بعد صفقة استحواذها على «إي إم سي» بـ 231 مليار درهم

«ديل» تخاطب السوق بـ «رشاقة» الشركات الناشئة وقوة المؤسسات العالمــية

صورة

شكلت «الثقة» و«الحماس» و«الزهو»، السمات التي غلبت وصبغت مؤتمر «عالم ديل إي إم سي»، الذي عقد في مدينة «أوستن» الأميركية خلال الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر الجاري، كما كان الأول من نوعه بعد إتمام صفقة الاستحواذ الضخمة التي قامت بها شركة «ديل» للحاسبات وتقنيات المعلومات، على شركة «آي إم سي» التي تعتبر أكبر شركة لحلول التخزين في العالم، مقابل 63 مليار دولار (نحو 231 مليار درهم) في 18 أغسطس الماضي، وأنشأت بموجبها كياناً تقنياً عملاقاً برأسمال قدره 72 مليار دولار (نحو 264.5 مليار درهم).

الحوسبة السحابية

قال المؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة «ديل تكنولوجيز»، مايكل ديل، حول رؤيته للحوسبة السحابية، إنه يعتقد أن كل شخص في رحلة إلى السحابة الهجين.

وأكد أن شركة «ديل» ستدعم هذه الرحلة من خلال ثلاث خطوات هي: تحديث مراكز البيانات، وميكنة كل عملية تحدث في مجال تقنية المعلومات، وتحويل تقنية المعلومات ليتم تشغيلها بصورة أكبر، باعتبارها موفراً للخدمات وليس مقدماً للمنتجات.

وتحدث المؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة «ديل تكنولوجيز»، مايكل ديل، من موقع القوة والاستقرار، وسط مؤشرات قوامها النجاح والتفوق على المنافسين، ليعلن أنه في شركة لا تكبلها الضغوط الطارئة، لأنها تنظر إلى تقنية المعلومات بأفق زمني يمتد عقوداً، ولذلك فهي الآن لاعب عالمي، له دور رائد وقيادي في عمليات التحول التي تمر بها صناعة تقنية المعلومات.

وقد تابعت «الإمارات اليوم» فعاليات هذا المؤتمر المهم عبر «غرفة الأخبار» الخاصة به على موقع شركة «ديل»: dellemcworld.com/‏‏‏live/‏‏‏، على مدار أيامه الثلاثة.

إبداع وقوة

ومن خلال الجلسات العامة التي تحدث فيها كبار المديرين، وفي مقدمتهم مايكل ديل الذي ألقى الخطاب الافتتاحي للمؤتمر، والجلسات التقنية المتخصصة، اتضح فعلياً أن «ديل» تسعى بجدية، كما قال في كلمته، لأن تصبح في رشاقة الشركات الناشئة من حيث حيوية الإبداع وتدفقه، وتقديم الجديد والنظرة المستقبلية، وفي مستوى المؤسسات العالمية المتعددة الجنسية، من حيث القوة والانتشار ومستوى الأداء والقدرات التنافسية.

لعب النجاح الذي حققته «ديل» في صفقة الاستحواذ على «إي إم سي» دوراً جوهرياً في حالة الزهو والثقة التي ظهر بها مديرو «ديل تكنولوجيز» في هذا المؤتمر، فمن حيث الحجم كانت الصفقة هي الأكبر من نوعها في صناعة تقنية المعلومات خلال السنوات الأخيرة، إذ وصلت قيمتها إلى 63 مليار دولار.

ومن حيث المضمون، أسفرت عن تأسيس كيان ضخم، يجمع بين قوة شركة «ديل» في سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة من ناحية، والقوة التي تتمتع بها «إي إم سي» مع الشركات والمؤسسات الكبيرة من ناحية أخرى، لتبرز كشركة رائدة في سوق تكنولوجيا المعلومات البالغ قيمته السوقية تريليوني دولار، بما في ذلك تصدرها «الريادي» في 20 تقريراً فصلياً من شركة «غارتنر» لبحوث سوق تقنية المعلومات، وامتلاكها محفظة ضخمة تضم أكثر من 20 ألفاً من براءات الاختراع وطلبات براءة اختراع، تختص بتوفير البنية التحتية الضرورية لدعم القدرة على التواصل في كل دقيقة، ولتحقيق بيئة عمل أكثر اتصالاً وترابطاً وتشابكاً مع إنترنت الأشياء وغيرها من التوجهات المستقبلية.

خلال المؤتمر وجلساته المختلفة، بدأ التزاوج أو الاندماج بين «ديل» و«إي إم سي» في «شهر عسل» شكل الأرضية التي تنقل فوقها «مايكل ديل» من موضوع إلى آخر خلال خطابه، فقد ذكر أن «ديل تكنولوجيز» أصبحت أكبر شركة لنظم المؤسسات في العالم كله، بما تمتلكه من بناء فريد يسمح لها بأن تكون برشاقة وإبداع الشركات الناشئة، ولكن على مستوى القوة العالمية.

سلة مركبة

وقال ديل إن شركته تضع نفسها الآن باعتبارها محطة واحدة تقدم «سلة مركبة» تضم حزم تقنية المعلومات بأكملها، إذ يوجد بها تقنيات ونظم الحاسبات الخادمة، ونظم التخزين، والنظم التخيلية، وأمن المعلومات، والبنية التحتية السحابية، ومراكز البيانات المعرفة بالبرمجيات، والمنصات التقنية كخدمة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

وواصل حديثه قائلاً: «أن تكون قائداً ورائداً بمثل هذه القدرات القصوى، فهذا أمر ممكن لأن (ديل) لا تدين بالفضل للمساهمين، بل شركة يسيطر عليها القطاع الخاص، ولدينا ميزة في الهيكل المالي، إذ إن معدلات السيولة النقدية مقابل نسبة خدمة الدين تعتبر استثنائية، وأقل بكثير مما ينفقه منافسونا على عمليات إعادة الشراء والأرباح، نحن نحب اعتبارنا شركة يسيطر عليها القطاع الخاص، لأننا نركز على النجاح طويل الأجل، وليس ربحية السهم على المدى القصير، ولذلك، فنحن نفكر في أفق زمني طويل يقاس بالعقود لا بالسنوات كما يفعل الكثيرون».

تقنيات جديدة

وخلال المؤتمر وفعالياته المختلفة، كشفت «ديل تكنولوجيز» عن العديد من المنتجات والتقنيات الجديدة، التي تمحورت جميعها حول تعزيز قدرات البنية التحتية المعلوماتية للشركات والمؤسسات المختلفة، وكان من بينها: نظم البنية التحتية الفائقة التمازج، ومن بينها نظام «في إكس ريال» و«في إكس راك»، والتحديثات على منصة التخزين السحابية المعروفة باسم «إيلاستيك»، ونظام جديد اكثر ذكاء وشمولاً لعمليات التخزين الملحقة بالشبكات، واستراتيجية مركبة لعملاء سلسلة تخزين «إس سي» يمكن من خلالها إدارة عمليات التخزين بصورة أكفأ وأقل كلفة وأسهل في التشغيل، فضلاً عن إصدار برمجيات معرفة مخصصة لنظام حماية البيانات من «ديل آي إم سي»، ونظام جديد للتحليلات يوفر نظرة تحليلية عميقة للأعمال لتوجيه وقيادة التحول الرقمي بالمؤسسات، كما يوفر كل ما تحتاجه البرمجيات والمعدات والخدمات، كي تنشئ بيئة لتحليل البيانات الضخمة والتطبيقات المصممة أصلاً للعمل مع الحوسبة السحابية خلال أيام فقط.

ومن تلك التقنيات، إدارة تشكيلة واسعة من النظم والتطبيقات من أجل التشغيل البيني لتقنية المعلومات على نطاق كبير، وإصدار جديد من نظام «إيزيلون» الذي يوسع من قدرات نظم التخزين الشبكي، ويقدم كثافة تخزين هائلة، ومستوى عالياً من الأداء للجيل المقبل من أحمال البيانات غير المهيكلة.

وفي آخر فعاليات المؤتمر، كشفت «ديل تكنولوجيز» عن عزمها تنظيم وتنسيق قدراتها عبر العائلة الكاملة من العلامات التجارية، لتقدم حلولاً هندسية في الحوسبة السحابية الهجين، والبيانات والتحليلات وأمن المعلومات، وتقدم ما تعتقد أنه سيبزغ أو يبرز كبنية تحتية رائدة صناعياً ومتمازجة وفائقة التمازج من حواف الشبكات إلى أعماق مراكز البيانات.

تويتر