بعد شكوك واتهامات أثيرت حول قدرة «رينجينج بيلز» الهندية على إنتاج جهاز بسعر 4 دولارات

شحن أول دفعة من الهاتف الــذكي الأرخص في العالم غداً

الشركة المصنعة للهاتف كشفت أخيراً عن تحديث مواصفات «فريدم 251» مقارنة بالنسخة التي أعلنت عنها للمرة الأولى في فبراير الماضي. من المصدر

أفادت الجمعية الهندية للهاتف المحمول، في بيان أصدرته أخيراً، بأنه من المقرر أن تبدأ شركة «رينجينج بيلز» الهندية، غداً الخميس، شحن أول دفعة من الهاتف المحمول الذكي «فريدم 251»، الأرخص في العالم على الإطلاق، والذى يصل سعره إلى أربعة دولارات، وذلك بعد أن أعلنت الشركة عنه للمرة الأولى في فبراير الماضي.

وأوضحت الشركة أن أول شحنة من الهاتف تتضمن 2.5 مليون جهاز، سيتم طرحها في الأسواق حتى نهاية الشهر الجاري، ليتم شحن 200 ألف هاتف من هذه النوعية شهرياً بعد ذلك، مشيرة إلى أن الحجوزات المسبقة على هذا الهاتف وصلت إلى 70 مليون عملية حجز، تم تسجيلها عبر موقع الشركة من قبل المستخدمين الهنود، منذ الإعلان عن الهاتف وحتى الآن.

شكوك واتهامات


أرخص الهواتف

ذكر مستخدمون أن سوق الهواتف الأكثر رخصاً في العالم، لم تصل مطلقاً إلى المستوى المنخفض للغاية في سعر الأجهزة، الذي كشفت عنه شركة «رينجينج بيلز» الهندية في هاتفها المحمول «فريدم 251»، مشيرين إلى أن شركة «نوكيا» طرحت هاتفاً، قالت عنه إنه أرخص هاتف ذكي في العالم، وأطلقت عليه «نوكيا 105»، وكان سعره 20 دولاراً، ثم عادت وطرحت هاتفاً آخر منخفض السعر، تحت اسم «نوكيا 215» بسعر 29 دولاراً.

وأضافوا أن شركة «شياومي» الصينية طرحت هاتفاً ذكياً جديداً، يدعم شبكات اتصالات الجيل الرابع «إل تي إي»، لا يزيد سعره على 65 دولاراً، ما سيجعله أرخص هاتف ذكي من نوعه يدعم هذه الشبكات.

ولفتوا إلى أنه في الهند، أيضاً، حاولت شركة «جيفيي» منافسة نظيرتها «رنجينج بيلز»، وقدمت هاتفاً ذكياً من طراز «جي إس بي 2» بسعر بلغ 20 دولاراً، يعمل بشاشة قياس 3.5 بوصات، وكاميرا واحدة بدقة اثنين ميغابيكسل، ويمكنه استخدام تطبيقي «فيس بوك» و«واتس آب»، لينافس الهاتف الذكي الذي عرضته «رنجينج بيلز» نفسها بسعر 44 دولاراً، ويدعم شبكات الجيل الرابع.

وعقب الإعلان عن الهاتف للمرة الأولى، بدا كثير من المستخدمين داخل الهند وخارجها فضوليين جداً، ويرغبون في معرفة كيف ستبيع الشركة هاتفاً ذكياً يعمل بنظام التشغيل «أندرويد» بسعر منخفض جداً، وحثوا الجمعية الهندية للهاتف المحمول على الكتابة إلى وزير الاتصالات الهندي، رافي شانكار براساد، للحصول على إجابات عن هذه الأسئلة الصعبة.

وبعد ذلك، تطور الأمر وتحول إلى شكوك واتهامات، أثيرت حول قدرة الشركة على إنتاج هاتف بسعر أربعة دولارات فقط، والذي لا يلبي مطلقاً الحد الأدنى لكلفة أقل المكونات المطلوبة للتشغيل.

واتهمت الجمعية شركة «رينجينج بيلز» باحتمالات تزوير ادعاءاتها الخاصة بالسعر، قائلة إن أرخص المكونات المتاحة ستصل بكلفة الهاتف إلى 40 دولاراً، إذا تم إنتاجه بمواصفات أساسية أو هيكلية، مثل نظام تشغيل 5.1، وشاشة بقياس أربع بوصات، ومعالج رباعي النوى بسرعة 1.3 غيغاهيرتز، وذاكرة وصول عشوائي «رام» سعة واحد غيغابايت، إضافة إلى وحدة تخزين داخلية سعة 8 غيغابايت، وبطارية 1.450 إم، فضلاً عن كاميرا خلفية بدقة 3.2 ميغابيكسل، وكاميرا أمامية بدقة 0.3 ميغابيكسل.

وشملت الاتهامات أن هاتف «فريدم 251»، ليس سوى نسخة غير قانونية من الهاتف الصيني «إدكون 4»، بعد إعادة تغيير شارته، والذي يباع في الصين بنحو 54 دولاراً، وبالتالي فإن الشركة الهندية لم تحاول حتى صنع هاتف جديد، بل قامت بأخذ هاتف أنتجه آخرون.

كما شملت الانتقادات أيضاً أن الجهاز لا يشبه الهاتف الذكي، الذي تم الإعلان عنه على موقع الشركة، وأنه يشبه هاتف «آي فون» كثيراً، فعلى الرغم من أنه يعمل بنظام «أندرويد لوليبوب 5.1»، إلا أن معظم أيقونات الجهاز منسوخة من نظام «آي أو إس»، حتى أن رمز المتصفح هو شعار متصفح «سفاري» نفسه.

«اصنع في الهند»

وأدت تلك الاتهامات والانتقادات إلى إجراء تحقيقات مع شركة «رينجينج بيلز»، والتي بدا خلالها مدير الشركة، محيط جويل، غير منزعج نهائياً.

ونشر موقع http:/‏/‏mashable.com، الأسبوع الجاري، تقريراً نسب فيه تصريحات إلى جويل، قال فيها إن شركته تخسر قدراً من المال في كل وحدة، لكن الهدف هو السماح للهنود في المناطق الريفية والفقراء بالوصول إلى العالم الرقمي، مشيراً إلى أنه تم تطوير هاتف «فريدم 251» بدعم كبير من الحكومة الهندية، وهو يمثل قصة نجاح لحملة «اصنع في الهند»، التي أطلقها رئيس وزراء البلاد، ناريندرا مودي، والتي شجعت الصناعة في الهند.

وأكد جويل «سنظل على التزامنا بالتعاون مع أي وكالة حكومية، قد تطلب مساءلة الشركة لأي سبب أو لأي بادرة شك، وسنطرح أكثر المنتجات معقولية في السعر، مع جودة مناسبة لمتعاملينا، من خلال طيف متنوع من الهواتف الذكية بما فيها (فريدم 251)»، مضيفاً: «تعلمنا من أخطائنا، وقررنا العمل بهدوء وصمت، حتى نصل إلى المنتج النهائي، والآن لدينا هاتف بشاشة أربع بوصات، ويعمل على خطين، وجاهز للطرح في الأسواق».

مواصفات جديدة

وكشف جويل عن أنه جرى تحديث مواصفات الهاتف، مقارنة بالنسخة التي جرى الإعلان عنها للمرة الأولى في فبراير الماضي، موضحاً أن الكاميرا الخلفية ارتفعت دقتها لتصل إلى 8 ميغابيكسل، فيما أصبحت دقة الكاميرا الأمامية 3.2 ميغابيكسل، والبطارية وصلت إلى 1.800 إم.

ولفت أيضاً إلى أن الهاتف الجديد سيطرح باللونين الأبيض والأسود، فيما ستظل المواصفات الباقية كما أعلن عنها في النسخة الأصلية.

يشار إلى أن هناك أمراً وحيداً يتعين انتظاره، هو مستوى أداء «فريدم 251»، حينما يصبح قيد التشغيل الفعلي، لكن في كل الأحوال فإن مواصفات هذا الهاتف تكاد تكون هي نفسها مواصفات «آي فون»، حينما تم إطلاقه للمرة الأولى منذ تسع سنوات.

تويتر