بعد تأكيد الشركة الصينية أن قدراتها الإبداعية ونجاحها في «الهواتف الذكية» يضمنان لها التفوق

شكوك حول تصدّر «هواوي» سوق الحاسبات عالمياً خلال 5 أعوام

مبيعات «ميت بوك» لاتزال دون التوقعات والأهداف الموضوعة من قبل «هواوي» نفسها. من المصدر

على الرغم من أنها لاتزال تخطو خطواتها الأولى في سوق الحاسبات الشخصية، توقعت شركة «هواوي» الصينية أنها تمضي بثقة لتحتل المركز الأول عالمياً في صناعة الحاسبات الشخصية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، مشيرة إلى أن قدراتها الإبداعية ونجاحها في سوق الهواتف الذكية سيمكنانها من الوصول إلى هذه المرتبة والتفوق. وأصرت «هواوي» على ذلك رغم أن هذا الهدف لن يتحقق إلا إذا تمكنت من هزيمة الشركات التي تحتل المراكز الخمس الأولى عالمياً في سوق الحاسبات الشخصية، وهي على التوالي «إتش بي» و«لينوفو» و«ديل» و«أبل» و«آيسر»، فضلاً عن إيجاد حل فعال لحالة التراجع والركود التي تواجهها سوق الحاسبات الشخصية منذ عام 2012 حتى الآن.

«ميت بوك»

أفاد تقرير لشبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في تقنية المعلومات، بأن شركة «هواوي» قدمت في مجال الحاسبات الشخصية الحاسب المحمول «ميت بوك» في مايو من العام الماضي، وبعد عام واحد فقط وتحديداً في مايو 2017 طرحت الشركة الجيل الثاني من «ميت بوك»، الذي تمثل في ثلاثة طرز هي «إكس» و«دي» و«إي»، وتبدأ أسعارها من (1399 يورو، 999 يورو، 799 يورو) على التوالي، إذ تتنافس هذه الحاسبات مباشرة مع عائلة «أبل ماك بوك»، التي تم طرحها في 12 بلداً حول العالم، من بينها اليابان وألمانيا وأميركا.


• «زد دي نت» اعتبرت توقعات «هواوي» مجرد «زلة لسان» أكثر منها تعبيراً عن خطة واقعية.

• هدف «هواوي» يتطلب منافسة شركات تقنية كبرى وإنعاش سوق الحاسبات.


700

ألف حاسب «ميت بوك» تم بيعها حتى الآن من أصل مليوني جهاز كان مستهدفاً بيعها.

وجاءت تأكيدات «هواوي» في تصريحات صحافية لمدير العمليات في مجموعة «هواوي» لأعمال المستهلكين، وان بياو كوو، لكن نظراً لأوضاع الشركة في سوق الحاسبات الشخصية التي تجعلها مصنفة ضمن الوافدين الجدد على هذه السوق، اعتبر تقرير نشرته شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في تقنية المعلومات أن هذه التصريحات مجرد «زلة لسان» أكثر منها تعبيراً عن خطة أو استراتيجية واقعية قابلة للتحقق في المدى القريب الوارد بها، وهو من ثلاث إلى خمس سنوات.

قدرات إبداعية

وقال كوو، إنه «حينما تقرر شركة (هواوي) الدخول في مجال ما، وتصنع المنتجات، يكون هدفها دوماً أن تكون لها الريادة فيه عالمياً»، مؤكداً أن «مدخلات البحث والتطوير في الشركة وقدراتها الإبداعية تمكنانها من تحقيق هذا الهدف».

وأضاف أن «هذا ما تم فعلياً في مجال الهواتف الذكية، فقد دخلت (هواوي) هذا المجال قبل سنوات عدة، واستطاعت أن تصبح في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث إنتاج وتسويق هذه الهواتف»، لافتاً إلى أن «خطة الشركة هي أن تصبح في المركز الأول كأكبر صانع للهواتف المحمولة عالمياً بحلول عام 2021».

وأكد أن «الشركة ستفعل الشيء نفسه في مجال الحاسبات الشخصية، وتصبح رقم واحد عالمياً في سوق الحاسبات الشخصية خلال ثلاث إلى خمس سنوات، لتقفز على العلامات التجارية الأخرى بالسوق، لاسيما (لينوفو) و(إتش بي) و(أبل)».

وأشار كوو إلى أنه «حتى الآن لاتزال أعمال المنتجات المخصصة للمستهلكين والمستخدمين النهائيين في (هواوي) صغيرة وفي بدايتها، وبدأت مع دخولها مجال الهواتف الذكية، ثم توسعت سريعاً، وبعد ذلك انضمت إليها الساعات الذكية، وموجهات البيانات الخاصة بتقنية (واي فاي) الـ(راوتر)، ثم الحاسبات الشخصية المحمولة».

وذكر أن «مجال الحاسبات المحمولة فيه العديد من التقنيات التي تتشابه مع الهواتف المحمولة، وفي الوقت نفسه فإن التطور الذي يحدث في تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي، سيجعل فرص النجاح من نصيب الشركات القوية إبداعياً»، مشدداً على أن «(هواوي) لديها من القدرات الإبداعية ما يجعلها متفوقة».

«زلة لسان»

من جهته، اعتبر تقرير لشبكة «زد دي نت» استند إلى آراء محللين ومختصين بمجال التقنية، أن أوضاع سوق الحاسبات الشخصية تجعل ما قاله رئيس العمليات في «هواوي» صعب التحقق، وأقرب إلى «زلة لسان» منه إلى الاستراتيجية الواقعية القابلة للتحقق، مشيراً إلى أن مبيعات الحاسب المحمول «ميت بوك» من «هواوي» لاتزال دون التوقعات والأهداف الموضوعة من قبل «هواوي» نفسها، فقد بلغت مبيعات «ميت بوك» حتى الآن 700 ألف وحدة من أصل مليوني وحدة كان مستهدفاً بيعها.

سوق راكدة

وأوضح التقرير أنه في ما يتعلق بسوق الحاسبات الشخصية، هناك تحديان في منتهى الصعوبة أمام «هواوي»: الأول يتمثل في أن الحاسبات الشخصية هي في الأصل سوق راكدة متراجعة ضعيفة إن لم تكن منعدمة النمو، إذ تعاني هذه الحالة منذ عام 2012، فيما يصفها البعض بالسوق المتجهة إلى الضمور والانتهاء.

وأشار التقرير إلى أنه بحسب أحدث التقديرات الصادرة عن مؤسسة «آي دي سي» العالمية المتخصصة في دراسات سوق الحاسبات وتقنية المعلومات، فقد سجلت سوق الحاسبات الشخصية تراجعاً في المبيعات من سنة إلى أخرى منذ الربع الأول لعام 2012، بينما حققت خلال الربع الأول من العام الجاري نمواً قدره 0.6% فقط، بعدما بلغ إجمالي مبيعاتها عالمياً 60.3 مليون وحدة، ليكون ذلك أول ارتفاع في مبيعات الحاسبات الشخصية على أساس سنوي منذ الربع الأول من عام 2012، فقد حدث هذا الانتعاش الطفيف مع عودة «إتش بي» لاحتلال القمة والمركز الأول مرة أخرى في إنتاج الحاسبات الشخصية المكتبية والمحمولة.

شركات منافسة

أما التحدي الثاني الذي لا يقل صعوبة عن الأول، فبين تقرير «زد دي نت»، أنه يتمثل في طبيعة الشركات المنافسة التي تحتل المراكز المتقدمة في سوق الحاسبات الشخصية الآن، لافتاً إلى أن هذه الشركات تملك خبرات متراكمة في تصنيع الحاسبات المكتبية غير متوافرة لـ«هواوي» حديثة العهد بهذه الصناعة، فضلاً عن أنها تمتلك قدرات إبداعية متخصصة في الحاسبات الشخصية تتفوق في الأغلب على قدرات «هواوي» الإبداعية المناظرة لها والتي لاتزال في طور النشأة.

ووفقاً لبيانات «آي دي سي»، عادت الشركات الخمس الكبرى التي تتصدر قائمة إنتاج الحاسبات إلى تسجيل بعض النمو المعقول في مبيعاتها خلال الربع الأول من العام الجاري، موضحة أن «لينوفو» حققت نمواً قدره 7.1%، وجاءت في المركز الثاني بعد «إتش بي»، في حين أن «ديل» حققت نمواً نسبته 6.2% وجاءت ثالثة، فيما حققت «أبل» نمواً قدره 4.1%، بينما جاءت «آيسر» خامسة مع نمو بنسبة 2.9%.

تويتر