تركز على رفع كفاءة الأداء أكثر من زيادة السرعة.. وتستهدف الحاسبات الخادمة في الشركات

«إنتل»: معالجات جديدة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

صورة

كشف شركة «إنتل»، أخيراً، للمرة الأولى، عن جيل جديد من شرائح المعالجات الدقيقة طراز «زيون»، يضم 22 محوراً أو «نواة» داخلية، ومبني على معمارية «سكاي ليك»، التي أعلن عنها في وقت سابق، خلال العام الجاري.

شريحة تعلم عميق

توقعت مواقع تقنية ألا تتوقف شركة «إنتل» عند الجيل الجديد من شرائح المعالجات الدقيقة طراز «زيون»، مشيرة إلى أنها تخطط أيضاً لطرح شريحة معالج جديدة مطلع العام المقبل، متخصصة في دعم تقنيات ونظم التعلم العميق، يطلق عليها شريحة «إف بي جي إيه» أو «مصفوفة البوابات القابلة للبرمجة حقلياً»، والتي يمكن وصلها بالحاسبات الخادمة، والمصممة لتعمل كواجهة تسريع، تتنافس مع شرائح مثل «غوغل تينسور»، المخصصة للعمل مع نظم التعلم العميق عالية الفاعلية.

ويستهدف الجيل الجديد تزويد الحاسبات الخادمة في مراكز البيانات، ومراكز الحوسبة السحابية، بالقدرات اللازمة لتشغيل تطبيقات ومهام الذكاء الاصطناعي، وأدوات ونظم تحليل البيانات الضخمة، إضافة إلى تعلم الآلة والتعلم العميق، وغيرها من التقنيات الحديثة، التي تتجه نحو التوسع والانتشار في الفترة الحالية.

ويركز هذا الجيل من المعالجات على جانب «الكفاءة الكلية للأداء»، أكثر من التركيز على السرعة فقط، كما هو سائد منذ سنوات.

الحاسبات الخادمة

ونشرت غرفة الأخبار على موقع شركة «إنتل» newsroom.intel.com تفاصيل هذا الجيل من شرائح المعالجات، الذي يستهدف بالأساس الحاسبات الخادمة في الشركات والمؤسسات، وليس الحاسبات الشخصية أو الأفراد، وذلك بالتزامن مع فعاليات مؤتمر «إنتل» للمطورين، الذي جرى الكشف فيه عن الجيل السابع من معالجات «إنتل»، الذي تنتمي إليه معالجات «كابي لينك» و«سكاي لينك»، والذي تظهر قوته الحقيقية عند استخدامه مع الرسوم، أو خلال عمليات تحرير الفيديو مهما بلغت دقته، إذ يجعل النظام يعمل بكل سلاسة ودون مُعاناة، إضافة إلى أنه يدعم العديد من التقنيات الجديدة، مثل «يو إس بي 3»، و«ثندير بولت»، وغيرهما.

تحسن مهم

ووفقاً لما أوردته غرفة أخبار «إنتل»، فإن الجيل الجديد من هذه الشرائح يعد تطويراً وتحسيناً مهماً على شريحة معالج «زيون»، من طراز «آي 5- 2799 في 4» التي تضم 22 محوراً، إذ قامت الشركة بعمل بعض التحسينات لتحقيق المزيد من الكفاءة على وحدة المعالجة المركزية، وأنتجت شريحة جديدة أطلقت عليها شريحة «زيون آي -5 2699 إيه في 4»، الأسرع بنحو 5%.

وقد تبدو نسبة 5% رقماً صغيراً، لكنها نسبة كبيرة للذين يشغلون الآلاف من الحاسبات الخادمة التي تعمل بهذه الشريحة، فالحاسبات الخادمة المزودة بأربعة منافذ يمكن أن ترتفع وحدة محاور أو نويات وحدة المعالجة المركزية بها إلى 88 محوراً، ما يجعلها تحصل على كفاءة أداء أعلى بنحو 20%.

وتعمل شريحة «زيون» الجديدة بسرعة 2.4 غيغاهيرتز، وسعة ذاكرة مؤقتة تصل إلى 55 ميغابايت، ولديها وحدة تخزين شبكية متكاملة معها، إضافة إلى دعم خاص للمدخلات والمخرجات، وذاكرة مؤقتة مخبأة أكثر فاعلية. وعلى الرغم من أن الشريحة الجديدة تعمل على الحاسبات الخادمة ومراكز البيانات، فإنه يمكن استخدامها أيضاً في الحاسبات من فئة محطات العمل، المزودة بوحدة معالجة الرسوميات المركزية، مثل «أبل ماك برو» و«إتش بي زد 840»، لإنتاج محتوى بتقنية الواقع الافتراضي، أو تشغيل التطبيقات الهندسية مثل «سوليد وركس».

المعالجة المتقدمة

من ناحية أخرى، تدعم الشريحة الجديدة مزايا المعالجة المتقدمة، التي تحقق المزيد من مزايا أمن المعلومات على الشريحة، وكذلك كفاءة أداء أكبر لمهام الذكاء الاصطناعي، ومنها دعم خاصية «إيه في إكس -512»، التي تحقق ذروة أداء أعلى تناسب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تعمل بطريقة مختلفة عما يتم في مهام الحوسبة السحابية التسلسلية الأخرى. ففي حالة مهام الحوسبة التسلسلية المتتابعة، يتم الحصول على السجلات ثم معالجتها ومن ثم دمج النتائج، أما الذكاء الاصطناعي فيعمل على التوازي، ما يجعل وحدات المعالجة الرسومية مطلوبة بشدة مع شرائح المعالجات الرئيسة.

ويتوقع أن تتفوق هذه الشرائح الجديدة على شرائح «زيون آي 5 في 4»، المعتمدة على معمارية «برودويل»، التي تم طرحها بالأسواق في وقت مبكر خلال العام الجاري، والتي تعتمد على 22 محوراً.

الكفاءة الكلية

وتعليقاً على خطوة «إنتل»، أفاد تقرير نشره موقع «كمبيوتر ورلد»، بأن الشريحة الجديدة علامة على أن «إنتل» تولي المزيد من الاهتمام لكفاءة الأداء الكلي لوحدة المعالجة المركزية «المعالج الدقيق» وليس فقط سرعتها، وربما يكون طرح «زيون سكاي لينك» قد تأخر قليلاً، لأن «إنتل» أرادت أن تعطي دفعة قوية لتطبيقات تعلم الآلة، التي تجعل الشركات تعيد التفكير في الطريقة التي تحلل بها البيانات وتحل بها المشكلات، والتوجه نحو تعلم الآلة يدفع التغيرات في مواصفات الحاسبات الخادمة، مع المزيد من إقبال المتعاملين على شراء الحاسبات الخادمة المزودة بمعالجات الرسوميات.

منافسة

وذكر محللون أن «إنتل»، تحاول بهذه الخطوة أن تسحب البساط من شركة «إيه إم دي» المنافسة لها في سوق الشرائح الإلكترونية ومعالجات الحاسبات الخادمة، خصوصاً أن «إي إم دي» قامت في الآونة الأخيرة باستباق «إنتل»، في محاولة الرجوع مرة أخرى مع المعالج الجديد، الذي يتوقع أن تطرحه مطلع العام المقبل تحت اسم «زين». وذكرت بعض التقارير أنه سيكون محتوياً على 32 محوراً. وفي المعتاد يتم بيع معظم شرائح «زيون آي 5» الجديدة للشركات والمتعاملين العاملين في مجال الحوسبة السحابية، الذين يشترون كميات ضخمة من شرائح «زين»، ما دفع أسعار هذه الشرائح للارتفاع، كما يقول الباحث الرئيس في مؤسسة «ميركوري» للأبحاث، دين ماكرون.

تويتر