خصصت فريقاً لدراسة تفضيلات ومتطلبات التقنية للمستهلكين الأميركيين

«هواوي» الصينية تسعى إلى تعزيز مبيعاتها في السوق الأميركية

صورة

تُواجه شركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية منع بيع معدات شبكات الاتصالات الخاصة بها في الولايات المتحدة الأميركية، بسبب مخاوف أمنية، لكنها حالياً تُجدد جهودها لتسويق هواتفها الذكية للمستهلكين الأميركيين، للاستفادة من سوق مهمة تشهد رواجاً واسعاً للهواتف الذكية مرتفعة المواصفات والأسعار.

وتحتل «هواوي» المركز الثالث بين أكبر الشركات المُصنعة للهواتف الذكية في العالم بحسب شحنات الأجهزة، وتلي كلاً من «سامسونغ» الكورية الجنوبية و«آبل» الأميركية.

هواتف متقدمة

وتعتزم «هواوي» بيع أحدث هواتفها الذكية ذات المواصفات المُتقدمة «ميت 8» Mate 8 في الولايات المتحدة خلال عام 2016. وتُخطط لعرض الهاتف خلال «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية» في مدينة لاس فيغاس يناير المُقبل، بحسب ما نسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى مصادر مُطلعة. كما ستُقدم في المعرض هاتف «أونور 5 إكس» الذي تبيعه في الصين بسعر يقل عن 300 دولار، إضافة إلى ساعة ذكية، وستطرح الجهازين للبيع في الولايات المتحدة وفقاً للمصادر ذاتها.

منافسة ومخاوف

وتتمتع «هواوي» بالفعل بمرتبة مُتقدمة بين الشركات الصينية المُنتجة للهواتف الذكية، وتسعى إلى تعزيز صورتها، باعتبارها علامة تجارية استهلاكية في الأسواق الغربية الناضجة لزيادة أرباحها، والتأكيد على إمكانية تنافسها في السوق العالمية. وتعمل الكثير من الشركات الصينية في الأسواق الناشئة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، وتخوض فيها حرباً شرسة للأسعار، وبالتالي تبقى هوامش الربح محدودة للغاية.

في المُقابل، يصعب على «هواوي» التعامل مع السوق الأميركية التي يُمنع فيها بيع مُعدات الاتصالات الخاصة بها مثل المُوجهات. إذ أوصى تقرير للكونغرس الأميركي في عام 2012 مُشغلي خدمات الاتصالات في البلاد بتجنب استخدام مُعدات «هواوي»، وأرجعوا ذلك إلى مخاوف من احتمالات أن تستغلها الحكومة الصينية للتجسس على الأميركيين، في وقت جددت فيه «هواوي» نفيها لهذه الآراء.

سوق الولايات المتحدة

وتحمل سوق الولايات المتحدة أهمية استراتيجية كبيرة لشركة «هواوي»، نظراً لأنها السوق الأكبر في العالم من ناحية مبيعات الهواتف الذكية التي يجاوز سعر التجزئة لها 500 دولار، لكن «هواوي» تتمتع فيها بالحد الأدنى من الحضور. ويُركز توسعها في الولايات المتحدة على بيع أعداد أكبر من الأجهزة ذات المواصفات المتقدمة، وتصنيع أحدث هواتف «نيكسوس» من شركة «غوغل»، إضافة إلى إطلاق حملات تسويقية جديدة.

وقال نائب رئيس شركة «هواوي»، كين هو: «حققنا بالفعل مكانةً رائدة في السوق الصينية للهواتف الذكية، ونأمل أن نتمكن من تحقيق النجاح نفسه في الولايات المتحدة».

ووفقاً لما قاله «هو»، فقد خصصت «هواوي» فريقاً لدراسة تفضيلات والمتطلبات التقنية للمستهلكين الأميركيين. وتُخطط الشركة لافتتاح استديو جديد لتصميم البرمجيات في مدينة سان فرانسيسكو خلال عام 2016.

«نيكسوس 6 بي»

وفي دلالة على رغبة «هواوي» في التعريف أكثر بعلامتها التجارية في الولايات المتحدة، تعاونت مع شركة «غوغل» العام الجاري لتصنيع هاتف «نيكسوس 6 بي» Nexus 6P الذي طُرح في سبتمبر الماضي. وخلال عملية تطوير الهاتف زار مصممون ومهندسون من «هواوي» الولايات المتحدة، وعملوا عن قرب مع نظرائهم في «غوغل».

ويُكلف «نيكسوس 6 بي»، أول الهواتف مرتفعة المواصفات من «هواوي» الذي يُباع في الولايات المتحدة، ما لا يقل عن 499 دولاراً. ورفضت كل من «غوغل» و«هواوي» الكشف عن مبيعات الهاتف، إلا أن أهمية هذه الشراكة ترجع إلى أنها جعلت من «هواوي» الشركة الصينية الأولى التي تُطور أحد هواتف «نيكسوس»، في ما كانت قائمة الموردين السابقين تضم شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية.

حملة إعلانية

وقالت مُديرة الأبحاث في شركة «كاناليس» لأبحاث السوق، نيكول بنج: «إذا ما أرادت (هواوي) ترسيخ مكانتها رائدة في تكنولوجيا الهواتف الذكية، فإن من المهم لها أن تعمل في الولايات المتحدة».

وحتى الآن، تقتصر مبيعات «هواوي» في الولايات المتحدة على الهواتف الذكية المُنخفضة المواصفات من خلال شركة «سبرينت» ومتجرها على الإنترنت، وقنوات أخرى للتجزئة مثل «أمازون» و«بست باي».

وسعت «هواوي» جاهدةً لتعزيز مبيعاتها في ظل ضعف قنوات التوزيع، والشهرة المحدودة لعلامتها التجارية.

وبهدف تحسين هذا الوضع، تعمل «هواوي» على إطلاق حملة إعلانية جديدة في الإعلام والمطارات في الولايات المتحدة وغيرها من الأسواق الدولية خلال العام المُقبل، لكن الشركة رفضت الإفصاح عن ميزانيتها التسويقية وتفاصيل خططها لتوسيع مسارات التوزيع.

شحنات الهواتف

ووفقاً لشركة «كاناليس»، فقد مثلت الولايات المتحدة نسبة 1.4% فقط من إجمالي شحنات «هواوي» من الهواتف الذكية خلال الربع الثالث من العام الجاري. في ما تجاوز كلفة نحو 60% من الهواتف الذكية التي شُحنت في الولايات المتحدة 500 دولار دون عقود شركات الاتصالات.

وخلال الفترة المُمتدة بين يوليو وسبتمبر 2015، ازدادت شحنات الهواتف الذكية من «هواوي» على الصعيد العالمي بنسبة 61% وفقاً لبيانات شركة «آي دي سي» للأبحاث. كما ارتفعت مبيعات «هواوي» من الهواتف الذكية ذات المواصفات المُتقدمة في بعض الأسواق الأوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا.

شركات صينية

وتظل شركة «زد تي إي» العلامة التجارية الصينية للهواتف الذكية الأكثر نجاحاً في الولايات المتحدة، وجاءت في المركز الرابع في السوق الأميركية خلال الربع الثالث من العام الجاري، استناداً إلى بيانات «آي دي سي».

أما «لينوفو» الصينية فتركز على بيع هواتف تحمل علامة «موتورولا» في الولايات المتحدة، بدلاً من علامة «لينوفو»، بعدما استحوذت العام الماضي على وحدة «موتورولا موبيليتي».

بدورها، فإن «شياومي» التي تُعد الشركة الناشئة الأغلى قيمة في الصين، توسعت في أسواق ناشئة مثل الهند والبرازيل، دون أن تُطلق أعمالها بعد في الولايات المتحدة.

هاتف «ميت 8»

يتمتع هاتف «ميت 8» الجديد بهيكلٍ معدني، وماسح لقراءة البصمة، وبطارية ذات طاقة أكبر تفوق أحدث هواتف «آيفون»، لكن «هواوي» رفضت الكشف عن موعد طرحه في الأسواق الأميركية، أو سعر بيعه. ومن المُقرر أن يُطرح الهاتف للبيع في الصين ديسمبر الجاري بسعر يقترب من 600 دولار.

تويتر