أزمة «سبيكتر» و«ميلتداون» فرضت نفسها على الشركات العارضة والزوار قبيل فعاليات «المعرض»

المعالجات الهجينة و«المنزل الذكي» و«السحابة» تتنافس في «سي إي إس 2018»

معرض «سي إي إس 2018» يختتم فعالياته في مدينة لاس فيغاس الأميركية الجمعة المقبل. من المصدر

مع انطلاق فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «سي إي إس 2018» في مدينة لاس فيغاس الأميركية أول من أمس، برز التنافس بين الشركات العارضة في مجالات عدة، أبرزها المنافسة في مجال المعالجات الهجينة التي تجمع بين وحدات المعالجة الرئيسة المعتادة ووحدات معالجة الرسوميات، فضلاً عن التنافس والسباق بين نوعين من الذكاء داخل المنازل الذكية: الأول ذكاء السيطرة بالأوامر الصوتية على كل شيء، والثاني مستوى الذكاء الموضوع داخل الأجهزة الإلكترونية نفسها، والذي يبدو أنه تنافس محسوم لمصلحة السيطرة بالصوت.

أما مجال التنافس الثالث فيمكن وصفه بمنافسة «اللحظات الأخيرة»، كونها فرضت نفسها على الشركات العارضة والزوار قبيل فعاليات المعرض بساعات، والتي تتعلق بالأزمة التي ترتبت على الكشف عن الثغرتين الأمنيتين «سبيكتر» و«ميلتداون» الموجودتين في جميع المعالجات التي تشغل الحاسبات الخادمة والشخصية واليدوية والهواتف المحمولة الذكية على السواء، وألقت بظلالها الكثيفة على حلول ونظم الحوسبة السحابية القائمة بالمعرض.

وتبين ذلك من خلال التقارير والتحليلات الخاصة بالمعرض الذي يختتم فعالياته الجمعة المقبل، والتي راجعتها «الإمارات اليوم» سواء الصادرة عن العارضين أو الموقع الرسمي للمعرض، أو المتابعات التي تقوم بها مواقع التقنية الكبرى.

المعالجات

«إنتل» و«إيه إم دي» تجسدان حالة من التحالف والتنافس في المعالجات.

التنافس في مجال المنازل الذكية محسوم لمصلحة السيطرة بالصوت.

وأظهرت التقارير أنه في مجال المعالجات، عرضت شركة «إيه إم دي» ثانية أكبر شركة للمعالجات الدقيقة، الجيل المقبل من فئة معالجات «رايزن»، والتي يتوقع أن تصل إلى الأسواق العالمية خلال مارس المقبل، ومن ثم كان المعرض هو الوقت المثالي لعرضها والترويج لها، باعتبارها المعالجات التي تعمل بتقنية التصنيع الجديدة 12 نانومتر، مع زيادة في عدد المحاور الداخلية للمعالج، وتخفيض معدل السعر للمحور الواحد، حيث قدمت «إيه إم دي» هذا الطراز من المعالجات باعتباره المنافس الأقوى لديها ضد منافستها شركة «إنتل».

في المقابل، فإن «إنتل» عرضت معالجها الجديد طراز «كابي ليك جي»، الذي يجمع بين الجيل الثامن من معالجات «إنتل كور»، ووحدة معالجة الرسوميات المركزية المبنية على تقنية «إيه إم دي راديون»، فيما يعد أول تعاون بين الشركتين، وهكذا جسد ما هو موجود بجناحي الشركتين حالة التحالف والتنافس معاً في آن واحد.

وحالة التعاون التاريخية هذه وغير المتوقعة التي حدثت بين «إيه إم دي» و«إنتل» كانت موجهة بالأساس ضد شركة «إنفيديا» الكورية المستحوذة على الشريحة الكبرى من سوق بطاقات معالجة الرسوميات. وخلال المعرض جاء الرد سريعاً من هذه الشركة ضد تحالف «إنتل - إيه إم دي»، حيث قدمت بجناحها فئة جديدة من معالجات الرسوميات الاستهلاكية منخفضة السعر عالية المواصفات للرد على المنتجات الناتجة عن تحالف «إنتل وإيه إم دي».

«كوالكوم»

ولم تتوقف المنافسة على المعالجات عند حدود ما يحدث بين «إنفيديا» و«إنتل» و«إيه إم دي»، إذ إن شركة «كوالكوم» المتخصصة في صناعة معالجات الأجهزة المحمولة واليدوية دخلت هي الأخرى على الخط، وقدمت معالجات تشغل الحاسبات الشخصية والمحمولة، والعاملة ببطاقة رسوميات «فولتا» من «إنفيديا»، وأهم خطوة في هذا الصدد كانت تقديم آخر منتجاتها من معالجات «سناب دراجون 835 و845»، التي تستطيع تشغيل الحاسبات الشخصية المحمولة بالمعالجات العاملة مع الهواتف الذكية، لتكسبها خصائص جديدة، منها الاستهلاك الأقل من الطاقة الذي يترجم إلى فترة تشغيل أطول للبطارية لتصبح بالأيام بدلاً من الساعات، فضلاً عن خفة الوزن، إضافة إلى تضمين وحدات إرسال واستقبال البيانات «المودم» داخل المعالجات، بما يحقق مبدأ «دوام الاتصال» داخل الحاسبات الشخصية المحمولة. وبهذا المفهوم استطاعت «كوالكوم» ومعها «إنفيديا» جذب المصنعين الكبار للحاسبات الشخصية المحمولة، مثل شركات «إتش بي» و«أسوس» و«لينوفو» وغيرها، وكذلك شركة «مايكروسوفت» التي باتت الفرصة سانحة أمامها لتشغيل نظم «ويندوز» بكامل قوتها على هذه النوعية الجديدة من الحاسبات.

السيطرة بالصوت

وبالنسبة لمجال المنازل الذكية، فإنه يسيطر على معرض «سي إي س» في دورته الحالية توجه «السيطرة بالصوت»، أو إدارة المنزل من خلال المساعدات الرقمية التي تعمل بالأوامر الصوتية، وهنا تبرز الطرز الجديدة من المنتجات الثلاثة الأهم في هذا السياق، وهي الطراز الجديد من مساعد «أمازون أليكسا»، ومساعد «غوغل»، إضافة إلى مساعد «مايكروسوفت كورتانا»، في حين أن مساعد «أبل سيري» لايزال ينتظر ما سيسفر عنه منتج «أبل» الجديد «هوم بود» الذي يتوقع أن ينافس جميع المساعدات، لكن «أبل» لم تتمكن من عرضه خلاله المعرض، وحددت له وقتاً آخر قبل منتصف العام.

وتتضمن نظم المنازل الذكية العاملة بالتحكم الصوتي، التحكم في الأضواء والمصابيح، وأصوات الموسيقى، فضلاً عن إمكانية التحكم بدرجة حرارة الغرف من خلال أجهزة التكييف، إضافة إلى التحكم بنظم المراقبة والأمن، والتعامل مع المحتوى الحي عبر الانترنت. وستصل السيطرة الصوتية بقوة إلى الأجهزة الإلكترونية الذكية بالمنزل من التلفزيون الى الثلاجة والغسالة وحتى ماكينة العصير الذكية المتصلة بالإنترنت دائماً. والواضح أن مستوى الذكاء الذي ظهرت به أجهزة التلفزيون الحديثة مرشحة لأن تتكامل بعمق أكثر مع نظم التحكم بالصوت، لتتكامل صفاتها الجديدة التي تركز على المزيد من الوضوح وكبر مساحة الشاشة، مع سلاسة وقوة التحكم الصوتي، لتعطي نتائج أكثر إبهاراً في خبرة المشاهدة المنزلية.

وفي كل الأحوال تشير حالة التنافس الشديدة التي بدت من اليوم الأول للمعرض بين الشركات إلى أن توجه السيطرة بالصوت سيتسارع بشدة خلال العام الجاري، ويحصل على زخم جديد ربما يصل إلى أضعاف ما حققه في العام الماضي.

«سبيكتر» و«ميلتداون»

إلى ذلك، ألقت أزمة الثغرات الأمنية الخطيرة في المعالجات الدقيقة التي تم الإعلان عنها أخيراً، بظلالها على فعاليات المعرض، حيث سارع الكثير من العارضين الكبار لخدمات الحوسبة السحابية إلى تغيير خططهم في اللحظات الأخيرة، ليضاف إليها تقديم حلول وسياسات سريعة وناجزة للتعامل مع ثغرة «سبكتر» التي تبين أنها أصابت جميع المعالجات المطروحة في الأسواق منذ عام 1995، وكذلك ثغرة «ميلتداون» التي أصابت معالجات «إنتل» المستخدمة مع الحاسبات الخادمة التي تدير خدمات الحوسبة السحابية. وبدا ذلك في التعديلات والتبديلات في أسماء المحاضرين وموضوعات الندوات واللقاءات خلال المعرض لدى شركات كبرى معنية بالحوسبة السحابية، أبرزها «إنتل» صاحبة المشكلة، و«غوغل» و«مايكروسوفت» كاثنين من أكبر موفري الحوسبة السحابية عالمياً.

تويتر