ترصد وتصنّف وتحلّل التوجهات السلبية والإيجابية تجاه شخص أو قضية ما

سباق الرئاسة الأميركية يُنعش تقـــنية «تحليل المشاعر» عبر وسائل «التواصل»

تقنية «تحليل المشاعر» تعرض التغيرات المزاجية والنفسية لدى الناخب تجاه المرشحين في شكل رسوم بيانية وتوضيحية. من المصدر

منذ الإعلان عن موعد أول مناظرة رئاسية يلتقي فيها مرشحا الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، وجهاً لوجه للمرة الأولى، اليوم، اتسع نطاق استخدام تقنية «تحليل المشاعر» التي ترصد وتصنّف وتحلل التوجهات السلبية والإيجابية تجاه شخص أو قضية ما.

وتسابقت مؤسسات إعلامية وصحافية وسياسية وحزبية على إنعاش هذه التقنية واللجوء إليها في التعرف الى مشاعر الناخبين مع اقتراب موعد المناظرة، وعرضها أولاً بأول عبر تطبيقات على الهاتف المحمول، ومواقع الإنترنت، وصفحات وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، لتعرض في شكل رسوم بيانية وتوضيحية بصرية التغيرات المزاجية والنفسية والشعورية لدى الناخب الأميركي تجاه المرشحين، وتأخذ انتخابات الرئاسة بكاملها عام 2016 لتصبح «انتخابات (السوشيل ميديا)».

تحليل المشاعر

أقوى الـ«هاشتاغات»

عرض موقع «تيك ريبابليك» آخر توجهات «تحليل المشاعر» نحو مرشحي الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، مستنداً إلى آخر نتائج تتم على تقنية «تحليل المشاعر» التابعة لشركة «داتا مير»، المتخصصة في تحليل البيانات الضخمة، إذ أظهر التحليل أن ابرز الـ«هاشتاغات» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» المتعلقة بالسباق الرئاسي كانت بالترتيب التنازلي التالي: (أنا معها ـ ترامب ـ هيلاري المعوجة ـ لا لترامب مطلقاً)، أما أكثر الحسابات ذات العلاقة فهي حسابات: «فوكس نيوز»، «بوتوس»، «سي إن إن ـ باراك أوباما»، وأكثر الولايات المنخرطة في الاهتمام كانت: كاليفورنيا، فلوريدا، نيويورك، تكساس، إلينوي.

واشتعلت عشرات المواقع التقنية المتخصصة خلال الأيام الماضية، وخصصت مساحات واسعة للتأثير في الكيفية التي يتم بها توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في فعاليات الانتخابات الرئاسية الأميركية الجارية حالياً. وأعلن العديد منها الدخول في شراكات مباشرة مع شركات تحليل البيانات الضخمة، لاستخدام تطبيقاتها وأدواتها وتقنياتها لهذا الغرض، وفي مقدمتها تقنية «تحليل المشاعر» التي تحولت إلى ما يشبه الحمى واسعة الانتشار.

من جهتها، تتبعت «الإمارات اليوم» هذه الظاهرة، واختارت مراجعة خدمة «إليكشن تيك» أو تقنية الانتخابات على موقع «تيك ريبابليك» techrepublic، التي يتابع من خلالها ما تقوم به العديد من شركات تحليل البيانات وتقنيات تحليل المشاعر، للتعرف الى تفاعلات هذه الظاهرة لفترة ما قبل يومين على عقد المناظرة المقرر لها أن تعقد اليوم الإثنين 26 سبتمبر.

آخر التوجهات

وصباح أول من أمس، عرض الموقع آخر توجهات «تحليل المشاعر» نحو هيلاري وترامب، مستنداً إلى آخر نتائج تتم على تقنية «تحليل المشاعر» التابعة لشركة «داتا مير»، المتخصصة في تحليل البيانات الضخمة، إذ استخدمت في هذا اليوم عينة مكونة من 3028 مستخدماً على موقع التواصل «تويتر»، و4368 تغريدة. ووفقاً لهذه العينة وجد أن مستوى المشاعر الإيجابية تجاه هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي وصل إلى 46% في التغريدات التي جرى تحليلها، وفي المقابل كان مستوى المشاعر السلبية تجاهها 54%، أما دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري فقد وصل مستوى المشاعر الإيجابية تجاهه إلى 44%، فيما وصل مستوى المشاعر السلبية تجاهه إلى 56%، وهكذا حكم «تويتر» على أن هيلاري كلينتون تلقى قبولاً أكثر من ترامب لدى مستخدمي الموقع، وذلك قبل يومين فقط من إجراء المناظرة، التي تعد الأولى من ثلاث مناظرات مقرر إجراؤها بينهما.

الشعبية والانتشار

ومن الناحية التقنية، قال متحدث باسم «داتا مير» إنه تم تحليل هذه العينة باستخدام تطبيق لـ«تحليل المشاعر»، يعمل على سحب البيانات من عشرات الآلاف من «التويتات» ذات العلاقة بالمرشحين، ويحدد حجم التغريدات وسرعة انتشارها، ثم يقوم بتصفية وإعداد البيانات، ووضعها في سجلات موحدة، ومن ثم يزيل الكلمات الموقوفة أو غير المطلوبة في التحليل، وصولاً إلى المفردات التي ترصد المشاعر السلبية والإيجابية تجاه كل مرشح.

وبعد ذلك، يحلل المفردات للكشف عن المشاعر أو الشعور العام السائد بداخلها، ويربط ذلك بأماكن وقوعها جغرافياً، على مستوى الولايات والمدن، وحتى الأحياء والشوارع، ثم يرصد في الوقت نفسه توجهات الـ«هاشتاغ» الخاصة بكل مرشح من حيث الشعبية والانتشار، والحسابات التي تقوم بنشر التغريدات والـ«هاشتاغات»، وفي النهاية يعرض نتائج التحليل في صورة رسوم بيانية وتوضيحية بصرية، تكشف ببساطة ووضوح توجهات المشاعر التي جرى تحليلها.

مزيد من الإقبال

ومع سخونة سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، تحصل تقنيات تحليل البيانات الضخمة، وتقنيات «تحليل المشاعر» تحديداً، على المزيد من الانتشار والانتعاش والإقبال عليها من جانب وكالات إعلانية وبحثية وحزبية وسياسية وتجارية، ليس في الولايات المتحدة فقط، لكن في العديد من الدول أيضاً، وهو ما جعل الكثير من أقطاب وعمالقة التقنية يبرزون ما لديهم في هذا المجال. فشركة «غوغل» أعلنت بدورها عن تقنية لـ«تحليل المشاعر» تستخدم فيها الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وغيرها، وكذلك فعلت نظيرتها «مايكروسوفت».

كما أن شركة «تويتر» نفسها لديها أداة شهيرة لتحليل المشاعر تحمل اسم «داتا ماينر» التي ذاع صيتها حينما قررت الشركة منع وكالات الاستخبارات الأميركية من استخدامها في متابعة والتعرف الى الحالات المزاجية والشعورية لشعوب العالم من خلال تحليل ملايين من التغريدات الصادرة على موقع «تويتر» يومياً.

انتخابات الـ«سوشيل ميديا»

ووفقاً للرصد الذي تجريه خدمة «تيك إليكشن» يومياً منذ أشهر عدة، فإن معدل النمو في متابعي ترامب على «تويتر» وصل إلى 15% في يونيو الماضي، في حين تفوقت عليه كلينتون التي وصل معدل النمو في متابعيها إلى 20%.

وقبيل الانتخابات التمهيدية حققت كلينتون نمواً قدره 168% في مؤيديها على «تويتر»، فيما حقق ترامب 156%.

وتضم حملة هيلاري فريقاً يقوم بإنتاج المحتوى لكل منصة تواصل اجتماعي على حدة، وفي المقابل فإن ترامب لديه بنية تحتية ضعيفة في هذا المجال، لكنه حقق حضوراً ضخماً على الـ«سوشيل ميديا».

والأرقام المتاحة حتى الآن تشير إلى أنه كان هناك 2.76 مليون متابع لترامب على موقع «تويتر» في الأول من يناير 2015، أي قبل أشهر من إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية، أما الآن فقد تخطى متابعوه الخمسة ملايين.

وبالنسبة لكلينتون، فقد كان عدد متابعيها على «تويتر» 2.6 مليون في أوائل يناير 2015، فيما أصبحوا الآن أكثر من خمسة ملايين أيضاً، وعندما دعا ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وصل حجم المداخلات المتعلقة بهذه الدعوة إلى 50 مليون مداخلة بالاعتراض والموافقة. بينما حينما أعلنت كلينتون رسمياً عن خوضها انتخابات الرئاسة الأميركية وصل حجم المداخلات حول هذا القرار إلى 40 مليون مداخلة في 24 ساعة فقط.

واليوم لا تبدو التحولات والانعطافات المهمة في استخدام «تويتر» وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل الحملتين معروفة، إذ لايزال لدى كل منهما ما يحتفظ به للفترة المتبقية من السباق، وفي كل الأحوال التوقعات تقول إن 2016 سيكون عام انتخابات الـ«سوشيل ميديا».

تويتر