دخلت الرهان باستثمارات تبلغ 11 مليار درهم

«آي دي سـي»: «آي بي إم» اللاعب الرئيس في سوق «إنترنت الأشياء»

نظام‭ ‬اواطسونب‭ ‬الذي‭ ‬أنتجته‭ ‬اآي‭ ‬بي‭ ‬إمب‭ ‬لـاإنترنت‭ ‬الأشياءب‭ ‬يحقق‭ ‬انتشاراً‭ ‬كبيراً‭ ‬ويتعاظم الطلب‭ ‬عليه‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة . أرشيفية

سبق لشركة «آي بي إم» الأميركية، أو «العملاق الأزرق»، كما يحلو لها أن تطلق على نفسها، أن حققت مراراً ريادة واسعة في فترات متعددة من الحقب التي مرت بها صناعة تقنية المعلومات، إذ حدث ذلك في فترة تقديمها وريادتها لأجهزة الكمبيوتر الكبيرة «مين فريم»، وعند تصنيعها لأجهزة الكمبيوتر الشخصية المكتبية، وتعاونها مع بيل غيتس في بدايات تقديمه لنظم التشغيل الشخصية بدءاً من فترة نظام «دوس» السابق على «ويندوز»، وغيرها الكثير.

حجرة مستشفى معرفية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/10/547879.jpg

تقوم مستشفيات «توماس جيفرسون» التي تضم 900 سرير في مدينة فيلادلفيا الأميركية، بإدخال «إنترنت الأشياء» ضمن نظم إدارة المستشفى، للوصول إلى ما يعرف بـ«غرف المستشفى المعرفية الادراكية» التي تعمل بـ«نظام واطسون إنترنت الاشياء» لتعزيز الخبرة أو الخدمات التي يحصل عليها المريض، وبالتالي المساعدة في تحقيق مستويات أعمق من الخصوصية والرعاية السريعة. وعلى سبيل المثال، يمكن للمريض في الغرف المعرفية أن يتفاعل صوتياً مع سماعات الحجرة المرتبطة بمنصة «واطسون»، ليقوم بكل شيء.

واليوم، تحاول «آي بي إم» تحقيق ريادة جديدة من النمط الكاسح الذي خبرته أكثر من مرة سابقاً، وتسعى لتحقيقه هذه المرة في واحد من أكثر المجالات الواعدة والأكثر تنافسية على الإطلاق، وهو «إنترنت الأشياء».

ولضمان كسب الريادة، ألقت الشركة، العام الماضي، بثقل لم يقدم عليه غيرها، حينما خصصت ثلاثة مليارات دولار (نحو 11 مليار درهم) لتستثمرها في هذا المجال، ثم إعلانها منذ أيام عبر غرفة أخبار موقعها www-03.ibm.com/‏‏‏‏‏press عن تخصيص 200 مليون دولار من هذا الرقم، لإنشاء وتشغيل مقر عالمي رئيس لـ«إنترنت الأشياء» في مدينة ميونيخ الألمانية، يجمع باحثيها مع شركائها والمتعاملين معها في مقر واحد معاً، ليعملوا معاً في عملية إبداعية تعاونية، تتمحور حول نظام «إنترنت الأشياء» المعرفي الإدراكي الذي بنته عبر السنوات الماضية، وأطلقت عليه «واطسون».

لاعب رئيس

مؤشرات تحقيق هذا النوع من الريادة بدأت تلوح في الأفق، فقد صدر الشهر الجاري تقرير عن مؤسسة «آي دي سي» العالمية المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، حول سوق حلول وتقنيات «إنترنت الأشياء»، وجاء فيه صراحة أن «آي بي إم» هي اللاعب الرئيس في هذه السوق بلا منازع، وأن نظام «واطسون» الذي أنتجته خصيصاً لـ«إنترنت الأشياء» يحقق انتشاراً كبيراً، ويتعاظم الطلب عليه بصورة واضحة، وبأعلى كثيراً مما تقدمه شركات منافسة، إذ يقدر عدد الشركات والجهات التي يعمل بها نظام «واطسون» لـ«إنترنت الأشياء» حالياً بنحو 6000 متعامل عالمياً، وهذا الرقم جاء بعد ارتفاع قياسي حدث خلال الأشهر الثمانية الماضية، التي ارتفع خلالها عدد المتعاملين بواقع 4000 متعامل.

إبداع تعاوني

وفي بيانها الأخير الصادر في الثالث من أكتوبر الجاري حول استراتيجيتها وتوجهاتها الخاصة بـ«إنترنت الأشياء»، قالت «آي بي إم» إنها قررت استثمار 200 مليون دولار في المركز الرئيس لـ«إنترنت الأشياء» بمدينة ميونيخ، يتمحور عمله حول نظام «واطسون» المعرفي الإدراكي لـ«إنترنت الأشياء»، لإنشاء بيئة إبداعية تعاونية متكاملة، يتشارك فيها 1000 باحث من «آي بي إم» من المهندسين والمطورين وخبراء الأعمال، مع آلاف من ممثلي الشركاء والمتعاملين والزبائن العاملين بنظام «واطسون» حول العالم، ويعملون معاً لدفع الابتكار التعاوني في صناعات السيارات والإلكترونيات والتصنيع والرعاية الصحية والتأمين، فضلاً عن مواجهة أصعب التحديات التي تواجه الصناعة الخاصة بكل منهم، وتطبيق مفاهيم وتصورات وتقنيات جديدة لبناء حلول ونماذج أعمال وخدمات جديدة في «إنترنت الأشياء» لآفاق أعلى وأوسع.

خطوة جبارة

ووصفت «آي بي إم» خطوتها الأخيرة بـ«الجبارة» التي تحاول التأكيد على أن عالم الأعمال حول العالم قادر على الاستفادة من هذه الفترة التي لا تصدق من التحول التقني والرقمي، وتطوير خدمات ومنتجات جديدة تغير العالم بحق وتجعله في حالة حركة وحيوية، على حد قول رئيس مركز «واطسون» العالمي لأعمال «إنترنت الأشياء»، هاريب غرين.

تستند «آي بي إم» في رؤيتها الواسعة لـ«إنترنت الأشياء» إلى ما رصدته من تنامي وتسارع ملحوظ للغاية في الإقبال على نظم وحلول وتطبيقات «إنترنت الأشياء» من قبل المؤسسات والشركات المختلفة في مختلف التخصصات والصناعات، والتي أصبحت تحقق عائدات حقيقية، وفوائد ملموسة وجوهرية من وراء تطبيق إنترنت الأشياء.

وأورد بيان «آي بي إم» العديد من الأمثلة على ذلك، منها شركة «شيفلر» الألمانية الرائدة عالمياً في مجال سيارات الوزن الثقيل والصناعات المغذية، التي تستخدم «إنترنت الأشياء» لتسريع عمليات التحول الرقمي لكل عملياتها وحلول خدمة المتعاملين، باستخدام نظام واطسون للذكاء الإدراكي المعرفي، والوصول إلى رؤى واضحة من مليارات المستشعرات التي يتم دمجها في المعدات والمصانع. فمن خلال رصد الاتصالات الجارية بين المستويات المختلفة من خطوط إنتاجها، والقدرات التحليلية في تقنيات «آي بي إم» السحابية، و«نظام واطسون لإنترنت الأشياء»، تستطيع «شيفلر» تحليل كميات ضخمة من البيانات المجمعة من ملايين المجسات والمستشعرات والأدوات عبر عملياتها المختلفة، لتقديم صورة عميقة واضحة وواقعية لحظية، تساعدها في أن تكون مؤسسة مرنة، تتخذ القرارات السريعة وتجعل كفاءة معداتها في الوضع الأمثل.

طائرات «درونز»

مثال آخر، وهو شركة «إيريالترونكس» الهولندية التي تعمل في تصميم وإنتاج نظم الطائرات من دون طيار «درونز» للأغراض الصناعية، والتي طرحت أول طائرات «درونز» تجارية مزودة بقدرات الحوسبة الإدراكية المعرفية من نظام «واطسون آي بي إم»، وتستطيع توفير خدمات الفحص والتفتيش عالية الجودة للمنظمات العالمية عبر العديد من الصناعات من مراقبة حركة المرور بالمدن، إلى فحص وتفتيش التوربينات الهوائية، والمنصات النفطية، وابراج الاتصالات، فمثلاً بدلاً من تسلق الأبراج للتفتيش على الأماكن المهمة والمحورية، ثم العودة بالنتائج والتقارير، فإن فرق التشغيل والصيانة تستطيع حالياً استخدام «درونز» من الأرض، ومن خلال الكاميرات عالية الدقة والجودة ونظام تحليلات «واطسون» القائمة على التعرف البصري، يمكن فوراً الحصول على رؤية عالية الوضوح بزاوية 360 درجة، مع فهم ما الذي يرونه.

تويتر