طرحته «إنتل».. ويوصف بأنه «جسر عبور» إلى تصنيع واسع النطاق للأجهزة المتصلة

«جيول».. «عقل إلكتروني» يدير أجهـــــزة «إنترنت الأشياء» في الشركات والمرافق العــــامة

صورة

طرحت شركة «إنتل» الأميركية، في 20 ديسمبر الجاري، منتجاً جديداً وصفه المراقبون بأنه «جسر عبور» إلى التصنيع واسع النطاق لأجهزة وأدوات «إنترنت الأشياء».

وحمل المنتج اسم «جيول»، وهو عبارة عن لوحة واحدة صغيرة الحجم، تضم جميع مكونات الكمبيوتر، من معالج دقيق، وشرائح ذاكرة، ووحدة تخزين، وبطاقة رسوميات، وصُمم وأنتج بحيث يستخدم مكوناً أساسياً، أو «عقلاً»، يدير أجهزة «إنترنت الأشياء»، في المستشفيات والشركات والمؤسسات على اختلاف أنوعها، وفي المرافق العامة مثل شبكات الكهرباء والمرور، فضلاً عن الروبوتات والطائرات الصغيرة من دون طيار «الدرونز».

استراتيجية «إنتل»

تحالف التواصل المفتوح

لا تعتبر شركة «إنتل» الأميركية، الوحيدة النشطة في مجال «إنترنت الأشياء»، بل هناك منافسة لها،مثل «كوالكوم»، و«سامسونغ» و«ديل». وعلى الرغم من المنافسة الكبيرة في ما بينها، فإن هذه الشركات تحرص على إيجاد معيار صناعي للأشياء المتصلة بالإنترنت لتصبح مختلف الأجهزة متجانسة ومتكاملة.

ولتحقيق هذا الغرض، أُنشئ تحالف التواصل المفتوح الذي يضم 51 شركة من شركات الإلكترونيات والبرمجيات والتطبيقات وغيرها، بما في ذلك «مايكروسوفت»، و«إل جي»، و«باناسونيك»، و«شارب»، و«كوالكوم»، بهدف تحديد متطلبات الربط وقابلية التشغيل البيني لمليارات الأجهزة التي ستشكّل مع بعضها تقنية «إنترنت الأشياء».

ويستهدف هذا التحالف تحديد متطلبات الاتصال بالملايين من الأجهزة الذكية، وإنشاء أكواد برمجية مفتوحة المصدر، لتحديد متطلبات محددة للأجهزة الذكية والحلول المكتبية، ما يسمح للمطورين بسهولة السيطرة عن بعد وتلقي الإخطارات من الأجهزة المنزلية الذكية باستخدام الهواتف والألواح الذكية أو الحاسبات.

طبقاً للبيان الذي نشرته «غرفة الأخبار» بموقع «إنتل» newsroom.intel.com، فإن هذا المنتج يأتي في إطار استراتيجية «إنتل» التي ترى أن «إنترنت الأشياء» لديها قدرة هائلة على تعزيز قيمة الاقتصاد والتغيير الاجتماعي. لكن مع 85% من الأشياء التي لاتزال غير متصلة، فضلاً عن انتشار التهديدات الأمنية، لم تستثمر الصناعة بعد في قدرة «إنترنت الأشياء» الهائلة.

ولذلك تعمل «إنتل» على تعديل الشرائح الإلكترونية التي تنتجها لأجهزة الكمبيوتر الشخصي، كي تتوافق مع أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف الذكية، وأدوات «إنترنت الأشياء»، وإنشاء سلسلة تبدأ بمكونات وعناصر مثل المعالجات والوحدات وأنظمة التشغيل وبرامج الأمان. ويستخدمها مصنعو التصميمات الأصلية لبناء لوحات تصبح في نهاية المطاف أشياء يقدمها مصنعو المعدات الأصلية.

منصة شاملة

كما تتضمن الاستراتيجية تقديم منصة شاملة لتوصيل الأشياء غير المتصلة، الأمر الذي يسمح بجمع البيانات من مليارات الأجهزة وأجهزة الاستشعار وقواعد البيانات، وتبديلها، وتخزينها، وتحليلها بطريقة آمنة عبر صناعات عدة، بما يؤدي في النهاية إلى مجموعة فوائد، من بينها الأمان، لتقديم بيانات موثوق بها مع تكامل محكم للأمان المستند إلى الأجهزة والبرامج، وقابلية التشغيل، لاستخدام التقنيات التي تتواصل بسلاسة مع بعضها، وتساعد في تسريع عملية التسويق، والحد من كلفة نشر حلول «إنترنت الأشياء» وصيانتها، وقابلية القياس، وإمكانية الإدارة، للاستمتاع بإدارة بيانات وتحليلات متطورة من المستشعر إلى مركز البيانات.

مواصفات عالية

وفي ما يتعلق بالمنتج، قال البيان إن اسمه الكامل هو «جيول 550 إكس»، وعرضته «إنتل» للمرة الأولى في أغسطس الماضي، لكنها لم تبدأ تسويقه على الفور، وهو عبارة عن لوحة مزودة بطاقة حوسبة يمكن استخدامها في كل من الحاسبات الشخصية العاملة بنظم تشغيل «لينكس»، وتعمل بمعالج «آتوم» رباعي المحاور طراز «تي 5500» معتمد على البنية المعمارية لشريحة «بروكستون»، وبها وحدة تخزين سعة 8 غيغابايت، وشريحة ذاكرة سعة 3 غيغابايت، ومنفذا «يو إس بي 3»، وهوائي ثنائي يعمل بمعيار «واي فاي» 82.11 إيه سي، وبتقنية «بلوتوث»، كما أنه مزود بواجهات استخدام مثل «125 جيبيو» و«يو إيه آر تي» التي توجد في معظم اللوحات الشائعة، ويمكن تزويدها بسماعة رأس بتقنية الواقع الافتراضي.

تدعم لوحة «جيول 550 اكس» معظم نظم التشغيل مثل أنظمة «لينكس» المدمجة ونظام «ويندوز 10» المخصص لأدوات «إنترنت الأشياء»، مثلما هي الحال مع «راسبيري بي إي 3» و«كوالكوم سناب دراغون 410 سي» التي تدعم أيضاً معظم نظم التشغيل.

استهداف للمؤسسات

وفي حين أن استخدام المنتج سيكون مع روبوتات المستهلكين والمستخدمين النهائيين، فإن «إنتل» تأمل أن يتم استخدامه بكثافة وعلى نطاق واسع داخل المؤسسات، إذ إن قدرات الرسوميات العالية مطلوبة لمهام عدة مثل فحص المنتجات، فضلاً عن أن قدرات الحوسبة في هذه اللوحة تستطيع ميكنة العديد من المهام الهندسية.

وقد تزامن نشر بيان «إنتل» مع عرض المنتج للبيع على بعض المتاجر الإلكترونية على الإنترنت، وأشار تقرير لموقع «بي سي وورلد» إلى أن «إنتل جيول 550 إكس» متاح بسعر يراوح بين 291 و349 دولاراً في المتاجر الإلكترونية ولدى بعض الموزعين، ما يعد هامش ربح كبيراً، إذ إن السعر الموصي به من «إنتل» يراوح بين 149 و159 دولاراً، ولذلك تبدو الأسعار الموجودة على بعض المتاجر بالإنترنت مبالغاً فيها قياساً على السعر الموصى به من «إنتل».

تويتر