هاتف ذكي تطوره «غوغل» بغية تزويد المستخدم بتصور ثلاثي الأبعاد عن البيئة المحيطة

«مشروع تانغو» يصل إلى الطائرات من دون طيار

صورة

تعمل شركة «غوغل» الأميركية منذ شهر فبراير الماضي، على تطوير مشروع ريادي يُدعى «مشروع تانغو»، وهو المشروع الذي بدأته الشركة من خلال تطوير نموذج لهاتف ذكي مُزود بمُستشعرات عدة مُتطورة، بُغية تزويد المُستخدم بتصور ثُلاثي الأبعاد عن البيئة المُحيطة به.

وبدأت «غوغل»، الشهر الماضي، توسيع «مشروع تانغو» ليشمل كذلك الحاسبات اللوحية، حسبما جاء في تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كما يعمل المطورون على دمج أجهزة «تانغو» بالطائرات من دون طيار، من أجل الوصول إلى طائرات رخيصة الثمن قادرة على تزويد معلومات وبيانات ثلاثية الأبعاد.

ويضم هاتف «تانغو» كاميرا أمامية عادية، ومُستشعراً لقياس الاتجاه والحركة، إضافة إلى كاميرا خلفية صغيرة قادرة على التقاط المشهد بزاوية تصل إلى 180 درجة، وكاميرا قادرة على استشعار العُمق من خلال استخدام الأشعة تحت الحمراء لالتقاط مشاهد ثلاثية الأبعاد للمناطق المرصودة، وقد وزعت «غوغل» نحو 200 هاتف من «مشروع تانغو» على الباحثين والشركات.

ويستفيد الباحثون من «مشروع تانغو» في تطوير طائرات من دون طيار، تجعل عملية توليد خرائط ثلاثية الأبعاد لمختلف المناطق أسهل وأسرع وأرخص.

وأشار الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، المُتخصص بدراسات الروبوتات ذاتية التحكم، فيجاي كومار، إلى أن «مشروع تانغو» يُسهم بخفض نفقات صناعة الروبوتات الطائرة، ويوفر إمكانية التحكم بالطائرة، إضافة إلى تشكيل الصور ثلاثية الأبعاد، كونه يوفر أجهزة خفيفة الوزن وصغيرة الحجم.

ويختبر كومار طائرة مروحية صغيرة مزودة بهاتف تابع لمشروع «تانغو»، تستطيع الطيران بشكل ذاتي واستكشاف المنطقة المطلوبة والعودة إلى مكان مُحدد مُسبقاً حتى لو تعمد أحد ما إجبارها على تغيير مسارها، فإن المروحية تعود إلى مسارها الصحيح تلقائياً.

وأوضح كومار أن عملية دمج هاتف «تانغو» بروبوته الطائر كانت سهلة نوعاً ما، إذ لم تستغرق برمجة الروبوت أكثر من بضع ساعات، في حين يتطلب تطوير روبوتات مُشابهة عمليات برمجة قد تتجاوز مدة إنجازها أسابيع عدة، حيث تمت الاستفادة من معالج الهاتف الذكي للتحكم بالروبوت الطائر أيضاً، وبالتالي تجنب تزويد الروبوت بمعالج خاص به، ما سهل العملية وأسهم في خفض الكلفة.

ويهدف كومار من دمج هواتف «تانغو» في روبوتاته إلى الوصول لروبوتات مُنخفضة الكلفة، يمكن إرسال العشرات منها إلى الأبنية والمناطق المنكوبة لتجمع البيانات وتبني خرائط داخلية ثلاثية الأبعاد وترسلها خلال ثوان معدودة.

من جهة أخرى، يختبر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخرائط الداخلية ثلاثية الأبعاد (باراكوسم) Paracosm الناشئة، عامر روبن، إمكانات للاستفادة من «مشروع تانغو» في مجال الترفيه وألعاب الفيديو، من خلال استخدام هاتف «تانغو» لإجراء مسح لغرفة المُستخدم، ليتحرك المُستخدم بعدها ضمن الغرفة نفسها للتحكم ببطل اللعبة على شاشة الجهاز.

ولم يكشف قائد فريق «مشروع تانغو»، جوني لي، موعد طرح أجهزة تعتمد على المشروع في الأسواق، إذ إن هواتف «تانغو» لم تتوافر لحد الآن إلا كنماذج تجريبية غير قابلة للبيع لعامة المُستخدمين، وتستوجب العديد من التحسينات قبل طرحها رسمياً. وتعاني أجهزة «تانغو» بعض العقبات الواجب التخلص منها قبل طرحها للبيع، فعلى الرغم من الإمكانات القوية التي توفرها، مثل المسح ثلاثي الأبعاد وتحديد الموقع والاتجاه، إلا أن عمر بطارياتها قصير، وهو ما منع «غوغل» من الإشارة إلى الفترة الزمنية التي تستطيع هذه الأجهزة العمل خلالها قبل أن تستلزم إعادة شحنها.

وتعقيباً على ذلك، أشار كومار إلى أن طائرته المدعومة بجهاز «تانغو» لا تستطيع الطيران وتنفيذ المهام المطلوبة لأكثر من خمس دقائق، إذ تصبح بعد تلك الفترة عرضةً للسقوط والتحطم في أي لحظة.

وعلى الرغم من هذه الصفة السلبية، فإن «مشروع تانغو» يوفر ميزات جمة، وذلك وفقاً للمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ستايكو» Styku الناشئة والمُتخصصة في إجراء عمليات مسح ثلاثية الأبعاد للأجسام، راج سارين، إذ تعمل شركته حالياً على مشروع يستفيد من أجهزة «تانغو» ومن برامج خاصة لتوليد نماذج ثلاثية الأبعاد لأجزاء جسم الإنسان، وذلك من خلال تحريك هاتف «تانغو» أمام وجه المُستخدم المُراد تصويره بشكل نصف دائري، ومن ثم نقل هذه البيانات إلى خادمات الشركة ليتم بناء نموذج ثلاثي الأبعاد للوجه، ومن ثم تحميله إلى هاتف المستخدم.

وتستفيد «ستايكو» حالياً من أنظمة أخرى لتطوير تقنية المسح الخاصة بها، تعتمد فيها على مستشعر الألعاب «كينيكت» Kinect التابع لشركة «مايكروسوفت»، إذ يتم استخدام هذه التقنية من قبل بعض متاجر الأزياء لمُساعدة المستهلكين على اختيار الملابس الأنسب لهم.

وأشار سارين إلى أن دمج مُستشعرات العمق ثلاثية الأبعاد ضمن الهواتف الذكية ــ كتلك المتوافرة في هاتف «مشروع تانغو» ــ سيسمح للمستخدم بإجراء مسح لنفسه، والاستفادة من تطبيق «ستايكو» لاختيار الملابس المناسبة له وشرائها مباشرة من الإنترنت.

 

حاسب لوحي

كشفت «غوغل» الخميس الماضي عن حاسب لوحي قادر على استشعار البيئة المحيطة بشكل ثلاثي الأبعاد، في إطار «مشروع تانغو» Project Tango التابع لها، الذي كشفت عنه في فبراير الماضي. ويأتي الحاسب اللوحي الجديد بمواصفات قوية مقارنة بالحاسبات اللوحية الأخرى المتوافرة حالياً، وهو مخصص للمطورين فقط. ويقدم الجهاز الذي يأتي بشاشة قياس سبع بوصات، أربعة غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي، و128 غيغابايت من سعة التخزين الداخلية، وكاميرا خلفية بدقة أربعة ميغابايت تعمل بتقنية مشابهة لتقنية «ألترابكسل» الخاصة بشركة «إتش تي سي». وسيتوافر الجهاز للمطورين بسعر 1024 دولار، وقد جرى إنتاجه بالتعاون مع شركة «إنفيديا»، لذا فهو يعمل بمعالج «تيغرا كيه 1» الجديد الذي يقدم تجربة رسوميات قوية.

تويتر