تُخطط لإتاحة «زر» للشراء الفوري وتحسين خدمات الشحن في التجارة الإلكترونية

«غوغل» تُنافس «أمازون» بمزايا جديدة في خدمتها للتسوق

تسعى شركة «غوغل» الأميركية لاتخاذ خطى أبعد في مجال التجارة على الإنترنت، من خلال تعزيز خدمتها للتسوق (غوغل شوبينغ) Google Shopping بميزات مثل «زر» للشراء الفوري، وتبسيط عمليات شحن المنتجات، وهو ما يُمثل منافسة مباشرة لشركة «أمازون» الأميركية، التي تمثل أبرز اللاعبين في مجال التجارة الإلكترونية في أميركا الشمالية.

وبحسب ما نسب تقرير نشرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية إلى مصادر مطلعة، فقد تواصلت «غوغل» مع بعض تجار التجزئة لتقديم زر «اشترِ الآن» في خدمتها «غوغل شوبينغ» على غرار ما تُوفره «أمازون» من إمكانية طلب المنتجات بنقرة واحدة.

 

«غوغل شوبينغ»

وحالياً، تقود خدمة «غوغل شوبينغ» المتسوقين إلى مواقع محال التجزئة عبر روابط تظهر في نتائج البحث، لكن «غوغل» ترغب في إبقاء المستخدمين لفترات أطول في صفحاتها بدلاً من تحويلهم إلى مواقع أخرى.

وبعكس «أمازون»، فإن «غوغل» لا توصل المنتجات بنفسها، لكنها ترغب في تبسيط وتيسير إجراءات الشحن للمتسوقين عبر الإنترنت، ليُمكنهم البحث عن المنتجات في محرك البحث التابع لها، بدلاً من التحول إلى «أمازون».

وتأتي مساعي «غوغل» في وقت تُعزز فيها «أمازون» جهودها للحصول على حصة من أرباح «غوغل» من الإعلانات التي تظهر ضمن نتائج البحث.

ونسبت الصحيفة الأميركية إلى مصدر مطلع حديثه عن دراسة «غوغل» لبرنامج تسويقي يُتيح لتجار التجزئة توصيل المنتجات خلال يومين عبر خدمتها للتسوق، ويُشبه البرنامج الجديد اشتراك «شوب رنر» ShopRunner الذي يسمح بشحن المنتجات خلال يومين من بعض تجار التجزئة، منهم «نيمان ماركوس»، و«تويز آر يو»، نظير اشتراك سنوي قدره 79 دولاراً (290 درهماً).

وأشارت المصادر إلى أن المناقشات لاتزال في مراحلها الأولى، وربما لا تُنفذ «غوغل» فعلياً أياً من الخطتين. وحتى الآن تقبل تجار التجزئة الذين تواصلت معهم «غوغل» فكرة زر الشراء، نظراً لعدم رغبتهم في مواجهة منافسة المتاجر على الإنترنت.

ومن ناحية «غوغل»، قالت متحدثة باسم الشركة: «نستكشف بشكلٍ مستمر، ونجرب العديد من الأفكار لتحسين تجربة المستهلكين، لكن ليس لدينا أي شيء للإعلان عنه».

 

سيطرة «أمازون»

وفي حال مضت «غوغل» قدماً في خططها الجديدة، فستكون مساعيها الأحدث ضمن مواجهتها للسيطرة المتنامية لشركة «أمازون» على سوق التجارة الإلكترونية. وبحسب بيانات لشركة «فورستر» للأبحاث، فقد بدأ 39% من المتسوقين على الإنترنت خلال الربع الثالث من عام 2014 البحث في «أمازون»، مُقابل 11% فقط بدأوا البحث عن المنتجات عبر محركات البحث مثل «غوغل». ويتناقض هذا مع الوضع في عام 2009، عندما بدأ 24% من المتسوقين بمحركات البحث، مقابل 18% اتجهوا إلى «أمازون» أولاً.

ويقول موظفون سابقون في شركة «غوغل»، إن البحث عن المنتجات يعتبر الفئة الأكثر ربحاً لأعمال الشركة الإعلانية التي تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار. وعلى الرغم من أن «غوغل» لا تكشف تفاصيل عن ذلك، فإن رئيس مجلس إدارتها، إيريك شميدت، وصف في أكتوبر الماضي شركة «أمازون»، بأنها المنافس الأكبر في مجال البحث لشركته.

بدوره، اعتبر المُستثمر في التجارة الإلكترونية بشركة «بيسمر فنتشر بارتنرز»، جيرمي ليفين، أن «أمازون» تتفوق سريعاً في ميدان تجارة التجزئة على الإنترنت في أميركا الشمالية، ما يُمثل مشكلةً كبيرة لشركة «غوغل» تُحتم عليها مواجهتها سريعاً، وتقديم بديل معقول.

 

خدمات دفع الأموال

وإضافة إلى «أمازون»، يضع الانتشار السريع لاستخدام الهواتف الذكية وخدمات دفع الأموال عبر الهواتف المحمولة عقبة أخرى أمام «غوغل»، إذ يتجاوز العديد من مُستخدمي الهواتف المواقع التقليدية ومحركات البحث، ويتجهون مُباشرة إلى تطبيقات تخص متاجر التجزئة أو «أمازون».

وعلى سبيل المثال، تُوفر خدمة «آبل باي» الجديدة من شركة «آبل» الأميركية لمستخدمي هواتف «آي فون»، دفع المبالغ مباشرة في عدد من التطبيقات، ما يُشجع المستخدمين على الاتجاه مباشرةً إلى التجار على الإنترنت، بحسب ما قال نائب الرئيس التنفيذي للتجارة الإلكترونية العالمية في شركة «ستابلز»، فيصل مسعود.

كما تُتيح «غوغل» لمستخدمي «غوغل والت» للدفع شراء المنتجات من مواقع الإنترنت والتطبيقات عبر نقرتين فقط.

وتسعى «غوغل» إلى توفير مزيد من الخدمات التي ينتظرها المتسوقون عبر الإنترنت من «أمازون».

 

زر الشراء

وفي نوفمبر 2014، بدأ مستخدمو «غوغل» عبر الهواتف الذكية، برؤية قنوات مُخصصة لمعلومات عن المنتجات، ضمن نتائج البحث تُحاكي صفحات «أمازون»، وتتضمن صوراً للمنتجات ومواصفاتها والأسعار والمراجعات، وهو ما تُوفره «غوغل» بالفعل للمستخدمين عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

لكن ذلك لا يُغني المتسوقين عن الحاجة إلى زيارة مواقع تجار التجزئة لاستكمال الشراء، وفي كثيرٍ من الأحيان لا تتضمن بعض من هذه المواقع معلومات سريعة للشحن وبطاقات الائتمان، ما يُمثل صعوبة أمام إكمال عمليات البيع. ولذلك سيُتيح زر «الشراء» لمستخدمي «غوغل» شراء السلع دون مغادرة صفحاتها، وسيقدمون معلومات تتعلق ببطاقات الائتمان والعناوين مرة واحدة فقط، ثم تُمررها «غوغل» إلى تجار التجزئة لإتمام الطلبات.

وفي اتجاه مُشابه، أعلنت «فيس بوك» و«تويتر» سابقاً اختبارهما «زر» للشراء ليسهل على المستخدمين شراء المنتجات المعروضة في الإعلانات.

وبحسب أحد مديري محال التجزئة المطلعين على خطط «غوغل»، فقد طلبت الشركة التحضير لتجربة النظام قريباً، على الرغم من أنه من غير المرجح البدء في ذلك قبل موسم العطلات الحالي.

تويتر