يضم «مايكروسوفت» والشركات المصنّعة لمعالجات «إيه آر إم»

«ائتلاف» يستهدف حصة «إنتل» في سوق معالجات الحاسبات الخادمة

«إيه آر إم» من المعالجات الرخيصة الكلفة والأقل في استهلاك الطاقة. من المصدر

أعلنت شركة «مايكروسوفت» للبرمجيات ونظم التشغيل، والشركات المصنّعة لمعالجات «إيه آر إم»، أخيراً، تشكيل «ائتلاف صانعي التغيير» الذي يستهدف دخول سوق معالجات الحاسبات الخادمة بهذه النوعية من المعالجات الرخيصة الكلفة والأقل في استهلاك الطاقة، وهي السوق التي تعتبر «ملكية شبه خالصة» لشركة «إنتل» عملاق صناعة المعالجات والشرائح الإلكترونية عالمياً.

ويأتي هذا التحرك بعد أقل من شهرين على تحرك مماثل أعلن من خلاله الطرفان عزمهما إدخال معالجات «إيه آر إم» في سوق معالجات الحاسبات الشخصية المحمولة، واستهداف حصة «إنتل» فيها أيضاً، حيث أعلنت «مايكروسوفت» في يناير الماضي دعمها لاستخدام معالجات «إيه آر إم» في الحاسبات الشخصية المحمولة، لكن التحرك الجديد يعد تطويراً وتوسعاً لمحاولة «مايكروسوفت»، ومعها الشركات المنتجة لـ«إيه آر إم» بالسيطرة على حصة «إنتل» في سوق معالجات الحاسبات.

معالجات مختلفة

ظهرت معالجات «إيه آر إم» للعمل على الأجهزة المحمولة والأجهزة محدودة القدرات، وهي نوعية مختلفة تماماً عن المعالجات الشهيرة في مجال الحاسبات الشخصية، حيث يرجع الاختلاف إلى أنها تعتمد على بنية معمارية خاصة بها يطلق عليها «ريسك»، وهي اختصار لمفهوم «الحاسب القائم على مجموعة محدودة مخفضة من الأوامر والتعليمات»، بينما تعتمد المعالجات الأخرى الأكثر شيوعاً في الحاسبات الشخصية والخادمة على بنية معمارية أخرى، معروفة باسم «إكس 86»، يتم فيها تشغيل المعالج بالمجموعة الكاملة من الأوامر.

والشركة التي طورت معمارية «ريسك» هي شركة «أجهزة ريسك المتقدمة»، المعروفة اختصاراً بـ«إيه آر إم»، ولأنها المطور والمنتج الأكبر لهذه النوعية، بات اسم «إيه آر إم» يستخدم في وصف جميع المعالجات العاملة بمعمارية «إيه آر إم ريسك»، سواء المنتجة بمعرفة «إيه آر إم» أو غيرها. أما معمارية «إكس 86» فتستخدمها شركات «إنتل» و«إيه إم دي» و«أبل» وغيرها. وبدأت معالجات «إيه آر إم ريسك» تسجل حضوراً قوياً، مع سيطرتها على سوق الأجهزة المحمولة، فيما ظلت سوق الحاسبات الشخصية والحاسبات الخادمة مغلقة على معالجات «إكس 86».


• التحرك الجديد جاء بعد دخول «إيه آر إم» في سوق الحاسبات الشخصية.

• «مايكروسوفت» أصدرت نظام تشغيل مخصصاً للحاسبات الخادمة.

«ويندوز سيرفر»

ولم يكن الكشف عن «ائتلاف صانعي التغيير» الذي أعلنت عنه شركة «مايكروسوفت»، والشركات المصنعة لمعالجات «إيه آر إم»، في بيان مشترك أصدرته نهاية الأسبوع الماضي، مجرد رفع لشعار جديد، بل استند إلى تحرك مهم للغاية تمثل في إعلان «مايكروسوفت» للمرة الأولى عن إنتاجها لإصدار كامل من نظام تشغيل «ويندوز سيرفر» مخصص للحاسبات الخادمة العاملة بمعالجات «إية آر إم»، بعدما كان النظام يعمل حصرياً على شرائح معالجات «إكس 86» فقط، وبالتالي يمكن للمتعاملين الذين يستخدمون «ويندوز سيرفر» الاختيار ما بين معالجات «إنتل» ومعالجات «إيه آر إم».

ووفقاً للبيان، لم تضع «مايكروسوفت» تاريخاً محدداً لظهور نسخة «إيه آر إم» من «ويندوز سيرفر»، لكن تقريراً لموقع «بي سي ورلد» pcworld.com أشار إلى أن الشركة تستخدم مثل هذه النظم داخلياً مع خدمات الحوسبة السحابية التي تقدمها لمتعامليها.

التوافق مع «إيه آر إم»

وجاء في البيان أن دور «مايكروسوفت» لا يتوقف عند تقديم نظام تشغيل «ويندوز سيرفر» لمعالجات «إيه آر إم»، بل يمتد إلى تقديم تصميم للحاسب الخادم ككل، ليستطيع التحول بين معالجات «إكس 86» ومعالجات «إيه آر إم»، وهو ما يعالج واحدة من أهم مشكلات الاستثمار في الحاسبات الخادمة وتركيبها وتشغيلها، والتي تمثل عقبة رئيسة أمام المتعاملين وتجعلهم يرضخون لـ «إنتل» دائماً، كما أنه فضلاً عن ذلك تحاول «مايكروسوفت» أيضاً حل مشكلة توافق البرمجيات مع «إيه آر إم».

وقال أحد كبار مهندسي البرمجة في «مايكروسوفت»، ليندريت فان دورن، في البيان، إن «الشركة أنتجت نسخة (ويندوز سيرفر) الجديدة، وغيرت مسار وطريقة تقييم التطبيقات التي غالباً ما تعمل هذه النوعية من الحاسبات، جنباً إلى جنب، مع الأعباء المتعلقة بالإنتاج، ولذلك فإن حاسبات (إيه آر إم) باتت تعكس فرصة حقيقية، كون بعض خدمات (مايكروسوفت) للحوسبة السحابية لديها بالفعل خطط مستقبلية للعمل مع حاسبات (إيه آر إم) الخادمة».

حاسب من «كوالكوم»

وقد صاحب إعلان «مايكروسوفت» عن «ويندوز سيرفر» لحاسبات «إيه آر إم»، طرح شركة «كوالكوم» المسيطرة على سوق معالجات الأدوات المحمولة والقابلة للارتداء وأدوات إنترنت الأشياء، حاسباً خادماً مقاس «يو1»، وهي وحدة قياس تعادل 1.75 بوصة، إذ يعمل هذا الحاسب بنظام تشغيل «ويندوز سيرفر»، مع شريحة معالج طراز «سنتريك 2400»، تضم 48 محوراً، ويعتمد على التصميمات الواردة في مشروع «مايكروسوفت أوليبموس» لتصنيع حاسبات خادمة «خارقة الأداء» مهيأة سلفاً لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وذكرت «مايكروسوفت» و«كوالكوم» أن معالج «سنتريك 2400» ليس مطروحاً حتى الآن تجارياً، لكنه في مرحلة الاختبار، مشيرتين إلى أنه سيُستخدم في تشغيل خدمة «آزور» للحوسبة السحابية بـ«مايكروسوفت».

وأفادت الشركتان بأنهما تعملان معاً لتطوير أجيال جديدة من نظم «ويندوز سيرفر» المعتمدة على شرائح «سنترك 2400»، لتكون أرخص وتعطي المشترين قدرة كبيرة على المساومة مع «إنتل» عند الشراء، لأن شرائح «إنتل» مرتفعة الثمن.

شركات أخرى

ويضم «ائتلاف صانعي التغيير» شركات أخرى، منها شركة «كافيوم» التي تعمل مع شركة «إنفينتك» لتصنيع الحاسبات الخادمة، والتي أعلنت عن حاسب خادم يعمل بنظام تشغيل «ويندوز سيرفر»، ومعالج يعمل بشريحة طراز «ثندر إكس 2 إيه آر إم في 8»، حيث إن اللوحة الرئيسة لحاسبات «كافيوم» الخادمة مصممة لتناسب العمل في الحاسبات المبنية على تصميمات مشروع «مايكروسوفت أوليبموس».

وهناك أيضاً شركة «ماكوم» التي قدمت شرائح باسم «إكس جين 3» للحاسبات الخادمة، تعمل بـ32 محوراً، وتدعم شرائح الذاكرة «دي دي آر 4»، ومنفذ ربط «بي سي آي إكسبريس 3 بـ42 ممراً» للإنتاجية السريعة، ولديها ذاكرة سعة 32 ميغابايت تتشارك مع جميع المحاور، إضافة الى ذاكرة كاش سعة 256 كيلوبايت مخصصة لكل اثنين من المحاور.

ثقة «إنتل»

من جهته، قال المتحدث باسم شركة «إنتل»، دان فرانسيسكو، في بيان أصدرته الشركة بعد الإعلان عن «ائتلاف صانعي التغيير»، إن «سوق الحاسبات الخادمة تنافسية للغاية، و(إنتل) تأخذ كل المنتجات الموجودة بالسوق على محمل الجد، على الرغم من أنها تسيطر تماماً على هذه السوق»، مضيفاً «نحن واثقون بأن معالجات (زيون) ستستمر في تقديم أعلى مستوى من الأداء وأقل مستوى من الكلفة الكلية للملكية بالنسبة لمتعاملي الحوسبة السحابية، ومع ذلك نحن نتفهم رغبة متعاملينا في تقييم العروض الخاصة بالمنتجات الاخرى».

تويتر