«كوندكتر» تُتيح للمطورين صنع تطبيقات يمكنها الانتشار عبر شاشات العديد من الأجهزة

شركة ناشئة تسعى إلى «انسجام» عمل التطبيقات عبر أجهزة مختلفة

صورة

يتعامل العديد من الأشخاص مع شاشات مختلفة الحجم طوال اليوم، وكثيراً خلال ساعة واحدة؛ كأن يشاهد الشخص التلفزيون بينما يتابع حساباته في الشبكات الاجتماعية عبر الهاتف الذكي، أو يقرأ كتاباً على الكمبيوتر اللوحي، ويستخدم واحدة من خدمات التراسل الفوري عبر الهاتف.

ويتزايد انتشار هذا النمط من الاستخدام، فمن ناحية تُسيطر الهواتف الذكية على مبيعات الهواتف المحمولة، ومن ناحية أخرى تصبح أجهزة الكمبيوتر اللوحية بمثابة «موضة» سائدة، فضلاً عن الانتشار المتوقع لـ«التكنولوجيا القابلة للارتداء»، مثل الساعات الذكية، و«نظارة غوغل»، أو «غوغل غلاس».

وعلى الرغم من امتلاك الشخص نفسه العديد من الأجهزة، ووجود تطبيقات وخدمات مشتركة في ما بينها، فإنها غالباً ما تعمل على نحوٍ منفصل تماماً، ويتوافر القليل من الطرق لمشاركة التطبيقات بين الأجهزة، مثل استخدام هاتف «آي فون» للتحكم في ألعاب الكمبيوتر اللوحي «آي باد»، أو استقبال تنبيهات الهاتف عبر الساعة الذكية.

ويرجع السبب في ذلك إلى صعوبة عمل أجهزة تعتمد أنظمة تشغيل مختلفة معاً بانسجام، كما أن بعض أنظمة التشغيل مثل «أندرويد» تواجه مشكلة التجزئة؛ إذ تُشغل أجهزة تعود لعلامات تجارية ومُصنعين مختلفين، وإصدارات متباينة من النظام نفسه.

وتسعى شركة «كوندكتر» الناشئة لتغيير هذا الوضع، ولذلك تُطور منصة على الإنترنت تُتيح للمطورين صنع تطبيقات يمكنها التمدد والانتشار عبر شاشات العديد من الأجهزة، وتتعرف تلقائياً إلى الشاشة التي يُعرض عليها أي جزء من أجزاء التطبيق، وفي أي وقت، وفق ما عرض تقرير نشره موقع «إم آي تي تكنولوجي ريفيو».

وتتيح منصة «كوندكتر» للمطورين وضع قواعد تتيح لتطبيقاتهم العمل بكفاءة على العديد من الأجهزة في الوقت نفسه.

واعتبر الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركة، روبرت ليفي، أن محاولة الشركة قد تفيد في أي بيئة يمتلك فيها المستخدم شاشات مختلفة، وإذا ما نجح هذا النهج فيمكنه أن يفتح المجال لطرق جديدة بالكامل في تصميم التطبيقات. وأضاف ليفي أن «المشكلة التي نراها حالياً تكمن في أن هذه الأجهزة لا تتعاون فعلاً مع بعضها بعضاً».

وأوضح أنه يمكن، مثلاً، إعداد تطبيق لمشاهدة الفيديو ليعمل الجزء الخاص بعرض المقطع على جهاز ذي شاشة كبيرة مثل الكمبيوتر المحمول أو اللوحي، في حين تظهر قائمة مقاطع الفيديو المتعلقة به على شاشة الهاتف الذكي.

وتابع ليفي أن الساعة الذكية قد تقوم بمهمة جهاز التحكم عن بعد أو «ريموت كنترول»، وفي أي وقت يبدأ المستخدم باعتماد التطبيق نفسه على جهاز إضافي، يُعيد «كوندكتر» تلقائياً توزيع أجزاء التطبيق.

ويعتمد عمل «كوندكتر» على أفكار الأستاذ المساعد في علوم الكمبيوتر في جامعة «تورنتو» الكندية، دانيال ويجدور، الذي درس تفاعل الأجهزة المتعددة، ويعمل مستشاراً علمياً لشركة «كوندكتر»، كما شارك في تأليف ثلاث أوراق علمية تتناول عمل الأجهزة معاً، وتظهر آثارها في منصة «كوندكتر»، ومن المقرر أن تُعرض الأبحاث خلال مؤتمر «إيه سي إم سي إتش آي» عن دور العوامل البشرية في أنظمة الكمبيوتر الذي يُعقد في مدينة تورنتو الكندية نهاية أبريل الجاري.

وينظر «ويجدور» إلى التفاعلات التكاملية بين الأجهزة باعتبارها «سيمفونية من الأجهزة» تعمل معاً في توافق وانسجام، وقال: «تُشبه التطبيقات التي تعمل في السحابة، والشاشات، أشياء تنظر من خلالها لترى جزءاً من التطبيق».

أما ليفي فإنه يرى أن بإمكان مطوري التطبيقات استخدام حزمة تطوير البرمجيات من «كوندكتر» للسماح باتصال التطبيق مع المنصة عبر الإنترنت، ويُرسل كل جهاز إلى «كوندكتر» تقريراً بحجم الشاشة، ونوع المدخلات التي تدعمها، ونظام التشغيل. وبعدها تُحدد الخوارزميات أي أجزاء أو مزايا التطبيق يمكن أن تعمل معها، وفي حال أغلق أحد الأجهزة أو انقطع الاتصال معه، يقوم «كوندكتر» بتوزيع عمل التطبيق بين الأجهزة المتبقية.

وتعرض الشركة الناشئة على موقعها، فيديو يُظهر مثالاً على استخدام التطبيق نفسه عبر أجهزة مختلفة؛ فيبدأ ليفي بتشغيل برنامج «باور بوينت» باعتباره تطبيقاً على كمبيوتر محمول، وتظهر على الشاشة الجزء الرئيس للعرض، وقائمة الشرائح في الشريط الجانبي، والمُؤقت، وملاحظات للمتحدث.

وبعدها سجل ليفي الدخول لاستخدام التطبيق نفسه عبر هاتف ذكي يعمل بنظام «أندرويد»، وعندها اختفت من شاشة الكمبيوتر جميع أجزاء التطبيق باستثناء العرض الرئيس، وانتقلت إلى شاشة الهاتف الذكي.

وعندما استخدم ليفي ساعة «بيبل» الذكية، أسند إليها مهمة «المؤقت»، وبعد ارتدائه نظارة «غوغل غلاس» تولت عرض ملاحظات المتحدث، ليتمكن من قراءتها مباشرةً أمام عينيه.

وتعمل جميع هذه الأجهزة أداة للتحكم عن بعد في التطبيق وعرض الشرائح.

وأشار ليفي إلى أن التجربة تُظهر دور نظارة «غوغل غلاس» في تمديد تجربة الاستخدام، بدلاً من تشتيت الانتباه عنها.

ولاتزال منصة «كوندكتر» في طور التجربة، ولم تُتح بعد للمطورين، كما لم يحدد ليفي موعداً لذلك، إذ يعمل فريقها على تطبيق آخر مُصمم للألعاب.

وفي السياق ذاته، يدرس الأستاذ المساعد في جامعة «بوردو» الأميركية، نيكلاس إلمكفست، التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر والتصور البصري للمعلومات، ويأمل أن تتوافر مثل هذه الأشكال من تجارب الاستخدام في غضون السنوات القليلة المقبلة، كما يعمل بالتعاون مع باحثين آخرين على مشروع مماثل نسبياً باسم «بولي كروم».

وقال إلمكفست: «لدى الأشخاص الذين يمتلكون هواتف ذكية أجهزة كمبيوتر لوحية، كما توجد شاشات في كل مكان، وربما يتجهون للحصول على (غوغل غلاس) وساعات ذكية أيضاً». وأضاف أنه في معظم الوقت صُممت هذه الأجهزة أساساً للعمل في عزلة، وهو ما اعتبره أمراً ليس مفهوماً.

 

تويتر