لجنة الاتصالات الفيدرالية تبحث القضية.. و«غوغل» و«مايكروسوفت» ومصنّعون يشكلون جبهة مضادة

«غلوبال ستار» تقود توجّهاً لاستخـدام الاتصـالات الفضـائية فـي تشـغيل «واي فاي»

خطة الشركة تتضمن تشغيل شبكات «واي فاي» شبكة خدمات الاتصالات الأرضية منخفضة الطاقة. أرشيفية

أقدمت شركة «غلوبال ستار» الأميركية على وضع خطة لتشغيل شبكات «واي فاي» على قناة اتصال لاسلكية خاصة بالطيف الترددي الذي تملكه الشركة، عبر نوعية جديدة من الشبكات، أطلقت عليها «تي إل بي إس» أو «شبكة خدمات الاتصالات الأرضية منخفضة الطاقة».

وقالت الشركة إن الشبكات الجديدة ستوسع من نطاق شبكات (واي فاي) وتجنبها مظاهر الاختناق وتراجع الكفاءة. وأثارت الخطة موجة من الجدل الحاد داخل الولايات المتحدة وخارجها، وقوبلت بموجة من الرفض والعداء، وتم تشكيل حلف واسع من المعارضين، تقوده «مايكروسوفت» و«غوغل»، ومجموعة الاهتمام الخاص بتكنولوجيا «البلوتوث»، والشركات المصنّعة والمشغلة للأجهزة والشبكات العاملة بشبكات «واي فاي» الحالية.

ظاهرة الاختناق

إرباك المستخدمين

أكد المعارضون لخطة شركة «غلوبال ستار» أن أي تغيير في القواعد العاملة على الأرض سيؤدي إلى إرباك المستخدمين، وهناك احتمال شبه مؤكد بأن تطالب شركات تشغيل الـ«واي فاي» الأخرى بحقها في امتلاك شبكات من نوع شبكات الخدمات الأرضية المنخفضة الطاقة.

وتفصيلاً، مع الانتشار الكثيف والواسع النطاق لشبكات الـ«واي فاي» حول العالم، بدأت ظاهرة «الاختناق»، وما يصاحبها من بطء وانخفاض في كفاءة النقل، تظهر على هذه النوعية من الشبكات في بعض البلدان كثيفة الاعتماد على أدوات تكنولوجيا المعلومات، خصوصاً في الولايات المتحدة، لتشكل تحدياً يلوح في الأفق أمام صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وفي خطوة استباقية للتعامل مع هذا التحدي وتحويله إلى فرصة محتملة، أقدمت شركة «غلوبال ستار»، واحدة من أكبر شركات الاتصالات الفضائية عالمياً على وضع خطة لتشغيل شبكات «واي فاي» على قناة اتصال لاسلكية خاصة بالطيف الترددي الذي تملكه كشركة موفرة للاتصالات الفضائية، وذلك عبر نوعية جديدة من الشبكات، أطلقت عليها «تي إل بي إس» أو «شبكة خدمات الاتصالات الأرضية منخفضة الطاقة».

وقالت الشركة إن «هذه الشبكات الجديدة ستوسع من نطاق شبكات (الواي فاي)، وتجنبها مظاهر الاختناق وتراجع الكفاءة، لأنها ستمدها بنطاق جديد للعمل غير متاح من قبل».

جدل حاد

وأشعلت خطة «غلوبال ستار» موجة من الجدل الحاد داخل الولايات المتحدة، وداخل صناعتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات معاً، وقوبلت بموجة من الرفض والعداء، إذ سرعان ما تكتل ضدها حلف واسع من المعارضين، على رأسه «مايكروسوفت» و«غوغل»، ومجموعة الاهتمام الخاص بتكنولوجيا «البلوتوث»، التي تضم في عضويتها نحو 25 ألف شركة حول العالم، فضلاً عن الشركات المصنعة والمشغلة للأجهزة والشبكات العاملة بشبكات «واي فاي» الحالية. ورأى الجميع أن خطة «غلوبال ستار» تسبب لها ولمستخدميها إرباكاً واسعاً، وسرعان ما اتخذ الجدل طريقه إلى خارج الولايات المتحدة ما بين موافق ومعارض، ليصل الصراع على قنوات «واي فاي» الجديدة والمقبلة إلى قمته.

تردد جديد

وطبقاً للبيان الصادر عن شركة «غلوبال ستار» فإن الخطة التي تستهدف تنفيذها تقوم على إتاحة قناة اتصالات لاسلكية تخصص لبث إشارات الـ«واي فاي» على نطاق ترددي، يقع خارج النطاق الترددي المستخدم حالياً، وهو 2.4 غيغا هيرتز، والتردد الذي تعمل عليه القناة المقترحة في حوزة «غلوبال ستار» بالفعل وغيرها من شركات الاتصالات الفضائية الأخرى، ومنحته لها لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية في السابق، إلى جانب الترددات والنطاقات الأساسية التي حصلت عليها وهي تنشئ شبكتها للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية. وحدث هذا الأمر قبل أن تظهر الشبكات الخلوية العاملة على التليفون المحمول والـ«واي فاي» للوجود، وتنتشر لتغطي الجزء الأكبر من الكرة الارضية.

ومن هنا تجادل «غلوبال ستار» بأنها تسعى لاستخدام حق ممنوح لها وفي حوزتها بالفعل، وأن النطاق الترددي الذي تسعى لاستخدامه مفتوح ولا يحتاج إلى ترخيص من لجنة الاتصالات الفيدرالية، بل سيكون تحت سيطرتها هي فقط، وسيمنح مستخدمي الـ«واي فاي» قدرات واسعة للاتصال والعمل بعيداً عن أي اختناق أو بطء أو تراجع في الكفاءة داخل النطاقات والقنوات الحالية، والذي بدأت علامته تلوح في الأفق الآن.

موقف أفضل

ولاشك أن خطة «غلوبال ستار» ليست الأولى من نوعها في هذا السياق، فقد سبقتها من قبل شركة «لايت سكويرد»، التي اقترحت منذ سنوات خطة لاستخدام الطيف الترددي الخاص بالأقمار الاصطناعية في تشغيل شبكة اتصالات أرضية، وواجهت انتقادات متعلقة بالتداخل والتشويش الذي يمكن أن يحدث بين أنظمة الاتصالات المختلفة، خصوصاً مع نظام الـ«جي بي إس»، نظام تحديد المواقع العالمي، ولذلك رفضت لجنة الاتصالات الفيدرالية هذه الخطة.

والحاصل حتى الآن أن خطة «غلوبال ستار» تواجه موقفاً أفضل، ربما ينتهي بالنجاح في ما فشلت فيه شركة «لايت سكوير» من قبل، فرئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، توم ويلر، يدعم خطة الشركة، ويعطيها دعماً سياسياً كبيراً، فضلاً عن أن محللين وخبراء، مثل روجر انتنير من مؤسسة «ريكون» للأبحاث، وبيل مارشال من مؤسسة «تولاغا» للأبحاث، يرون أن الشهية أو الرغبة في المزيد من الطيف لـ«الواي فاي»، حتى من خلال أشكال جديدة ومعقدة، يعد واحداً من أهم اشكال القوة في عالم الاتصالات اللاسلكية.

رفض عنيف

ويتلخص موقف المعارضين لهذه الخطة في أن كل من لديه أجهزة محمولة أو ثابتة تعمل مع إشارة «واي فاي» الصادرة عن النقاط الساخنة، وكل من ينتج هذه الأجهزة سيحتاج إلى تحديث في البرمجيات المدمجة الموجودة بالجهاز، حتى يتمكن من الحصول على الميزة الخاصة بهذه القناة اللاسلكية الجديدة.

وهذه الترقية ستكون مرتبطة بما تفعله «غلوبال ستار» أو شركات الاتصالات الفضائية فقط، ما يجعل الأمر مربكاً للغاية للمصنعين والمستخدمين معاً، لأن هذه النوعية من الشبكات تعطي شركة واحدة أو بضع شركات قليلة وضعية مختلفة من القواعد لطيف ترددي غير مرخص أو مفتوح، في حين أن آلاف الشركات والمنتجين الآخرين سيكونون مجبرين على اتباع القواعد.

طلبات مضادة

ولهذه الأسباب مجتمعة تقدمت «مايكروسوفت» و«غوغل» وشركات الكابل والشركات المصنعة لـ«الواي فاي»، ومجموعة الاهتمام الخاص بتقنية «بلوتوث» بطلبات مضادة، تحث لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية على عدم إقرار شبكات خدمات الاتصالات الأرضية منخفضة الطاقة والسماح لها بالعمل، ولم تعلق «غلوبال ستار» على هذا التحرك، كما أن اللجنة قالت إنها تضع في اعتبارها خطة «غلوبال ستار» إلى أن يحين التصويت عليها بالرفض أو القبول، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث في أي وقت.

تويتر