كيف ستربح «فيس بوك» من صفقة «واتس أب»

من بين أهم الأسئلة حول صفقة استحواذ «فيس بوك» على «واتس أب» وأكثرها منطقية في الوقت نفسه، هو: إذا كانت «فيس بوك» دفعت 19 مليار دولار فكيف ستربح من «واتس أب» الذي لا يعرض أي إعلانات لمستخدميه؟

ورداً على هذا السؤال ترد إلى الأذهان تجربة «إنستغرام» الذي انتظرت «فيس بوك» بعض الوقت قبل أن تعرض من خلاله إعلانات قبل أشهر قليلة.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة «واتس أب»، جان كوم، أكد أن «واتس أب» لن يقدم إعلانات، وكتب بعد الإعلان عن الصفقة: «ها هو ما سيتغير لكم، مستخدمينا، لا شيء، سيبقى (واتس أب) مستقلاً ويعمل بشكل مستقل».

وتابع كوم، الذي وُلد وعاش في أوكرانيا حتى الـ16 من عمره قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة: «يمكن للمستخدمين الاستمرار في الاستمتاع بالخدمة مقابل رسوم ضئيلة، بغض النظر عن المكان الذي يوجدون فيه، والهاتف الذكي الذي يستخدمونه، ويمكنهم مواصلة الاعتماد على عدم وجود أي إعلانات تُزعج اتصالاتهم».

وأضاف كوم، الذي عمل سابقاً في شركة «ياهو»: «ما كان لتوجد شراكة بين شركتينا إذا كنا اضطررنا إلى المساومة على المبادئ الأساسية التي ستحدد دائماً شركتنا، ورؤيتنا، ومنتجنا».

ومع هذه التأكيدات، هل يمكن لهذه الاستراتيجية الصمود بعدما صارت «واتس أب» جزءاً من «فيس بوك»؟

للإجابة عن هذا السؤال يُمكن التفكير في جانبين؛ أولهما أنه مع الانتشار الضخم لتطبيق «واتس أب»، لا تحتفظ الشركة بما يكفي من البيانات الجاذبة للمعلنين، ولا تجمع اسم وعمر وجنس وعنوان المستخدم، كما لا تُخزن الرسائل على مخدماتها، ما يجعلها منصة غير مناسبة لتوجيه الإعلانات بالطريقة التي تعمل بها «فيس بوك».

أما الجانب الثاني فيُقدم طريقة أخرى مخيفة بعض الشيء للنظر إلى الصفقة، وهي أن «فيس بوك» حصلت بذلك على 450 مليون من أرقام هواتف المستخدمين وأكثر، على اعتبار أن عدد المستخدمين المسجلين أكثر من النشطين، كما أن «واتس أب» يكتسب يومياً مليون مستخدم جديد.

ونقل تقرير «ذا غارديان» عن مصدر يعمل في المجال رؤيته أن أرقام الهواتف تتضمن الكثير من المعلومات.

وينتهي السؤال بسؤال حول ما إذا كانت «فيس بوك» ستستعين بأرقام الهواتف في إعلاناتها خارج «واتس أب»، وهو ما يمكن أن يتضح خلال الأشهر المُقبلة.

تويتر