«الشركة» أكدت وجود نظام «فوشيا».. واعتبرته مشروعاً تجريبياً

تسريبات تقنية تعرض تفاصيل نظام تشغيل جديد من «غوغل»

«غوغل» قدمت خاصية «تعدد المهام» عام 2016 في نظام تشغيل «أندرويد 6 مارشميللو». غيتي

ظهرت، في 18 و19 يناير الجاري، تسريبات جديدة حول نظام تشغيل «فوشيا» الجديد من شركة «غوغل» الأميركية، الذي بدأ الحديث عنه منذ نهاية عام 2014.

وشكلت التسريبات الجديدة أول نظرة عن قرب لهذا النظام الذي يرفع شعار «4 في 1»، أو نظام تشغيل واحد قادر على تشغيل أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة، والهواتف الذكية، والأجهزة اليدوية، فضلاً عن الأجهزة اللوحية، وذلك بمجرد التبديل والتحويل بين وضعية وأخرى من داخل النظام، ليناسب الجهاز الذي يعمل عليه، وهي خاصية غير معهودة في نظم التشغيل السابقة، بما فيها النظامان اللذان تنتجهما «غوغل» وهما «أندرويد» للهواتف المحمولة الذكية، و«كروم» لأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

• «فوشيا» يشغل الحاسبات المكتبية والمحمولة واللوحية والهواتف الذكية والأجهزة اليدوية.

• محور نظام تشغيل «فوشيا» يرتكز على نواة مركزية جديدة تسمى «زيركون».

لوحة الإعدادات

يوجد في منتصف شاشة النظام الرئيسة رمز صغير لنظام «فوشيا»، وعند الضغط عليه يتم فتح لوحة تشبه لوحة الإعدادات والتحكم في نظم التشغيل الحالية، وتبدو اللوحة بسيطة خالية من الرتوش، مع بعض أدوات التبديل والإزاحة المخصصة للتعامل مع الحجم والسطوع.

نواة جديدة

وظهرت هذه التسريبات في صورة لقطات فيديو، على قناتي فيديو تابعتين لاثنين من محترفي تقنية المعلومات، هما: ميتش بيليفينز، ورون أرماندو، وتعد التفاصيل التي ظهرت في التسريبين الأكبر من نوعها منذ أن بدأ الحديث عن هذا النظام في نهايات عام 2014، ومنذ أن اعترفت «غوغل»، العام الماضي رسمياً، بأنها تعمل على تطويره، بحسب ما جاء على لسان نائب رئيس «غوغل» لنظم تشغيل «أندرويد»، ديف بورك، الذي أكد وجوده، ووصفه بأنه مشروع تجريبي في مرحلة مبكرة.

واستناداً للتسريبات الجديدة، فإن أول ما يميز نظام تشغيل «فوشيا» هو أن محوره الأساسي أو الجزء المركزي فيه، لا يرتكز على نواة نظام تشغيل «لينكس»، كما هي الحال في «كروم» و«أندرويد»، بل يعتمد على نواة مركزية جديدة تسمى «زيركون»، ما يعني أن نظام «فوشيا» وضع ليعمل على العديد من المنصات والأجهزة، وليس على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والمحمولة فقط.

بداية التشغيل

عند تشغيل النظام للمرة الأولى، تستقبلك شاشة قفل تشبه كثيراً الشاشة المعتاد ظهورها مع نظام تشغيل «أندرويد»، ويظهر بها ثلاثة أزرار في أسفل الناحية اليمنى، يمكن الضغط عليها أو سحبها، سواء من خلال شاشة اللمس، أو من خلال مربع التتبع على لوحة المفاتيح في الجهاز، بينما يظهر رمز نظام تشغيل «فوشيا» في أعلى الناحية اليسرى.

ويتم الدخول إلى النظام كضيف وليس كـ«مدير للنظام» أو مستخدم مسجل، وبعد ذلك يمكن الوصول إلى شاشة الاستخدام الرئيسة، وهي شاشة تختلف بصورة جذرية عن أي شاشة معتادة في نظم التشغيل التقليدية الخاصة بأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة، فهي تبدو كأنها تمديد أو توسعة لبرمجية «غوغل الآن» أو «غوغل ناو»، إذ إن هناك بعض المعلومات ناحية اليمين في المنتصف، مثل حالة شبكة «واي فاي»، إلى جانب ما يبدو أنه تغذية مشخصنة أو شخصية من الأشياء ذات الصلة بالمستخدم لدى «غوغل».

محتويات الشاشة

توجد على الشاشة ثلاث بطاقات فقط، وهي مجرد عينات، لأنه لا توجد عملية دخول وتسجيل للمستخدم، لكنها الأنواع نفسها للبطاقات التي تظهر في شريط التغذية بالمحتوى والمعلومات في هواتف «غوغل» المحمولة، بما فيها المظهر المستدير.

ومن الواضح أن التطبيقات المعتادة في «غوغل كروم»، و«غوغل أندرويد»، ستكون قائمة وعاملة في «غوغل فوشيا»، والاختلاف الكبير أو الرئيس بين الأنظمة الثلاثة وغيرها من الأنظمة التقليدية، هو عدم ظهور تطبيقات أو وثائق أو أيقونات وعلامات مختصرة لبرمجيات على سطح المكتب، لكن ما يوجد هو شريط البحث الشهير من «غوغل».

وفي هذه النسخة التجريبية المبكرة من «فوشيا»، لا يمكن البحث في الـ«ويب»، بل في الكمبيوتر نفسه، بما في ذلك البحث عن التطبيقات التي لا تعمل فعلياً، لكن لاتزال مجرد صور تظهر التطبيقات بالأحجام الطبيعية، وتملأ الشاشة بالكامل، وتظهر كشريط ملون بشكل مختلف في الجزء العلوي.

تعدد المهام

قدمت «غوغل» خاصية «تعدد المهام» عام 2016 في نظام تشغيل «أندرويد 6 مارشميللو»، لذلك سيكون من المنطقي أن يفعل نظام التشغيل الجديد، الذي يتوقع أن يشغل أجهزة الكمبيوتر عريضة الشاشة، الشيء نفسه ويتيح لمستخدميه خاصية «تعدد المهام»، وهي خاصية تتيح التقاط وتشغيل اثنين أو أكثر من التطبيقات معاً، إذ يتم تمرير النوافذ الخاصة بأي تطبيقين وتوحيدهما معاً في نافذة واحدة، كما لو كانا علامتي تبويب يمكن تصفحهما بسهولة والتنقل في ما بينهما.

وعند إغلاق تطبيقٍ ما تظهر النافذة الرئيسة، مع مؤشر يبدو كنقطة صغيرة يظهر في الجزء السفلي، ويمكن الضغط عليه أو سحبه للعودة إلى الشاشة نفسها مرة أخرى، ويتم القيام بذلك من خلال مكون أو جزء في النظام يعرف باسم «مبدل» أو محول التطبيقات.

نهر التطبيقات

وعلى العكس من أنظمة تشغيل الأجهزة المكتبية التقليدية، فإن محول التطبيقات ليس شريطاً تظهر به العلامات المختصرة للتطبيقات في أسفل الشاشة كما هي الحال الآن، لكنه شريط تتدفق خلاله أيقونات التطبيقات بصورة متتالية، كما لو كانت «نهراً» تتكدس فيه التطبيقات، ويتم ترتيبها بحسب الترتيب الزمني: الأحدث فالأقدم، ويمكنك التمرير عبر هذا «النهر» أو الشريط المتدفق المتحرك، وبالتمرير لأعلى عبره، يظهر كل ما تم استخدامه من تطبيقات، وبهذه الطريقة يشبه «فوشيا» نظم تشغيل الهواتف المحمولة الذكية.

متعدد المنصات

يتوقع أن يدعم نظام تشغيل «فوشيا» العديد من المنصات والأجهزة، لذلك فإنه يمكن التنقل والتحويل بين حالة يشغل فيها الهاتف المحمول الذكي، وحالة يشغل فيها الكمبيوتر اللوحي، وحالة يشغل فيها الجهاز المحمول أو المكتبي. وبعض التطبيقات التي ظهرت في الصور المسربة عن النظام تدعم فرضية تشغيل الهواتف المحمولة، وبعضها الآخر لا يبدو أنه يقوم بذلك، وفي كل الأحوال هذا ما يعزز فرضية أن «فوشيا» يتم بناؤه ليكون متعدد الأغراض والمنصات.

ومن الواضح أن التطبيقات، التي ستعمل مع نظام تشغيل «فوشيا»، تستخدم مبادئ تصميم المواد والتكيف مع الشاشة، وهي مفاهيم ومبادئ أطلقتها «غوغل» عام 2014، وطرحت معها ما أطلقت عليه «دليل التصميم العام المرن»، باعتباره واحدة من أدوات البناء المهمة التي تستخدمها، إذ تقوم التطبيقات تلقائياً بتكييف حجم الشاشة، وتغير لوحة التفاعل مع المستخدم تبعاً لذلك التكيف مع الشاشة.

تويتر