لتحسين كفاءة عمليات وأداء الطائرات باستخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي

«مايكروسوفت» تزود «بوينغ» بتقنـية «آزور» للحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء

الناقلات الجوية تريد وصولاً أفضل للمعلومات لتستطيع التخلص من حالات عدم الكفاءة في التشغيل. من المصدر

أفادت شركة «مايكروسوفت»، المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بأنها ستزود شركة «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات بمنصة «آزور» للحوسبة السحابية، وحزمة «آزور» لإنترنت الأشياء، وذلك لتحسين كفاءة عمليات وأداء طائرات «بوينغ» من خلال استخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.

شراكة «دلتا»

بدأت شركة الخطوط الجوية الأميركية (دلتا)، في أكتوبر الماضي، شراكة مع «بيت ستو سيستمز» لبرمجيات أنظمة الإنترنت الصناعية، بهدف استخدام نظم التحليلات في بعض طائراتها.

وقال نائب الرئيس للتسويق في «بيت ستو»، فرانكو كاستالديني، إن «صيانة الطائرة تمثل تحدياً كبيراً للمجال، إذ إن تشخيص المشكلات بواسطة الأساليب الراهنة قد يستغرق أياماً عدة، لكن مع إنترنت الأشياء وتقنيات تحليل البيانات الضخمة ينخفض الوقت إلى ساعات، وربما أقل».

وذكرت «مايكروسوفت» في مدونتها الرسمية، أخيراً، أنه بموجب اتفاقية تعاون مع «بوينغ»، لتوظيف تقنية المعلومات في تطوير صناعة وخدمات النقل الجوي، سيحصل المسافرون على تجربة سفر خالية من أي ازعاجات قدر الإمكان.

توظيف التقنية

وتفصيلاً، حققت صناعة الطيران والنقل الجوي على مستوى العالم، خلال السنوات الأخيرة، مستويات متدنية في مؤشرات رضا المتعاملين والمسافرين، مقارنة بالصناعات الأخرى، وربما كانت الأدنى في هذا السياق، وذلك لأسباب عدة تتعلق بعدم انتظام مواعيد الرحلات، وسوء الخدمة وغيرها.

وباعتبارها واحدة من أكبر شركات صناعة الطائرات في العالم، بادرت شركة «بوينغ» الأميركية إلى عقد اتفاقية مع شركة «مايكروسوفت» المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الحاسوب، لتوظيف تقنية المعلومات في تطوير صناعة وخدمات النقل الجوي.

وبموجب الاتفاقية ستستخدم الشركتان أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، لتحسين الأداء و«استرضاء» المسافرين والمتعاملين الذين يحصلون على خدمات «بوينغ» في مختلف الأوقات، وجعلهم يحصلون على تجربة سفر ممتعة وخالية من أي إزعاجات قدر الإمكان.

كفاءة العمليات

ونشرت «مايكروسوفت»، في تدوينة على مدونتها الرسمية الأربعاء الماضي، جانباً من تفاصيل الاتفاقية، قائلة إن «المسافرين على متن طائرات (بوينغ) سيمكنهم معايشة تجربة سفر بنكهة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي»، على حد وصف الشركة، كما أشارت إلى استفادة المسافرين في الوقت نفسه من أداء بعض منتجات وتقنيات «مايكروسوفت» الأخرى.

وأوضحت «مايكروسوفت» أنه بمقتضى اتفاقية التعاون فإنها ستزود شركة «بوينغ» بمنصة «آزور» للحوسبة السحابية، وحزمة «آزور» لإنترنت الاشياء، وذلك لتحسين كفاءة العمليات والأداء في طائرات «بوينغ» من خلال استخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.

وأضافت «مايكروسوفت» أن الشراكة مع «بوينغ» ستحسن إنتاجية طاقم الطائرات، والاتصالات الأرضية ـ الجوية، لكنها لم تقدم تفصيلات إضافية حول الدور الذي ستلعبه تقنية «آزور» وحوسبتها السحابية في هذا الأمر، كما لم تكشف عن قيمة الاتفاقية.

التحرك بذكاء

وذكرت «مايكروسوفت» في مدونتها أن التعاون مع «بوينغ» سيجعل شركة تصنيع الطائرات العملاقة أكثر قدرة على مواجهة تحديات العمل، والتحرك بذكاء، كما أنها ستكون أكثر تكيفاً وإبداعاً.

وبينت أن الجزء الأكبر من ذلك سيتم بالاعتماد إلى حد كبير على تجميع بيانات أولية ضخمة، من خلال المستشعرات والمجسات ومعلومات القياس عن بعد، ثم استخدام أدوات تحليلات البيانات الضخمة في تحسين الصيانة التنبؤية، التي تسمح لـ«بوينغ» أو لمشغلي طائراتها بالتعرف المسبق إلى المشكلات المحتملة قبل وقوعها، من خلال البقاء على الصيانة الدورية، وملاحظة أي مخالفات أو أشياء شاذة وغريبة في كفاءة النظام أولاً بأول، فضلاً عن تحسين استهلاك الوقود، وجعله في الحالة الأمثل.

وذكرت أن هذه التقنيات ستساعد في ضبط جداول ومواعيد الرحلات، وتقدم المزيد من الأدوات للمسافرين، وتجعلهم على اتصال دائم ببيئة العمل والمجال الشخصي الخاص بهم، الأمر الذي يحسن من تجربة المستخدم أثناء السفر.

رضا المسافر

وقال مدير قطاع صناعة السفر في «مايكروسوفت»، غريغ جونز، إن «شركات الخطوط الجوية والنقل الجوي تريد وصولاً أفضل للمعلومات، ليستطيعوا التخلص من حالات عدم الكفاءة في التشغيل، التي تعد من الأشياء التي يكرهها ويخشاها أي مسافر»، مشيراً إلى أن «مثل تلك الأشياء تجعل الصناعة في الخطوط الجوية واحدة من أقل الصناعات أداء في المؤشر الأميركي لرضا المسافرين بانتظام كل عام».

وأعرب جونز عن أمله في أن «تساعد المبادرة الجديدة والشراكة مع (بوينغ) في الوصول إلى رحلات جوية منظمة المواعيد وفي وقتها تماماً، بما يحقق سعادة المسافرين». بدوره، قال مدير مبيعات المؤسسات في «مايكروسوفت» لمنطقة شمال غرب المحيط الهادئ، ناثانيل كروك، في تدوينة الشركة، إن «(بوينغ) بدأت تستفيد من حلول (مايكروسوفت) الرقمية، وستستخدم منتجات وخدمات الشركة مثل (كورتانا) وحزمة (آزور) لإنترنت الأشياء، بهدف تحسين تجربة السفر على طائراتها، وبذلك فإن أي شخص يجلس في الطائرة على ممر الهبوط أو الإقلاع لن يتأخر أكثر من خمس دقائق». من جهته، قال مدير حلول المعلومات المتقدمة في قسم الطيران الرقمي بـ«بوينغ»، أندرو جنديرو، إن «شركات الخطوط الجوية تعتبر من الأعمال التنافسية للغاية، التي تحقق ربحاً بهوامش ضئيلة، ولذلك فإن إطلاق طاقات البيانات والتحليلات لا يحسن فقط الأداء والتجربة، بل يوفر الفرصة لتلك الشركات بالمحافظة على نمو الأرباح».

«مركز بيانات طائر»

إلى ذلك، أفاد موقع «بيزنس إنسايدر» بأن الاتفاقية بين «مايكروسوفت» و«بوينغ» تأتي مواكبة لاتجاه عام تتبناه شركات الطيران وإدارات المطارات ومُنتجي الطائرات وغيرها من الأطراف ذات الصلة، لتوظيف تقنيات إنترنت الأشياء في السفر الجوي، وهو اتجاه يتعاظم مع الوقت في ظل اتجاه أسعار أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت، ومعدات الشبكات إلى مزيد من التراجع. وأشار الموقع في هذا السياق إلى ما قامت به «بوينغ» مع طائراتها من طراز «787 دريملاينر» كمثال على الابتكار المرتبط بإنترنت الأشياء، واصفاً الطائرة بـ«مركز البيانات الطائر» بفضل ما تتوافر عليها من أجهزة استشعار وإمكانات لمعالجة البيانات.

تويتر