تقرير لمؤسسة «فروست وسوليفان» يعتبرها «الحصان الأسود» في سوق التقنية

162 مليار دولار عائدات صناعة «المستشعرات» عالمياً بحلول 2019

سوق «المستشعرات» الدقيقة وضعت أقدامها على بداية الانطلاق والنمو الواسع النطاق. من المصدر

أفاد أحدث تقرير صدر أخيراً، عن صناعة الإلكترونيات الدقيقة ومكونات نظم وأدوات الاستشعار والمراقبة وتجميع البيانات الأولية، أن سوق «المستشعرات» الدقيقة، وضعت أقدامها على بداية الانطلاق والنمو الواسع النطاق، الذي سيشهد قفزات متوالية خلال السنوات الخمس المقبلة. وتوقع التقرير أن تصل عائدات هذه السوق إلى 162 مليار دولار بحلول عام 2019. كما توقع التقرير، على صعيد النضج في الأداء والخصائص والسمات وقدرات التشغيل، أن تصبح هذه الأدوات في عام 2025، ليست فقط ذكية وقادرة على التنبؤ، بل أيضاً ذاتية التشغيل، وذاتية الشفاء من الأعطال، وتشكل قاعدة متينة لنشر «المستشعرات» على أوسع نطاق في القطاع الصناعي، لتؤدي إلى ظهور «انترنت الأشياء الصناعية».

وصدر التقرير، الذي حمل هذه التوقعات عن مؤسسة «فروست وسوليفان»، ونشرت غرفة الأخبار بموقع المؤسسة ww2.frost.com/‏news/‏press-releases ملخصاً له. وأوضح معدو التقرير أن توقعاتهم تستند بالأساس إلى النمو المتوقع في كل من «إنترنت الأشياء» ومشروعات المدن الذكية والصحة الإلكترونية، والتطوير في القطاع الصناعي.

قيمة مضافة

وأشار التقرير إلى أنه من المرجح أن يلاحظ المتخصصون في القطاعات التجارية والمؤسسية والصناعية، الفوائد المتحققة من وراء إضافة «مستشعرات» جديدة إلى منصات الإنتاج والخدمات القائمة، وذلك في ما يخص زيادة تجميع البيانات واستخدامها من خلال التحليلات المدمجة.

ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، أن شركة «جنرال إلكتريك» أعلنت في بداية الشهر الجاري، عن خطط تتعلق بتوصيل الصمامات الثنائية الباعثة للضوء «إل إي دي» بالمصابيح الغنية بـ«المستشعرات»، والموجودة في الشوارع بشبكات المعلومات والحاسبات، بحيث تتمكن المدن من جمع وتحليل بيانات الأداء بكلفة أقل مع تحقيق درجات أعلى من الأمان.

وقال رئيس مركز برامج «جنرال إلكتريك»، بيل رو: «لدى الجيل القادم من المصابيح، دورة حياة مدتها 20 عاماً، ويمكن تركيب كاميرات، والمزيد من (المستشعرات) عليها، ونظم قياس الحركة، والحرارة، وجودة الهواء، وتجار التجزئة يرغبون في مثل تلك الوحدات الخاصة بالإضاءة من أجل توجيه المتسوقين، في الوقت الذي يمكن فيه للمستهلكين أن يعرفوا المزيد عن استهلاكهم للكهرباء».

موجة في بدايتها

وطبقاً للتقرير، فإن «موجة المستشعرات» لاتزال في بدايتها، حيث تقدر شركة «هاواي» الصينية، التي تعمل في مجال تصنيع أجهزة الحاسبات والاتصالات، وتحقق عائدات قدرها 47 مليار دولار، أن أكثر من 100 مليار جهاز وأداة، من بينها الهواتف الذكية، والمركبات، والأجهزة المنزلية، والمعدات الصناعية، سيتم توصيلها بنظام الحوسبة السحابية بحلول عام 2025.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالشركات الكبرى التي تعمل في مجال التكنولوجيا، ترى أن توفير الوسائل لآخرين، من أجل تحليل البيانات، سيكون مجال عمل مزدهراً وكبيراً أيضاً، وسيكون لدى الشركات الضخمة، التي تعمل في مجال علم البيانات، في عالم «يعج» بـ«المستشعرات»، خبراء في غموض علم الإحصاءات، وعلوم الحاسب، والشبكات، واللغة البصرية، وأنظمة قواعد البيانات، وغيرها من التخصصات، وهناك طلب كبير بالفعل على خريجي تلك التخصصات.

ولم يعد تحليل البيانات مسألة مهارات تتعلق بالحاسب، فالدخول على البيانات لا يقل أهمية. وبوجه عام، فكلما كانت مجموعة البيانات التي تمتلكها شركة ما، أكبر وأكثر ثراء، كانت توقعاتها أكثر دقة، فمثلاً إذا حصلت شركة «جنرال الكتريك» على الكثير من البيانات الخاصة بكيفية استخدام الناس للإضاءة، ستتمكن من تأسيس أنظمة إضاءة أفضل المرة القادمة.

التعلم العميق

وفي ضوء ذلك، قال محلل صناعة الاستشعار والأجهزة في مؤسسة «فروست وسوليفان»، وأحد المسؤولين عن التقرير، راجيندر توسو، إن مثل هذه التوجهات تندرج تحت ما يطلق عليه «التعلم العميق»، الذي أصبح ضرورة تحتاج إليها المؤسسات الآن، وستحتاج إليه بشدة أكثر مستقبلاً، لأن هذه التوجهات تؤثر في كل شخص في ما يتعلق بسلسلة القيمة، وتتطلب تحولاً في الاستراتيجيات من أجل الاستمرارية والنجاح في السوق الديناميكية المتغيرة. فعلى سبيل المثال، فإن المراقبة والتحكم باستخدام منصات «إنترنت الأشياء» تقود أدوات الاستشعار القابلة للارتداء، التي توفر بيانات فسيولوجية متنوعة، وتتيح تقدير كم الحركة الذاتية للفرد، وهي توفر الاتصال والتنقل والوعي بالسياق مع الآخرين ومع بقية العالم.

8 أنماط

وأورد التقرير ثمانية أنماط من الإبداعات، يتوقع انتشارها بقوة في مجال «المستشعرات» خلال السنوات الخمس المقبلة وهي:

1. «المستشعرات ثلاثية الأبعاد» سهلة الدمج في نظم المراقبة، التي تقدم صوراً ورؤية أشد وضوحاً وبتفاصيل أدق.

2. «ضوئيات السيليكون» وهي: «شرائح السيليكون» المتكاملة مع البصريات والإلكترونيات.

3. «أدوات الاستشعار الحيوية» وهي: الأدوات المستخدمة في الكشف السريع لمعالجة الفجوة في الرعاية الصحية وسلامة الغذاء.

4. «حاصدات» أو «مجمعات الطاقة»: ويقصد بها النظم الدقيقة لتجميع وتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس والبخار والطاقة الحرارية.

5. «المركبات الذكية» المميكنة بالكامل: وعلى رأسها السيارات ذاتية القيادة من فئة سيارات الركوب، وشاحنات التوزيع متوسطة الحمولة، والشاحنات الضخمة.

6. «الموجات الصوتية السائبة» و«الموجات الصوتية السطحية»: التي تمكن من بناء تطبيقات صناعية واستهلاكية اقتصادية للغاية من حيث التكلفة.

7. «أبراج الاستشعار» والبنية التحتية: التي تستخدم كمحور أو مكون أساسي في بناء نظم مراقبة كاملة مميكنة للمباني. 8. «شبكات الاستشعار اللاسلكية» وهي مستقبل الاتصالات، التي تتيح بناء شبكات استشعار هائلة الانتشار على مسافات متباعدة، وكثيفة «العقد» أو «نقاط تثبيت المستشعرات» وتجميع البيانات.

وتوقع التقرير أن تستمر «تقنية المستشعرات» في التقدم والتطور من حيث واجهات الاستخدام الطبيعية، والحوسبة «كلية الوجود»، أو الحوسبة في كل مكان ووقت بأي وسيلة، والتتبع بالاستشعار. وبحلول عام 2025 لن تكون أدوات الاستشعار فقط ذكية وقادرة على التكهن والتنبؤ، بل أيضاً ذاتية التشغيل وذاتية الشفاء ومأمونة الجانب أو بلا أخطاء أو قليلة الأخطاء، وتمهد الطريق أمام «إنترنت الأشياء الصناعية».

وأكد التقرير أن هذه التوقعات جميعاً ستضاف إلى ما هو قائم حالياً بالفعل، حيث تستخدم الشركات حالياً أدوات الاستشعار في العديد من المنتجات المختلفة عبر قطاعات الصناعة، ولديها تطبيقات متنوعة تعمل فيها بصورة مستقلة، أو بصورة مترابطة أو مندمجة، أو قابلة للارتداء. والعديد من المؤسسات لديها الآن تحليلات وقدرات في مجال اتخاذ القرار، وجميعها مهيأ لأن يتطور ليصبح أدوات إنذار وتنبيه وتنبؤ، لذلك فـ«المستشعرات»، حسب وصف التقرير، «الحصان الأسود» في سوق التقنية، الذي يعتبر واجهة أو طليعة التحول الرقمي عبر الأسواق الصناعية المتنوعة.

تويتر