بدأت تجربةً بسيطةً في معهد «إم آي تي» للتقنية.. وتحولت إلى موجة تجتاح قطاعَي التعليم والصحة والشركات

«مودو».. منصة لإنشاء التطبيقات دون خبرة خلال دقائق

مؤسسات عديدة تعتمد على «مودو» في تطوير تطبيقات للأجهزة المحمولة. من المصدر

على مسؤولي الجامعات والمعاهد والمدارس، ومديري المصانع والمستشفيات والشركات الكبرى، الذين يبحثون عن وسائل تواصل فائقة السرعة والسهولة داخل مؤسساتهم، الانتباه إلى «مودو»، تلك المنصة البرمجية التي تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى موجة تجتاح قطاعَي التعليم والصحة والشركات التجارية الكبرى، وتعصف بوسائل التواصل القائمة بها، لكونها وسيلة لبناء تطبيقات على الهاتف المحمول بمعرفة أي شخص لتوجه لكل شخص أو أي شخص، من دون الحاجة إلى خبرات أو مهارات في البرمجة، إذ إن بناء التطبيق عبر هذه المنصة يستغرق دقائق معدودة، ليقوم بتحقيق «نفاذ عميق» ومحدد وفعال إلى قلب النظم الخلفية التي تدير المؤسسات، والوصول إلى ما تحتويه من بيانات ومعلومات، ونقل ما تحتاج إليه للهواتف المحمولة العاملة بهذا التطبيق مباشرة، وانتقاء البيانات الخاصة بكل شخص وإيصالها له هو فقط.

بداية «مودو»

200 : جامعة حول العالم تستخدم منصة «مودو».


• المنصة صُممت للتواصل المباشر بين النظم الخلفية لأي مؤسسة والهواتف المحمولة

• «مودو» تعمل بمفهوم «تطبيقات محمولة لكل شخص بوساطة أي شخص»


ربط الطلاب مع البرامج

طورت جامعة «جورج تاون» تطبيقاً من خلال منصة «مودو» البرمجية، استهدف ربط الطلاب مع البرامج والأنشطة الجارية في الحرم الجامعي منذ لحظة تقديم الأوراق بالجامعة، ففي الوقت الذي يتم التقديم للجامعة، يقوم هذا التطبيق بمساعدتهم على البدء فوراً في الالتحاق بأنشطة الجامعة. كما أنشأت الجامعة تطبيقاً عبر «مودو» يعمل مع العلامات الإرشادية المضيئة بشوارع الجامعة، وفي أماكن الانتظار خارج مباني النوم، ليستطيع الطلاب والآباء تحديد الوقت الذي ينتظرونه حتى تمرّ السيارات بجوار كل علامة إرشادية قريبة منهم.

وبدأت موجة «مودو» للمرة الأولى كتجربة بسيطة في معهد «ماساشوستس» الأميركي للتقنية «إم آي تي» خلال عام 2007، وأخيراً قرر المعهد الاحتفال بهذه التقنية، ونشر على موقعه التفاصيل الكاملة لقصة تطورها، بعد النجاح غير المخطط وغير المتوقع الذي حققته، وجعلها تجتاح مؤسسات التعليم والصحة والاقتصاد حول العالم وسط حالة من الرضا والترحيب.

وأوضح «إم آي تي» أن منصة «مودو» كانت في الأصل عبارة عن إطار أو هيكل لتطبيقات المحمول، بدأ تطويره قبل 10 أعوام على يد فريق من الباحثين في المعهد يقوده أندرو يو، الذي كان يشغل وقتها مدير منصة المحمول ومهندس معمارية البرمجيات للخدمات المعلومات والتنقية في المعهد، مشيراً إلى أنه في ذلك الوقت كان يو يأتي إلى المعهد يومياً حاملا ستة هواتف مختلفة، من بينها «بالم تريوس» و«بلاك بيري»، و«آي فون» الذي كان قد تم طرحه حديثاً آنذاك.

ومنذ البداية ظل يو وفريقه يعملان من أجل تحقيق هدف أساسي، وهو الوصول إلى البيانات والمعلومات وعرضها على الهواتف لحظياً بسهولة، بعدما لاحظا أن الأمر يتطلب ثماني دقائق لمعرفة من يقوم بالتدريس في فصل ما، وكيف يمكن العثور على مكتب أستاذ ما، وهذا لم يكن مقبولاً خاصة في مكان مثل «إم آي تي».

منصة لكل الأجهزة

ووفقاً لـ«إم آي تي»، فإن يو بدأ تطوير منصة هيكلية لتطبيقات المحمول مفتوحة المصدر، يمكنها الوصول إلى النظم الخلفية لأي مؤسسة، وتقوم بمزامنتها لحظياً على مختلف الهواتف والأجهزة اليدوية، وقاده هذا إلى تكوين تطبيق على المحمول في عام 2008، ثم تطبيق على «آي فون» خلال عام 2010، تم تنزيله وتشغيله 2000 مرة خلال شهور، فأثار ضجة من قبل الجميع داخل مقر المعهد وخارجه، عندما وفر وصولاً إلى أخبار المعهد والاتصالات العاجلة وأماكن الفصول الدراسية وقوائم الطعام وغيرها من المعلومات، وعندها بدأت جامعات مثل جامعة «رايس وبروان» وجامعة بكين بالصين استخدامه.

تسويق تجاري

وبعد وقت قصير من إطلاق التطبيق، وبإلهام من شعبيته الواسعة، غادر يو المعهد وأنشأ شركة أطلق عليها «معامل مودو» للتسويق التجاري للمحور الأساسي لهذه المنصة.

وعمل يو وفريقه على تطوير منصة برمجية عامة وفق منهج «اكتب كوداً لمرة واحدة وقم بالتطبيق والتشغيل في كل مكان»، وذلك انطلاقاً من رؤية أعم وأوسع، وهي أن تسمح هذه المنصة بإنشاء تطبيقات لكل شخص من قبل أي شخص أو بوساطة أي مستخدم، بمعنى أن الذين ليست لديهم مهارات في مجال البرمجة يكون بإمكانهم بناء وتشغيل تطبيقات على المحمول يستهدفون بها أي شخص أو مجموعة أشخاص، لتحقق لهم فائدة أو غرضاً ما.

أداة سريعة

وانطلاقاً من هذه الرؤية بدأت «معامل مودو» تقدم العديد من الإبداعات الخاصة بالتحسين والتهيئة والنمذجة، التي تجعلها أداة سريعة وسهلة لبناء تطبيقات المحمول لأي شخص من قبل أي شخص. ومنذ البدايات الأولى، صممت هذه المنصة للقيام بعملية مزامنة عبر أجهزة محمولة متعددة، ونظم تشغيل متعددة بأحجام شاشات مختلفة، من دون الحاجة إلى وضع كود برمجي لكل منها، مع تصميم برمجيات وسيطة لتهيئة تطبيقات المحمول، والربط بين تطبيقات الـ«ويب» ونظم العمليات وقواعد البيانات، ثم سحب البيانات من هذه النظم المختلفة والمتنوعة، كنظم تتبع المركبات والحافلات، وبيانات الطلاب وقوائم الطعام وخرائط الإنترنت، وعرضها على المحمول لحظياً.

واليوم أصبحت منصة «مودو» تستخدم من قبل 200 جامعة حول العالم، وأيضاً من قبل شركات تظهر في قائمة «فورتش» لأكبر 500 شركة عالمية مثل «جنرال موتورز» و«جنرال إلكتريك»، فضلاً عن استخدام مئات المستشفيات حول العالم لها، فيما بلغ مستخدمو المنصة الملايين، مع تسجيلهم نمواً سنوياً يصل إلى 100% سنويا كما يقول يو.

تجديد وإبداع

وخلال الفترة الأخيرة تصاعد معدل التجديد والإبداع في الاعتماد على «مودو» في تطوير تطبيقات للأجهزة المحمولة تناسب كل طرف على حدة، إذ إن جامعة ولاية «أنديانا» استخدمت «مودو» في إنشاء تطبيق يوفر جولة معلومات بسيطة واضحة لمقر الجامعة عند عملية التقديم، ما جذب المزيد من طلاب المدارس الثانوية المحلية للجامعة.

تويتر