يأتي في المرتبة الثالثة بعد «واتس آب» و«وي شات» بـ 175 مليون مستخدم نشط

تطبيق التراسل «لاين» يتوسع خارج اليابان

صورة

يشهد استخدام تطبيق «لاين» الياباني للتراسل الفوري نمواً متسارعاً، إذ كشف مطلع أبريل الجاري عن وصول عدد مستخدميه المسجلين إلى 400 مليون مستخدم، ما يزيد من حدة المنافسة مع تطبيقات مماثلة أبرزها «واتس آب» و«وي شات»، في معركة يعتمد فيها «لاين» على خدماته المتعددة، وسعيه للتكيف مع احتياجات الأسواق المحلية، وفق ما عرض تقرير نشرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية.

وتجذب تطبيقات التراسل الفوري للهواتف الذكية، التي تُوفر أساساً الرسائل النصية المجانية عبر الإنترنت، ملايين المستخدمين من أنحاء العالم، الذين يعتمدون عليها للدردشة مع الأصدقاء، وتبادل الصور والرموز التعبيرية، حتى إن شعبيتها لفتت أنظار بعض من أكبر شركات التكنولوجيا مثل «فيس بوك» التي استحوذت على تطبيق «واتس آب» في فبراير الماضي مقابل 19 مليار دولار.

وتنظر «فيس بوك» وغيرها من الشركات إلى تطبيقات التراسل، باعتبارها قناة تصل من خلالها لما يزيد على 1.5 مليار مستخدم للهواتف الذكية حول العالم، في وقت يشهد تزايد الإقبال على تصفح الإنترنت عبر الهاتف.

أما «لاين» فيستغل قناته بالفعل لتقديم مجموعة واسعة من الخدمات، وفي إثبات براعته في تخصيص خدماته للدخول إلى أسواق لم تنجح فيها أية شركة إنترنت آسيوية من قبل. وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في «لاين»، تاكيشي إديزوا: «ننظر إلى (لاين) باعتباره بوابة إلى الهاتف الذكي».

وبدأت قصة تطبيق «لاين» مع انطلاقه عام 2011 من قبل الذراع اليابانية التابعة لشركة الإنترنت الكورية الجنوبية «نافر»، وفي البداية استخدمه المراهقون للتواصل في ما بينهم، والمعلمون للاتصال بأولياء أمور طلابهم، فضلاً عن خدمات الطوارئ للتنبيه من الكوارث الطبيعية. وبعدها تشعب التطبيق إلى مجالات تُهيمن عليها شركات مثل «غوغل» و«أبل» و«فيس بوك»، وتتضمن الألعاب والتجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، ومكالمات الإنترنت.

وخارج آسيا، يحظى تطبيق «لاين» بشعبية ملموسة في إسبانيا. ووفق شركة «كوم سكور»، فلدى «لاين» 16 مليون مستخدم مسجل في إسبانيا التي تضم 24 مليون مستخدم للهواتف الذكية.

وفي أميركا اللاتينية، تقول شركة «لاين» إن لدى تطبيقها 10 ملايين مستخدم مسجل في المكسيك، ما دفعها إلى الاستفادة من ذلك في التوجه إلى الولايات المتحدة، وبدأت في مارس الماضي بث حملتها الإعلانية الرئيسة في شبكات تلفزيونية.

وتعتمد شعبية «لاين» في اليابان على المزج بين خدمة المراسلة والملصقات، وهي وجوه وصور تعبيرية مفصلة بأحجام كبيرة، يُمكن للمستخدمين شراؤها وإدارجها في رسائلهم المصورة. ومنها «مون» ذو الوجه المبتسم متورد الوجنتين، لكن الأمر اختلف حين استهدف التطبيق السوق البرازيلية العام الماضي، إذ لم يُفضل المستخدمون هناك هذه الشخصية، ما دعا «لاين» لإدخال تعديلات تضمنت إضافة لهجة محلية، ما رفع من شعبية التطبيق. ويعكس مثل هذا التعديل محاولات «لاين» للتكيف مع احتياجات الأسواق المحلية.

وقدر محللون في شركة «بي إن بي باريباس» للخدمات المالية عدد المستخدمين النشطين لتطبيق «لاين» بـ 175 مليون مستخدم، ما يجعله في المرتبة الثالثة بعد «واتس آب» بعدد 465 مليون مستخدم، و«وي شات» من شركة الإنترنت الصينية «تينسنت» الذي وصل عدد مستخدميه إلى 355 مليون مستخدم.

وبعكس «وي شات»، الذي لايزال إلى حدٍ كبير ظاهرة صينية، يقول «لاين» إن 85% من مستخدميه يوجدون خارج اليابان، خصوصاً في تايلاند وتايوان وإندونيسيا.

لكن ما يُميز «لاين» عن منافسيه قدراته على تحقيق الأرباح، وعلى الرغم من بلوغه عامه الثاني السنة الماضية، فقد حقق مبيعات بلغت 51.8 مليار ين ياباني (ما يُعادل 505.8 ملايين دولار)، في مقابل 20 مليون دولار حققها «واتس آب». وأحجمت «تينسنت» عن نشر أرقام محددة لإيرادات «وي شات»، وذكرت أنه حقق بين 200 و300 مليون يوان صيني، أي ما يراوح بين 32 و48 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2013. وفي حين يرغب مؤسسو «واتس آب» في الإبقاء عليه خالياً من الإعلانات والألعاب والتحايل، لا تعتمد عائدات «لاين» على الإعلانات، بل على تقديمه مجموعة متنوعة من الخدمات، وجاءت 60% من إيراداته في الربع المنتهي في ديسمبر الماضي نظير بيع سلع داخل الألعاب، وأسهم بيع الملصقات بنسبة 20% من العائدات، وتُباع حزمة الملصقات التي تشمل 40 ملصقاً مقابل دولار واحد.

وافتتحت شركة «لاين» أخيراً موقع «لاين مول» للمحمول، ويُتيح للمستخدمين وتجار التجزئة في اليابان إدراج السلع بهدف بيعها، كما سمحت هذا الشهر باشتراك مصممين من خارجها في متجر الملصقات الذي أطلقت عليه «سوق مبدعي لاين»، ما يسمح لهم بتقاسم عائداتهم مع الشركة. وأشار إديزوا إلى التخطيط لإطلاق خدمة للموسيقى قريباً.

وعلاوةً على ذلك، تستخدم شركات منها «كوكاكولا» وسلسلة متاجر البقالة «لاوسون» تطبيق «لاين» للتسويق، من خلال افتتاح «حسابات رسمية» تُتيح لها التواصل مع جمهورها مقابل رسوم، وأطلقت «لاين» خدمة «الحسابات الرسمية» عام 2012 نظير رسوم تبلغ مليوني ين (نحو 19 ألف دولار)، إضافة إلى تكلفة شهرية تبلغ 1.5 مليون ين (15 ألف دولار)، كما أنشأت نسخاً أقل تكلفة في ما بعد.

وضمن خدمات البيع التي يتيحها «لاين» نظم في ديسمبر الماضي، أحد عروض مبيعات اليوم الواحد في تايلاند، التي تدوم لفترة تصل إلى 36 ساعة.

ويعتمد منهج «لاين» على جعلها منصة لخدمات متعددة من الدردشة والمكالمات الصوتية والفيديو والتسوق والألعاب. ويقول بعض المحللين إن هذا الأسلبوب الذي تتبعه «لاين» و«وي شات» و«كاكاو توك» في كوريا الجنوبية، قد يساعدها على النمو والامتداد لمجالات عمل أخرى، أكثر من التطبيقات التي تركز على التراسل فقط.

وبحسب تقرير من شركة «ماكواري» للخدمات المالية، فإذا ما واصل تطبيق «لاين» توسعه بالمعدل الحالي، فمن الممكن أن ترتفع عائداته إلى 7.5 مليارات دولار بحلول عام 2017، في ما تصل إيرادات «وي شات» إلى 10.6 مليارات، في حين يحقق «واتس آب» ثلاثة مليارات دولار.

وينتظر «لاين» اختبارات مهمة منها النجاح في الولايات المتحدة، التي تُمثل اختباراً مزدوجاً لأسلوب «لاين» في جني الأرباح من ناحية، وأيضاً لقدرة التطبيق على التكيف وفق الأذواق المحلية من ناحية أخرى. ويرى محللون أن المستخدمين الأميركيين يفضلون الجانب الوظيفي عن تشتت انتباههم بسبب الإضافات المتعددة مثل الألعاب.

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة «لاين»، أكيرا موريكاوا، في مقابلة معه السوق الأميركية بالمهمة والصعبة.

وتدفع تحديات توسع «لاين» عالمياً إلى تكهنات حول ما إذا كان سيسير على خطى «واتس آب» ببيعه إلى شركة أكبر، أم ستُطرح أسهمه في سوق الأوراق المالية، شركة عامة. وقالت الشركة الأم «نافر» إنها تُفكر في إدراج «لاين» في سوق الأوراق المالية، على الرغم من أن مسؤولي «لاين» لم يعلقوا على التفاصيل والتوقيت.

تويتر