«آب ديناميكس» شركة ناشئة تساعد المطورين على متابعة أداء تطبيقاتهم ومراقبتها بعناية

التطبيقات تواجه مشكلة «لفت الانتباه» وتزايد الاهتمام بحماية البيانات

صورة

فرضت التطبيقات وجودها سواءً باعتبارها ضرورة مُرافقة للهواتف الذكية تتحول في غيابها إلى هواتف محمولة عادية، مثلما تصبح ساعة ذكية مثل «أبل ووتش» مجرد ساعة يد، أو كمجال عمل واسع يُوفر فرصاً عدة للابتكار أمام المطورين والشركات المبتدئة.

ويتزايد الإقبال على التطبيقات مع تصاعد انتشار الهواتف الذكية التي يستخدمها 61% من البالغين في الولايات المتحدة، بينما تصل نسبتهم في المملكة المتحدة إلى نحو ثلاثة أرباع المواطنين.

ووفقاً لشركة «فلوري» لتحليلات التطبيقات، فقد ارتفع استخدام التطبيقات خلال العام الماضي بنسبة 76%، ونالت فئات «تعزيز الإنتاجية» و«التراسل» و«التسوق»، القدر الأكبر من النمو.

ورأى متخصصون في عالم التقنية أن العوامل الرئيسة التي تجعل من تطبيق ما جيداً، تكمن في توفيره المتعة، البساطة، والقيمة للمستخدمين، دون التعدي على خصوصيتهم، أو يتضمن آليات سرية لتحقيق الأرباح.

وتوقعوا ظهور فيضان من إعلانات التطبيقات في ظل الكم الهائل منها، في وقت يُواجه فيه المطورون معضلةً في كيفية لفت الانتباه إلى تطبيقاتهم، مشيرين إلى أن الاهتمام بالبيانات الشخصية قد يؤذن بسباق بين المطورين والشركات لاعتلاء القمة في حماية البيانات.

تطبيقات وعائدات

ويعرض متجر «آب ستور» التابع لشركة «أبل» الأميركية ما يزيد على 1.5 مليون تطبيق، كما تجاوز عدد التحميلات 100 مليار تحميل حتى الآن، في ما وصل عدد التحميلات في تطبيقات نظام «أندرويد» إلى 50 مليار تحميل، وإن كانت تتقدم بوتيرة تفوق «آب ستور» بنسبة 70% خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.

وفي ما يتعلق بالعائدات، فإن «آب ستور» يتقدم بالنسبة نفسها؛ أي 70%، في وقت يتركز فيه تفوق نظام «أندرويد» من شركة «غوغل» في الدول النامية. ويُمثل تحسين متجر التطبيقات أولوية رئيسة لشركة «مايكروسوفت» الأميركية في تصميمها لنظام تشغيل «ويندوز 10» المُرتقب.

وقال المُؤسس المُشارك في «لايت تريكس»، إيتاي تسيدون، إن 2014 كان العام الأول الذي يقضي فيه المستخدمون في الولايات المتحدة مزيداً من الوقت مع تطبيقات «المحمول»، بما يفوق أجهزة الكمبيوتر المكتبية، وتصفح الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة مجتمعين.

لفت الانتباه

ويدفع ذلك للتساؤل عما يحمله المستقبل للتطبيقات باعتبارها حاضراً أساسياً على الأقل في المدى المنظور، إذ غيّرت أمثلة مثل تطبيق «أوبر» لطلب سيارات الأجرة عبر الهواتف الذكية، و«إيربنب» لتأجير الغرف السكنية، في الوقت الراهن توقعات المستهلكين، وشجعت موجات من التقليد لنجاحهم الباهر، لاسيما مع استعانتهم بأدوات الاستشعار في الهواتف الذكية وبيانات الموقع الجغرافي، وبسوق «الند للند» للاستفادة من الطاقة الفائضة في حالة «إيربنب».

لكن تفوق تطبيقات الشركات الناشئة لم يُؤثر في مكانة الشركات الأكبر؛ ووفقاً لشركة «آب آني» لتحليلات التطبيقات، فإن من بين التطبيقات الخمسة الأكثر تحميلاً في المملكة المتحدة، يظهر تطبيقا «واتس آب» و«إنستغرام» التابعان لشركة «فيس بوك»، في ما يحل في المرتبة الخامسة «يوتيوب» لمشاركة مقاطع الفيدو الذي تمتلكه «غوغل».

وفي ظل توافر آلاف التطبيقات، يُواجه المطورون معضلةً في كيفية لفت الانتباه إلى تطبيقاتهم.

وقال مدير تسويق المنتجات في شركة «آب ديناميكس»، جون راكوسكي، «في حين تستغرق نتائج بحث (غوغل) 250 ميلي ثانية، فإننا نتوقع مع تزايد عدد المستخدمين أن يكون للأداء أهمية أكبر بكثير».

وتُعد «آب ديناميكس» واحدة من بين كثير من الشركات الناشئة التي تهدف إلى مساعدة المطورين على متابعة أداء تطبيقاتهم، ومراقبتها بعناية عند الاستخدام الطبيعي. ولفت راكوسكي إلى أنه قد تُهدر أجزاء صغيرة من الثانية بسبب غياب التكيّف مع السرعات المختلفة للشبكات، والاعتماد على خدمات بطيئة للحوسبة السحابية، والإسراف في التواصل مع قاعدة البيانات، ما يستهلك الكثير من الوقت.

إعلانات التطبيقات

يُواجه المطورون والمستخدمون قيوداً في متاجر التطبيقات؛ فباستثناء التطبيقات الأعلى مرتبة في كل فئة، فإنه يُوجد مئات منها لا يراها المستخدمون، وبلغت نسبتها في العام الماضي 83%، تتنافس جميعاً لتحظى بانتباه المستخدمين وإقبالهم.

وتوقع مُدير المنتجات في شركة «أدجست» الناشئة لتحليلات التطبيقات في العاصمة الألمانية برلين، سيمون كندال، ظهور فيضان من إعلانات التطبيقات، وهو ما يظهر حالياً في التلفزيون ولوحات الإعلانات في الطرق، وكلها ظواهر جديدة بدأت العام الماضي أو نحو ذلك.

وحالياً، يتزايد تقبل المستخدمين لدفع المال مُقابل الحصول على ما يُريدونه من تطبيقات، إذ ذكر «تسيدون» أن سعر معظم التطبيقات عند إطلاق تطبيق «فيستيون» Facetune للتصوير بلغ 99 سنتاً، بينما رفع السعر بعدها إلى أربع أو ستة دولارات.

بيانات شخصية

من جانبه، أشار براندون بيتشلر، من شركة «إليكسير» لاستشارات الإدارة في العاصمة البريطانية لندن، إلى واقع التداخل بين الواجهة النهائية للتطبيقات جيدة التصميم من جانب، والتقنية الأساسية القديمة التي تعمل في الخلفية من جانبٍ آخر.

ومن بين الاتجاهات الرائجة في عالم التطبيقات، الجمع بين فئات مختلفة من المعلومات، على غرار بدء تطبيق «ويز» لتكوين خرائط حية لحالة المرور عبر المستخدمين أنفسهم في عام 2012، جمع أسعار الوقود، بهدف مساعدة مستخدميه على تحديد المكان الأفضل لتزويد سياراتهم بالوقود.

يُضاف إلى ذلك العناية بالبيانات الشخصية، خصوصاً في دول الاتحاد الأوروبي؛ إذ تتزايد باستمرار صرامة اللوائح المنظمة لحماية البيانات الشخصية.

وتوقع «كندال» من شركة «أدجست»، أن نتيجة ذلك قد تكون سباقاً لاعتلاء القمة في حماية البيانات، ما قد يدفع المطورين للتساؤل والتشكك قبل جمعهم لأي نوع من البيانات.

تويتر