«آي دي سي»: 2% نمواً في الإنفاق على خدمات الاتصالات والتلفزيون المدفوع خلال 2018

554 مليار دولار عائدات الحوسبة السحابية عالمياً بحلول 2021

مقدمو الخدمات السحابية أدخلوا خدمات جديدة مبتكرة خلال السنوات القليلة الماضية. من المصدر

مع اقتراب العام من نهايته، بدأت تقارير «نهاية العام» الخاصة بحالة سوق تقنية المعلومات والاتصالات في الظهور بصورة متتالية، من قبل مؤسسات الدراسات والبحوث الكبرى، حيث أصدرت، أخيراً، مؤسسة «آي دي سي» العالمية، المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات والاتصالات، تقريرين، الأول يتعلق بحالة خدمات الاتصالات والتلفزيون المدفوع عالمياً، الذي قدر أن معدل الإنفاق العالمي على هذه النوعية من الخدمات سينمو بنسبة 2% خلال العام المقبل، ليجاوز 1.7 مليار دولار التي حققها في العام الجاري، في حين ركز التقرير الثاني على خدمات الحوسبة السحابية، متوقعا أن تستمر هذه الخدمات بقوة ووتيرة متسارعة في الهيمنة على سوق خدمات تقنية المعلومات عالمياً، لتبلغ عائداتها 554 مليار دولار بحلول عام 2021.

برامج البنية التحتية

توقعت مؤسسة «آي دي سي» البحثية العالمية، أن تهيمن البنية التحتية، كخدمة عبر الحوسبة السحابية، ومراكز البيانات الفائقة التشغيل، على التغيير الذي سيحدث في سوق أجهزة وبرامج البنية التحتية بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرة إلى أنه بحلول عام 2021 سيستحوذ مقدمو الخدمات السحابية على 76% من أجهزة البنية التحتية ذات الصلة السحابية والإنفاق على البرامج.

• الهواتف المحمولة تستحوذ على 52% من سوق الاتصالات العالمية في 2017

• المخاوف الأمنية وقابلية التشغيل البيني لن تحدّا من توسع الحوسبة السحابية

خدمات الاتصالات

ونشرت غرفة الأخبار في موقع «آي دي سي» www.idc.com ملخصات وافية للتقريرين، إذ جاء في التقرير الخاص بخدمات الاتصالات وخدمات التلفزيون، أن الإنفاق العالمي على هذه الخدمات بلغ نحو 1.7 مليار دولار، خلال عام 2017 بزيادة قدرها 1.7% مقارنة بالعام الماضي، متوقعاً نمو هذا الإنفاق بنسبة 2% خلال العام المقبل ليجاوز 1.7 مليار دولار في العام الجاري.

ووفقاً لتقديرات «آي دي سي»، فإن أكبر شريحة من سوق الاتصالات العالمية تتمثل في الهواتف المحمولة، حيث شكلت 52% من إجمالي السوق خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن يكون معدل النمو السنوي المركب 2% خلال الفترة من 2017 إلى 2021، مدفوعاً بالنمو في استخدام البيانات المتنقلة وتطبيقات من «المحمول»، ما يعوض الانخفاض في الإنفاق على خدمات الاتصالات الصوتية والتراسل المتنقل.

كما توقع التقرير أن يمثل الإنفاق على خدمة البيانات الثابتة 21% من إجمالي السوق مع نهاية العام الجاري، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4%، موضحاً أنه يقف وراء هذا النمو زيادة الطلب على خدمات الاتصالات عريضة النطاق عالية السرعة.

التلفزيون المدفوع

وفي ما يتعلق بسوق خدمات التلفزيون المدفوع، توقع تقرير «آي دي سي» أن هذه الخدمات التي تتضمن محطات «الكيبل» والاتصالات الفضائية والخدمات المقدمة عبر بروتوكولات الإنترنت، والتلفزيون الأرضي الرقمي، جميعها ستظل ثابتة خلال الفترة من 2017 إلى 2021، إذ تعتبر هذه الخدمات جزءاً متزايد الأهمية من العروض المتعددة لمزودي خدمات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، وأضاف التقرير أنه فضلاً عن ذلك يتوقع أن يزداد الإنفاق على الخدمات المتعددة المقدمة معاً من موفر خدمات واحد، التي من بينها «التشغيل الثلاثي» أي تقديم خدمات الهاتف والإنترنت والتلفزيون عبر وصلة أو قناة اتصال واحدة، في وقت تشير التقديرات إلى أن هذه النوعية من الخدمات حققت نمواً قدره 9% في عام 2017 على أن تحقق نمواً بنسبة 7% في العام المقبل.

أما الإنفاق على خدمات الاتصالات الثابتة فسيحقق، حسب التقرير، معدل نمو سنوي مركباً قدره 6% خلال فترة التوقعات، حيث سيمثل أقل من 10% من إجمالي الإنفاق على سوق الاتصالات بحلول عام 2021، وهو انخفاض كبير وسريع يمكن ألا يتم تعويضه كاملاً من خلال تطبيقات الصوت المختلفة.

أكبر الأسواق

وبين التقرير أنه على أساس جغرافي، تمثل الأميركتان أكبر سوق لخدمات الاتصالات والتلفزيون المدفوع عالمياً، بعائدات بلغت 635 مليار دولار خلال عام 2017، مدفوعة بقطاع أميركا الشمالية الكبير، فيما تأتي منطقة آسيا والمحيط الهادئ ثاني أكبر منطقة، تليها منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بينما تمثل الأسواق الناشئة في آسيا والمحيط الهادي وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا على التوالي، المناطق الأسرع نمواً على أساس سنوي في عام 2017.

الحوسبة السحابية

وبالنسبة لما ورد في تقرير «آي دي سي» الخاص بالحوسبة السحابية، فإنه قدّر عائدات خدمات الحوسبة السحابية عالمياً بأنها ستصل إلى 554 مليار دولار بحلول عام 2021 أي أكثر من ضعف عائداتها في العام الماضي، مشيراً إلى أن ما يعرف بنموذج «التسليم والاستهلاك السحابي»، الذي بدأ يسود عالم الأعمال خلال السنوات الأخيرة، أحدث ثورة في صناعة تقنية المعلومات بأكملها، خصوصاً من خلال فئة «السحابة العامة»، أو خدمات الحوسبة السحابية المتاحة للجمهور العام حول العالم بلا قيود جغرافية أو تقنية، التي تفوقت فيها شركات مثل «غوغل» و«أمازون» وغيرهما.

وأوضح التقرير أن فرص العمل وتوليد العائدات باتت تصل إلى ما هو أبعد من السحابة العامة، لتشمل خدمات الحوسبة السحابية الخاصة والهجينة، التي تقدم خدمات متنوعة من حيث التخصص والعمق ومستوى الاحترافية المطلوبة، مثل الخدمات السحابية المدارة والخدمات المهنية السحابية، وتقديم البنية التحتية للأجهزة والبرمجيات كخدمة من خدمات الحوسبة السحابية.

خدمات جديدة

وقال نائب الرئيس الأول ورئيس المحللين في «آي دي سي»، فرانك جينز، إن «السنوات القليلة الماضية شهدت فيضاً مستمراً من الخدمات الجديدة المبتكرة التي أدخلها مقدمو الخدمات السحابية العامة الرئيسون، كالخدمات القائمة على تقنية (سلاسل الكتل)، وخدمات البيانات الخلفية لإنترنت الأشياء، إضافة إلى خدمات التشفير، وخدمات الحوسبة الخادمة، وحتى خدمات أجهزة الحوسبة الجديدة، فيما من المتوقع أن تتسارع وتيرة الإبداع في هذه المجالات جميعاً، لتضيف للحوسبة السحابية زخماً مستمراً، يقابله توسع مطرد في اعتماد المؤسسات على الحوسبة السحابية».

وأعرب جينز عن اعتقاده بأن «المخاوف التي لاتزال قائمة حول الأمن وقابلية التشغيل البيني وغيرهما من المخاوف الأخرى، لن تعيق أو تحدّ من استمرار الحوسبة السحابية في الهيمنة والتوسع وتحويل الحوسبة داخل المؤسسات والشركات إلى حوسبة سحابية». وبين أن «الإنفاق على الخدمات المدارة والمهنية يمثل ثاني أكبر فرصة في سوق الحوسبة السحابية ككل، حيث سيستحوذ على 31% من إجمالي الإنفاق خلال الفترة بين عامي 2017 و2021».

تويتر