرير الذي نشره موقع mashable.com، أخيراً، أن ليس كل الشركات ترى المستقبل بالدرجة الواجبة من الوضوح، مشيراً إلى أنه حسب شركة «آي دي سي» لبحوث تقنية المعلومات، فإن الشركات تنفق ما يراوح بين 70 و80% من ميزانية تقنية المعلومات لديها على تكاليف التشغيل، وتترك جزءاً قليلاً من الميزانية للإبداع والنمو.

وذكر التقرير، الذي نشره موقع mashable.com أخيراً، واستند فيه إلى محللين ودراسات مختلفة، أنه يتعين على المؤسسات والشركات التعامل مع تقنية المعلومات باعتبارها من الأصول والممتلكات الاستراتيجية، وتخصص الموارد اللازمة لمنح إدارة تقنية المعلومات القدرة على الإبداع.

الاستعداد للمستقبل

وإذا سألت أياً من مديري التقنية داخل الشركات والمؤسسات المختلفة: هل إدارة تقنية المعلومات في المؤسسة مستعدة للمستقبل؟ ستكون الإجابة السريعة من كثيرين هي: «نعم، فلدينا أحدث المعدات، وأفضل النظم والتطبيقات، ونتبع أفضل الاستراتيجيات القائمة في التشغيل والصيانة».

لكن وفقاً لتقرير حديث، نشره موقع mashable.com الأسبوع الجاري، واستند فيه إلى آراء محللين وخلاصات دراسات مختلفة، فإن هذه إجابة دالة على أن إدارة تقنية المعلومات في المؤسسة أو الشركة غير مستعدة جيداً للمستقبل، أو على الأقل ليس لديها الرؤية الواضحة بشكل كافٍ عن أدوات الاستعداد للمستقبل.

ولفت التقرير إلى أنه في ضوء التطورات الجارية حالياً، تبلور الدور الذي يتعين أن تلعبه إدارة تقنية المعلومات في إعداد نفسها وإعداد الشركة أو المؤسسة التي تخدمها للمستقبل في ثلاثة توجهات رئيسة، وصفها التقرير بـ«الذهبية»، وهي الأجهزة عالية القدرات والأداء، إضافة إلى البيانات الضخمة المتدفقة وما يتعين بناؤه حولها من أدوات للتحليل واستقراء المعلومات والقيمة، فضلاً عن مفهوم «الافتراضية» في مختلف أرجاء بيئة العمل.

الأجهزة والمعدات

وأوضح التقرير أنه بالنسبة للتوجه الأول الخاص بالأجهزة والمعدات عالية القدرات، فإن بدايات هذا التوجه تعود إلى الحاسبات الكبيرة الأصلية، وهو يتجسد حالياً في مراكز البيانات الفائقة التقدم، التي تعد الوقود الأساسي للأداء المميز للحوسبة السحابية.

وأضاف أنه هنا يتعين على إدارة تقنية المعلومات المضي في اتجاه يقودها إلى إنجاز مهمة أساسية، تتمثل في أن توفر لشركتها أو مؤسستها شبكة من الحاسبات الخادمة هي الأفضل في مستواها، وتكون قادرة على التوسع، وفائقة التأمين، مع وصول معدل «الكمون» أو التأخير بالاستجابة في دورات العمل إلى الصفر.

وأشار التقرير إلى أنه في هذا السياق، يتعين على قادة إدارة التقنية والعاملين بها التعاون مع بقية الشركاء في العمل من أجل بناء نظم تؤثر بكيفية تأدية الشركة وظائفها داخلياً، جنباً إلى جنب مع القدرات التي يمكن أن تقدمها للمتعاملين خارجياً.

وبين أن جوهر هذا التوجه يقوم على الحوسبة السحابية، مشدداً على أن إدارة تقنية المعلومات يجب أن توفق بين متطلبات الحوسبة السحابية من معدات وأجهزة عالية القدرات وما توفره من خدمات وإمكانات من البعد لتطوير بيئة العمل بالشركة ككل.

تدفق البيانات

أما التوجه الثاني، الذي يتعين على إدارة تقنية المعلومات في المؤسسات والشركات الاستعداد للتعامل معه والمضي فيه، وفقاً للتقرير، فإنه يركز على البيانات الضخمة المتدفقة بلا انقطاع، والتحليلات والتقارير والفهم والمعرفة المتعين استقراؤها واستخراجها منها وتوفيرها لمسؤولي الشركة والمؤسسة طوال لوقت.

وأفاد التقرير بأن عالم الأعمال الحديث تقوده البيانات، والشركات في كل مكان من العالم اكتشفت أنها يمكن أن تكون أكثر ذكاء، وأكثر استراتيجية، وتتخذ قرارات فعالة من حيث الكلفة، من خلال الغوص في التقارير التحليلية، واقتناص المعلومات والرؤى ذات القيمة العالية في الوقت المناسب.

وأكد التقرير الذي نشره mashable.com، أن على إدارة تقنية المعلومات امتلاك رؤية واضحة وأدوات محددة لكيفية التعامل مع البيانات، لافتاً إلى أن «فريق ذكاء الأعمال» في الشركة ربما يكون مسؤولاً عن إنتاج الرؤى، كما يجب على إدارة تقنية المعلومات أن تضطلع بعملية تجميع البيانات، وهذا يعني أمرين، الأول أن إدارة تقنية المعلومات تحتاج إلى بناء بنية تحتية تستطيع تخزين كميات مهولة من البيانات غير المكررة، ومع أعلى مستويات التأمين الممكنة، وهذه مهمة ليست سهلة، فيما الأمر الثاني يتمثل في أن نظم البرمجيات يجب أن توضع في المكان السليم والوضعية السليمة، من أجل تبسيط عملية جمع البيانات، والسماح بتكوين رؤى ونظرات عميقة لاستقراء هذه البيانات بطريقة سريعة وذات كفاءة وقابلة للتنفيذ.

الافتراضية وتحدياتها

وتمثل الافتراضية، حسب التقرير، التوجه الثالث الذي يتعين على إدارة تقنية المعلومات الاستعداد للتعامل معه، والمضي قدماً في توظيفه داخل المؤسسة بنجاح.

وأوضح التقرير أن الافتراضية هي عملية يتم من خلالها تمثيل شيء مادي، مثل وحدة التخزين الصلبة أو برنامج حاسب، أو الاستعاضة عنه بنسخة رقمية وتخزينه في مكان آخر، وهذا يتوافق مع التصور الأساسي للحوسبة السحابية ككل.

وأضاف أن مفهوم البيئة الافتراضية يضع تحدياً مهماً أمام إدارة تقنية المعلومات، مبيناً أنه في بيئة العمل الافتراضية تصبح المعدات والبرمجيات والبيانات متحدة مندمجة في مكان واحد، ربما داخل خادم واحد، وهذه العملية يترتب عليها فوائد عدة حينما يتعلق الأمر بالكفاءة، لكنها تنطوي أيضاً على مخاطر انقطاع الخدمة كلياً في حال فشل الحاسب الخادم في الاستجابة، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشدة في كل شركاء العمل.

وأشار التقرير إلى أن هذا السيناريو هو ما يجعل الشركات تنشئ نظم التعافي من الكوارث وحوادث الانهيار أو الفشل الكامل، لكن الحل الأسهل والأبسط يتلخص في بناء بنية تحتية تنأى بالعمل بعيداً بقدر الإمكان عن مخاطر الفشل والانهيار الكامل، وهذا يلقي بعبء خاص على عاتق إدارة تقنية المعلومات، إذ يتعين عليها امتلاك المهارات والقدرات اللازمة لانتقاء وتشغيل الحاسبات والبنية التحتية التي تتسم بأعلى قدر من «الموثوقية» والاعتمادية، والقدرة على العمل بلا مشكلات أو انقطاع.

أصول استراتيجية

وخلص التقرير إلى أن تلك التوجهات الثلاثة، تعني أن المؤسسات والشركات يتعين عليها أن تتعامل مع تقنية المعلومات باعتبارها من الأصول والممتلكات الاستراتيجية، وتخصص الموارد اللازمة لتبني الطريق الصحيح الذي يمنح إدارة تقنية المعلومات قدراً كبيراً للإبداع، إلى جانب عبء التشغيل اليومي.

وأضاف أن التوسع المطلوب لاستيعاب تدفق البيانات أو لتحديث المعدات القديمة غالباً ما يدخل في نطاق الموارد المتبقية لإدارة الصيانة، والأكثر من ذلك أن الإدارات العليا بالمؤسسات، وكذلك إدارات التقنية، لا ترى في هذا الأمر مشكلة، ولذلك فإن الإجابة عن السؤال الخاص بالاستعداد للمستقبل لا تعكس الحقيقة في كثير من الأحوال.

تويتر