5 تطورات «ثورية» تمنح الحـوسبة السحابية مزيداً من البساطة والذكاء

بخمسة تطورات اتسمت بالجرأة و«الثورية»، قدمت «شركة أمازون الأميركية» مستوى جديداً من الحوسبة السحابية يتسم بالبساطة والذكاء والفعالية، يمهد أمامها الطريق لمزيد من التوسع في سوق خدمات الحوسبة السحابية التي تسيطر بالفعل على أكثر من ثلثي أعمالها وعائداتها عالمياً، وحققت من ورائها ما يزيد على 14 مليار دولار (نحو 51.4 مليار درهم) خلال عام 2016.

هذه خلاصة متابعة «الإمارات اليوم» لوقائع مؤتمر «أمازون» الأخير الذي انعقد تحت عنوان «قمة أعمال خدمات ويب أمازون» في مدينة «سان فرانسيسكو» 18 و19 أبريل الجاري.

احتوى العرض الذي قدمه مدير التقنية في «أمازون»، وارنر فوجيلس، على ملخص لأهم ما قدمته «أمازون» من تطورات وتقنيات جديدة، وبدا واضحاً أن «أمازون» أخذت الحوسبة السحابية وخدماتها إلى آفاق الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والبيانات الضخمة وتحليلاتها، وأحدث الآليات المستخدمة في تطوير البرمجيات والتطبيقات. ويمكن تلخيص التطورات التي عرضتتها «أمازون» في نقاط كالتالي:

تصنيع وتشغيل البرمجيات

كان المعتاد دوماً أن التعامل مع البرمجيات والتطبيقات في بيئة الحوسبة السحابية ينصرف فقط إلى تقديمها كخدمة مؤجرة، بدلاً من شرائها، لكن «أمازون» أخذت الأمر إلى مستوى أعلى وأعمق، إذ أتاحت للمطورين ومنتجي البرامج وضع برمجياتهم ليشغلها الغير على هيئة خدمة مؤجرة، فضلاً عن توفير بيئة كاملة لتطوير البرمجيات نفسها من البداية عبر «أمازون».

وفي هذا السياق، قدمت ما وصفته بـ«البيئة المتدفقة التكامل المستمر» التي تتيح لفرق التطوير والبرمجة القيام بكل أعمالها بصورة تكاملية تامة، قابلة للتعقب والمتابعة في أدق تفاصيلها، وذلك كله بسهولة وبساطة وسرعة، وفى الوقت نفسه عرض ما يتوصلون إليه من برامج وتطبيقات وإبداعات للتشغيل والتأجير فوراً من خلال سوق «أمازون» للبرمجيات وخدمات الـ«ويب»، ما يضع بين أيدي المبرمجين فرصة للتطوير والتسويق والتشغيل في نظام متكامل مدار بالكامل ومندمج تماماً في كامل مكوناته.

وكشفت «أمازون» النقاب عن منتج جديد يحمل اسم «كود ستار»، وهو أداة يفترض أنها تقدم بيئة متكاملة لتطوير البرمجيات بصورة تعاونية وإدارة نشر هذه البرمجيات داخل سوق خدمات «ويب أمازون»، وذلك كله في شكل سلسلة عمليات مستمرة التكامل، إذ يبدأ المستخدمون باختيار نماذج المشروع، باستخدام لغات برمجة متنوعة، مثل «روبي» و«جافا» و«نود دوت جي اس»، وبعد ذلك يعدون «التدفق الكامل المستمر»، وربط بيئة التطوير المتكاملة الخاصة بهم، وإضافة أعداد للفريق القائم بالمشروع.

مايكرو ثانية

قدمت «أمازون» تطوراً جديداً ومهماً في مجال قواعد البيانات السحابية، وتحديداً في قاعدة بيانات «ريد شيفت» والخدمات المبنية عليها، وتمثل هذا التطور في إضافة مميزات جديدة تسمح للمستخدمين بالاستعلام عن البيانات المخزنة في أكثر من قاعدة بيانات سحابية في وقت واحد. وطبقت هذه الطريقة مع كل من قاعدة بيانات «خدمة التخزين البسيط»، التي تقدمها «أمازون» تحت اسم «إس 3»، وقاعدة بيانات «ريد شيفت»، بحيث يمكن البحث والاستعلام في الجداول المخزنة في خدمة «إس 3» جنباً إلى جنب مع تلك المخزنة في قاعدة بيانات «ريد شيفت»، ولا يتوقف الأمر عند البحث في أكثر من قاعدة بيانات في وقت واحد، بل يتضمن البحث في ما يعرف بمستودعات البيانات الضخمة «بحيرات البيانات»، التي تصل فيها أحجام البيانات لمستويات تقاس بـ«بيتابايت» (تعادل 1000 تيرابايت)، و«إكزابايت» (تعادل 1000 بيتابايت أو مليون تيرابايت)، وذلك خلال «مايكرو ثانية». ويوفر هذا التحسين كميات الطاقة الهائلة والوقت الطويل الذي كانت تستغرقه عمليات البحث في هذه البيانات ذات الحجم فائق الضخامة.

حوسبة تخيلية

طورت «أمازون» نظاماً جديداً لإنشاء وتشغيل بيئات عمل «تامة الانعزال»، بغرض تحقيق مستوى غير مسبوق من الخصوصية والتأمين لمستخدمي خدمات الحوسبة السحابية، وأطلقت عليه «الحوسبة السحابية التخيلية الخاصة»، وهو نظام يسمح للمتعاملين، بتشغيل سلسلة من التطبيقات وقواعد البيانات داخل نطاق معزول، يضمن عدم خروج حركة المرور أثناء التعامل بين تطبيق وآخر، أو قاعدة بيانات وأخرى، ويستخدم هذا النظام مع التطبيقات والبرمجيات التي تضم ميزات جديدة أو خاصة.

وفي هذا السياق، طرحت «أمازون» إصداراً من قاعدة بيانات «بوستجري إس كيو إل»، يتوافق مع خدمة قاعدة بيانات «أمازون أورورا»، ليتسنى للمتعاملين استخدامهما معاً في بيئة حوسبة سحابية تخيلية خاصة، وقالت الشركة إن النسخة المتوافقة مع «أورورا» متاحة الآن كنسخة تجريبية مفتوحة للتجربة من قبل أي شركة أو شخص.

أدوات الآلة

عرضت «أمازون» خلال المؤتمر أداة أطلقت عليها «الإدراك» مخصصة لفحص والكشف عن الصور المستخدمة في تطبيقات وأوعية تخزين الحوسبة السحابية المعتمدة على خدمات «ويب أمازون»، وهي أداة تم تصميمها وبناؤها بطرق الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وأصبحت تتضمن دعم خاصية الإشراف التلقائي على المحتوى، إذ تقوم هذه الخدمة بأخذ الصورة، وفحصها والتعرف إليها، ثم إرجاع نتيجة فورية مرة أخرى بما إذا كان يعتقد أن الصورة يمكن أن تكون موضع اعتراض أو مقبولة، أو يتم تصنيفها وأرشفتها على هذا النحو أو ذاك. وعرض فوجيلس خلال المؤتمر صورة لشخص بملابس السباحة، لتقدم خدمة «الإدراك» نتيجة تقول إن الصورة يعتقد أنها لشخص ما بملابس سباحة أو ملابس داخلية!

توليد الأصوات

اقتحمت «أمازون» مجال معالجة النصوص وتحويلها إلى صوت مسموع، وقدمت في هذا المجال خدمة «بولي»، وهي خدمة متطورة لا تتوقف فقط عند مجرد القراءة بصوت آلي، بل يمكن التحكم فيها لتحويل الصوت إلى همس، مع تقنية متطورة لإظهار صورة لوجه بشري، امرأة أو رجل، تتحرك ملامحه لتتوافق توافقاً تاماً مع الحركات التي يتطلبها نطق الكلام وقراءة النص، ليصبح هناك تطابق في النص المولد المقروء وملامح الوجه الذي يظهر على الشاشة، ليبدو كأنه شخص يتحدث. وأعلنت «أمازون» أن هذه التقنية تعد امتداداً لتقنيتها الخاصة بمعالجة اللغات الطبيعية، مؤكدة أنها أتاحتها للاستخدام العام.