مع انشغال «إتش بي» و«ديل» بمشكلاتهما الداخلية

«لينوفو» تسعى إلى الحصول على الحصة الكبرى من سوق «الخوادم المتمازجــة» الحوسبة السحابية

«الخوادم المتمازجة» تصمّم وتُصنع خصيصاً لتلبية احتياجات بعينها في الشركات والمؤسسات الكبرى. من المصدر

في ظل الانتشار السريع للحوسبة السحابية داخل المؤسسات والشركات المختلفة، بدأت تتبلور ملامح فئة جديدة من الحاسبات الخادمة يُطلق عليها «الخوادم المتمازجة»، التي تصمّم وتُصنع خصيصاً لتلبية احتياجات بعينها لدى الشركات والمؤسسات الكبرى.

الحوسبة السحابية

يرى المدير التنفيذي للتقنية ورئيس الاستراتيجيات في مجموعة «لينوفو» لمراكز البيانات، بيتر هورتينسيوس، أن الحوسبة السحابية تحدد الطريقة التي تبني بها الشركة الحاسبات الخادمة في المستقبل، ولذلك فإن «لينوفو» تتجه إلى الخوادم المتمازجة لتتماشى مع متطلبات الحوسبة السحابية داخل وخارج مقار ومراكز البيانات.

وكانت «لينوفو» استحوذت على وحدة أعمال «آي بي إم» للحاسبات الخادمة المبنية على المعيار الصناعي «إكس 86» منذ عامين، وفي وقت مبكر من العام الجاري أعادت هيكلة هذه الوحدة، ووضعت هورتنيسيوس مسؤولاً عن تطوير التقنيات المستقبلية. وبعد بداية متواضعة مع الأجهزة الموجهة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، أعادت «لينوفو» هيكلة تنظيم الحاسبات الخادمة لتركز على المؤسسات الكبيرة.

ونظراً لضخامة سوقها وعوائدها الكبيرة، اندلع سباق محموم أشبه بالمعركة بين المنتجين الكبار للحاسبات الخادمة (شركتا «إتش بي» و«ديل» الأميركيتان، وشركة «لينوفو» الصينية). وخلال الأشهر الأخيرة، تداعت فصول المعركة بصورة جاءت في صالح «لينوفو»، ففي حين انشغلت الشركتان الأميركيتان بالتحديات والمشكلات الداخلية، بدأت الشركة الصينية تسعى إلى الحصول على الحصة الكبرى من تلك السوق، وتعمل باتجاه تقديم حاسبات خادمة متمازجة مبنية لتحقيق مهام خاصة، تستطيع المنافسة فيها بالأسعار الرخيصة.

«الخوادم المتمازجة»

وتُعرف «الخوادم المتمازجة» بأنها حاسبات خادمة، تمزج بين العديد من الوظائف التي كانت تقوم بها حاسبات خادمة منفصلة عدة، كل منها على حدة، فهي تمزج بين وظيفة قوة المعالجة، التي كان يخصص لها خادم التشغيل، ووظيفة أوعية ونظم التخزين التي كان يخصص لها حاسب خادم التخزين، إلى جانب وظيفة إدارة معدات الشبكات، التي كان يخصص لها خادم إدارة الشبكات. وفي جميع هذه الخوادم برمجيات خاصة في مجالات إدارة البنية التحتية المعلوماتية وعمليات الميكنة والمزامنة، أما الخوادم الجديدة، فتدمج هذه الوظائف والخوادم المستقلة في كيان واحد، وتمزج بينها.

خفض النفقات

والهدف من الحاسبات المتمازجة هو جعل إدارة موارد تقنية المعلومات داخل المؤسسة تتم بصورة مركزية موحدة، لتعظيم الفائدة وخفض النفقات، من خلال تشغيل وعاء واحد للحوسبة والتخزين وموارد الشبكات وأدوات الإدارة والدعم، التي يمكن أن تتشارك فيها تطبيقات متعددة، وتدار بشكل تعاوني باستخدام الإجراءات التي تحركها سياسة واضحة واحدة.

وتُبنى الحاسبات الخادمة المتمازجة في الغالب على المعيار الصناعي المعروف باسم «إيه آر إم»، وهو معيار تبنى على أساسه شرائح المعالجات الدقيقة والذاكرة الإلكترونية المستخدمة في الحاسبات، وهذا المعيار يختلف عن المعيار المعتاد «إكس 86». وفي مراكز البيانات الكبرى تقلل هذه النوعية من الحاسبات من المساحة المطلوبة للتشغيل ومن كلفة الطاقة.

الطور الأول

لاتزال سوق الحاسبات المتمازجة في الطور الأول من حيث الانتشار والاستخدام، ومن أهم محفزاتها رغبة الشركات والمؤسسات الكبرى في تشييد بنية تحتية تعمل بالحوسبة السحابية، سواء داخل مقار العمل أو خارجها، أو في مراكز البيانات على اختلاف أنواعها.

وحالياً تتصارع عليها بالأساس الشركات التي تنتج الخوادم العادية، وفي صدارتها شركتا «إتش بي» و«ديل» الأميركيتان، وشركة «لينوفو» الصينية، فضلاً عن عشرات الشركات الأخرى ذات النصيب الأصغر.

ووفقاً لموقع pcworld.com، فإن الأمور في ساحة المنافسة الحقيقية أو الصراع حول الحاسبات المتمازجة تميل لصالح «لينوفو» الصينية.

وذكر الموقع أن الشركتين الأميركيتين تواجهان تحديات داخلية ضخمة، موضحاً أن «إتش بي» أصبحت أصغر بعد تدهور وحدة البرمجيات الخاصة بها، بينما «ديل» تواجه تحديات ما بعد الاندماج مع «آي إم سي».

وأضاف أن هذه التحديات تجعل الشركتين في وضع يشتت التركيز ولا ينسق الجهود لخوض معركة الحاسبات المتمازجة، ويجعل جزءاً من تركيزهما منصرفاً إلى التكيف مع تحدياتهما الداخلية، وهو أمر جعل بعض المراقبين يصفون صناعة الحاسبات الخادمة الحالية بأنها «مضطربة».

الحصة الكبرى

ووسط هذه الاضطرابات، تسعى «لينوفو» للحصول على الحصة الكبرى من تلك السوق، وتعمل باتجاه تقديم حاسبات خادمة متمازجة مبنية خصيصاً لتحقيق مهام خاصة، مثل الاستجابة لطلبات البحث أو التعرف الى الأشخاص في الصور التي يتم تحميلها.

وتبحث الشركة الصينية عن فرص أكبر مع الأجهزة والحاسبات المعدة خصيصاً لأغراض بعينها للمتعاملين على المستوى الكبير، مثل «غوغل» و«فيس بوك» و«أمازون» وغيرها من الشركات التي تعتبر من المستهلكين الكبار للحاسبات الخادمة.

سوق ضخمة

ووصلت شحنات «لينوفو» من الحاسبات الخادمة في الربع الثاني من العام الجاري إلى 235 ألفاً و260 وحدة، بنسبة نمو بلغت 5.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك حسب تقارير مؤسسة «غارتنر» لبحوث سوق تقنية المعلومات، وهذا يجعلها ثالث أكبر موفر للحاسبات الخادمة بعد «ديل» و«إتش بي».

وتعتبر الصين سوقاً ضخمة بالنسبة لـ«لينوفو»، فهي الشركة ذات اليد العليا، لأنها موفر محلي، علاوة على أن الشركات الصينية تتجه للشراء من طُرز الحاسبات المحلية، لأسباب وطنية، فضلاً عن أنها رخيصة، لكن هذا لا ينفي أنها تواجه منافسة من شركات، مثل انسبيور وسوبرميكرو وتايان، وهي شركات تنمو بسرعة.

ويعزز موقف «لينوفو» في معركة الخوادم المتمازجة أن لديها الكثير من الموارد والقدرة على الوصول إلى أحدث التقنيات، وهو ما لا يوجد لدى الشركات الصينية الصغيرة. وتجري الشركة حالياً تجارب على حاسبات من طراز «إيه آر إم»، على الرغم من أنها ليست جاهزة للإعلان عن المنتج الذي يعمل بها بعد، كما عملت على تزويد منتجاتها بتقنيات جديدة أخرى، مثل وحدات معالجة الرسوميات، ومصفوفات البوابات المنطقية القابلة للبرمجة حقلياً داخل مزيج الحاسبات الذي تقدمه.

تويتر