حققت 80% من عائدات القطاع عبر خدمات البث الحي و«التنزيلات الرقمية»

موسيقى الإنترنت تحقق «انتصاراً نهائياً» في أميركا

خدمات الموسيقى الحية المدفوعة عبر الإنترنت باتت تقود صناعة الموسيقى حالياً. غيتي

كشف التقرير نصف السنوي لجمعية صناعة الموسيقى والتسجيلات الأميركية، أن 80% من عائدات صناعة الموسيقى الأميركية خلال النصف الأول من العام الجاري جاءت من «موسيقى الإنترنت»، عبر مصدرين للتوزيع والبيع، هما خدمات البث الحي للموسيقى، والتنزيلات التي تتم لملفات الموسيقى الرقمية على الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية والمحمولة والمكتبية.

ووصف التقرير الذي صدر أخيراً، هذا الأمر بأنه انتصار نهائي لـ«موسيقى الإنترنت» على ما سواها من أشكال التوزيع والإنتاج الأخرى في صناعة الموسيقى، حتى وإن اتخذت أشكالاً رقمية أخرى كأسطوانات الفيديو المدمجة وغيرها، مشيراً إلى أن ذلك يثبت أن «موسيقى الإنترنت» دخلت مرحلة «تثبيت الأوضاع».

 

• عائدات بيع التجزئة في «صناعة الموسيقى» بلغت 4 مليارات دولار بالنصف الأول من 2017.

• 30 مليون مشترك حالياً في «موسيقى أبل»، مقارنة مع 27 مليوناً في يونيو الماضي.

تنافس

أفاد موقع «بيزنس إنسايدر»، بأنه إلى جانب شركتي «أبل» و«سبوتيفاي»، هناك شركات صغيرة داخل سوق موسيقى الإنترنت، منها شركة «باندورا» العاملة فقط في مجال بث الموسيقى الرقمية، والتي يصل عدد مشتركيها إلى 4.9 ملايين مشترك، مشيراً إلى أن الشركة شهدت نمواً بنسبة 24% في عدد مشتركيها الذين يدفعون مقابل الخدمة خلال الربع الثالث من العام الجاري. لكن الموقع بيّن أن المعضلة الرئيسة لهذه الشركة، أنها تجعل من خدمة البث الحي للموسيقى المجانية المدعومة بالإعلانات مصدراً أساسياً للدخل.

تغيّر جذري

وقال الرئيس التنفيذي للجمعية، كاري شيرمان، إن «صناعة الموسيقى تغيرت جذرياً خلال السنوات الأخيرة، حيث إن المبيعات أصبحت تهيمن عليها التنزيلات الرقمية عبر الإنترنت»، لافتاً إلى أن «خدمات الموسيقى الحية المدفوعة عبر الانترنت باتت هي التي تقود صناعة الموسيقى حالياً».

وبيّن شيرمان أنه «بصفة عامة قفزت عائدات بيع التجزئة في مجال صناعة الموسيقى الأميركية بنسبة 17%، تمثل أربعة مليارات دولار، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين بلغ النمو في عائدات المبيعات الإجمالية 15%، تعادل 2.7 مليار دولار، لتستمر المبيعات في تسجيل توجه نحو التعافي والقوة».

البث الحي

ووفقاً لتقرير «جمعية صناعة الموسيقى»، فإن البث الحي المدفوع للموسيقى عبر الانترنت، شكل 62% من عائدات صناعة الموسيقى الأميركية خلال النصف الاول من العام الجاري، بينما قفز العدد الإجمالي لعدد المشتركين في خدمات البث الحي للموسيقى المدفوعة بنسبة 50% خلال الربع الثاني من العام بمعدل 30.4 مليون مشترك.

وأشار التقرير إلى أن البث الحي الخالي من الإعلانات، أثبت نفسه كأفضل نموذج يلقى نجاحاً ورواجاً بين المستخدمين، مبيناً أن الإعلانات تدعم جزءاً من أعمال الموسيقى الرقمية حسب الطلب السائد في السوق، وهو الجزء الذي طالما نظرت اليه صناعة الموسيقى على أنه يشوه ويقلل من مستوى صناعة الموسيقى، إذ سجل هذا الجزء ركوداً مستمراً ومتزايداً، ولم يسجل نمواً ملحوظاً كما هو الحال في الموسيقى المدفوعة الخالية من الإعلانات.

«أبل» و«سبوتيفاي»

وباعتبار أن سوق البث الحي للموسيقى عبر الإنترنت تهيمن عليه كل من شركتي «سبوتيفاي» و«أبل»، قدم موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com تحليلاً خاصاً بأوضاع الشركتين في سوق موسيقى الإنترنت، حيث جاء فيه أن عدد مشتركي خدمة موسيقى «أبل» سجل ذروة جديدة وتخطى 30 مليون مشترك حالياً، بعد أن كان 27 مليوناً في يونيو الماضي.

وأضاف التحليل أنه مع ذلك فإن خدمة «موسيقى أبل» لم تحصد الانتباه الكافي لتهديد شركة «سبوتيفاي»، رائدة البث الحي للموسيقى حتى الآن، حيث إن أعداد مشتركي «سبوتيفاي»، الذين يدفعون مقابل خدمات الموسيقى، زادت بمعدل 10 ملايين مشترك، من 50 مليوناً الى 60 مليوناً خلال ستة أشهر.

وأفاد تحليل «بيزنس إنسايدر»، بأن هذه الأرقام دفعت الخبراء إلى القول، إن الدفعة أو التعزيز الذي قدمته خدمة «موسيقى أبل» لمشتركيها خلال الآونة الأخيرة، كان أقل إثارة للإعجاب وجذب الانتباه، حتى مع إطلاق نظام التشغيل «آي أو إس 11» الأخير، إذ إن هذا النظام أعطى المستخدمين سبباً لإعادة التفكير في اشتراكهم بـ«موسيقى أبل»، لأنه يوفر خواص إضافية، منها القدرة على الاستماع الى قوائم موسيقى الإصدقاء الذين يطرحونها للمشاركة الجماعية، وهي الخاصية الشائعة أصلاً في خدمة «سبوتيفاي».

عنصر مهم

وذكر التحليل أن مستثمرو «أبل» يأملون أن تتمكن الشركة من إحداث انطلاقة في موسيقاها إلى مستويات اعلى، حيث اصبحت الخدمات ذات أهمية متزايدة بالنسبة لأعمال الشركة، مشيراً إلى أنه في حين ربما تحقق الموسيقى الحية جزءاً بسيطاً جداً من أعمال «أبل» اليوم، إلا أنها تعتبر عنصراً مهماً ومتنامياً في أعمال الشركة.

وأوضح أن قطاع الخدمات الذي يتضمن عائدات «موسيقى أبل» ومتجر «آي تيونز» و«أبل للرعاية»، إضافة إلى خدمة «مدفوعات أبل»، والتراخيص، وغيرها من الخدمات، أصبحت واحداً من أسرع القطاعات نمواً داخل الشركة، فقد ارتفعت عائدات الخدمات داخل «أبل» بنسبة 22% معدلاً سنوياً من عام لآخر. وبين أنه أكثر من ذلك، شهدت «أبل» قفزة في عدد المشتركين بكل الخدمات المدفوعة التي تقدمها الشركة، حيث أظهر المشتركون اقبالاً كبيراً على الاشتراكات الرقمية، مشيراً إلى أنه في الربع الثالث من العام الجاري، قفزت الاشتراكات المدفوعة إلى 185 مليون اشتراك، بزيادة قدرها 20 مليوناً خلال 90 يوماً فقط.

وبحسب تحليل «بيزنس إنسايدر»، فإنه عند وضع «موسيقى أبل» على قائمة الأولويات، فإن «أبل» يمكن أن تضع نفسها في مكان أفضل، وتأخذ ميزة الأسرع نمواً في الاسواق، وبصورة متزامنة تعطي المتعاملين المزيد من الاسباب للاستمرار في شراء منتجاتها، لكن استناداً الى النمو المتحقق في «موسيقى أبل» حتى الآن، وعند مقارنته بـ«سبوتيفاي»، فإن الشركة لاتزال تحتاج لمضاعفة جهودها مرة على الأقل في هذا المجال.

ولفت التحليل إلى أن «سبوتيفاي»، حصلت على ريادة وتفوق كبير على «أبل» في ما يخص قاعدة المتعاملين الذين يحصلون على خدماتها مجاناً، حيث إنه، وفقاً للشركة، فإنه بات لديها أكثر من 140 مليون مستخدم شهري نشط، من بينهم الذين يحصلون على الخدمة بمقابل مادي، والذين يحصلون عليها مجاناً.

تويتر