شدّد على ضرورة إيجاد حلول بديلة تشجّع المواهب على ممارسة الألعاب الأخرى

سعيد مبارك: السلة واليد والطائرة ستنقرض في غضون 5 سنوات

أكّد صانع ألعاب المنتخب الوطني وفريق شباب الأهلي - دبي لكرة السلة، سعيد مبارك، أن الألعاب الجماعية (السلة واليد والطائرة)، ستواجه الانقراض في غضون السنوات الخمس المقبلة، في ظل غياب المواهب والانحسار التدريجي للقواعد السنية التي تمارس هذه الألعاب.

- الألعاب الأخرى تدفع ضريبة الاحتراف الخاطئ في كرة القدم.

- هناك جامعات مستعدة لمنح خصومات للاعبين في حال أرادوا الدراسة فيها.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «غياب الدعم الكافي لكرة السلة، والطائرة، واليد، وحتى ألعاب أخرى، جراء توجه غالبية الأندية إلى تخصيص الجزء الأكبر من ميزانياتها لمصلحة كرة القدم، لا يشجع أولياء الأمور حالياً على دفع أبنائهم لممارسة هذه الألعاب، وغالباً ما يفضلون دفع أبنائهم إلى كرة القدم، حيث المبالغ الضخمة التي تُدفع للاعبين».

وأضاف: «جانب آخر لا يقل أهمية على صعيد زيادة انحسار أعداد ممارسي هذه الألعاب، يكمن في تراجع الرياضة المدرسية، في ظل ابتعاد غالبية اتحادات هذه الألعاب عن تنظيم دوريات مدرسية والتوجه إلى هذه المدارس التي تمثل المنجم الحقيقي لاكتشاف المواهب، لتترك هذه الاتحادات المهمة للأندية في البحث عن حلول لاجتذاب اللاعبين، وتدعيم صفوفها على صعيد المراحل السنية التي ستمثل لاحقاً النواة الأساسية للفريق المستقبلي لكل نادٍ».

وتابع: «لا ننكر بأن هناك جهوداً تبذلها الأندية، لكنها تبقى فردية، إذ إن كل مجلس إدارة يتبع أسلوبه، ومن هنا يأتي دور الاتحادات في إيجاد تعاون أكبر مع الأندية على صعيد الدوريات المدرسية واكتشاف المواهب من مدارس الدولة».

وعن الأسباب التي دفعت هذه الألعاب إلى التراجع، قال مبارك: «الألعاب الأخرى تعاني الاحتراف الخاطئ الموجود في كرة القدم، الذي فهم بأن المقابل المادي والرواتب الضخمة التي تدفع للاعبين هي وحدها تعني الاحتراف، متناسين أن الاحتراف الإداري هو جزء أساسي من المنظومة، الذي يتمثل في كيفية إدارة الأصول المالية والسبل إلى تطوير اللعبة».

وأوضح: «غالبية الأندية حالياً تعاني جراء تعاقدات ضخمة في ظل غياب الاحتراف المؤسسي الذي يتمثل في الجوانب الاقتصادية والقدرة على إيجاد شراكات تجارية تدر عوائد مالية، وصولاً إلى أمر مهم للغاية يتمثل في الاستثمار بالجانب البشري، من خلال تبنّي مواهب يمكن لاحقاً أن تدر مبالغ ضخمة جراء إعارتها أو حتى بيع عقودها، وحتى يتحقق هذا الامر يتطلب كوادر مختصة يُشترط أن تكون من ممارسي اللعبة أولاً».

وأكمل: «الأمر ذاته ينطبق في السلوك الإداري على صعيد بقية اتحادات الألعاب الأخرى، المتمثلة بعدم وجود أناس مختصين سبق لهم ممارسة اللعبة، وترك الأمر حتى يومنا هذا لأناس يديرون هذه الاتحادات بأساليب قديمة لا يمكن لها أن تتماشى مع التحديات التي تواجهها هذه الألعاب، في ظل معاناة تتطلب إيجاد حلول سريعة».

وعن الحلول التي يمكن اتباعها لتجنيب الألعاب الجماعية فكرة الانقراض، قال مبارك: «في ظل سطوة كرة القدم، وتعنت الأندية في استثمار الكم الأكبر من ميزانيتها على هذه الرياضة، يتوجب إيجاد حلول بديلة تشجع المواهب على التوجه إلى الألعاب الأخرى، ومنها على سبيل المثال إبرام الأندية أو الاتحادات اتفاقات مع جامعات أو مدارس تعليمية على مستوى الدولة، تتيح للاعبين المنتسبين للأندية الحصول على خصومات شريطة التفوق الرياضي والدراسي معاً، بجانب تمثيل جامعته أو مدرسته في بطولات على مستوى الدولة».

وأكمل: «هناك جامعات، على مستوى الدولة، مستعدة لإبرام اتفاقات مع أندية السلة، وحتى مع اتحاد اللعبة، تثمر في منح خصومات للاعبين في حال أرادوا الدراسة فيها، شريطة أن يتولى النادي تشجيع لاعبيه على الانتساب إلى هذه الجامعة، واللعب مع فريقها أيضاً في الدوريات الجامعية».

واختتم: «الأمر ذاته ينطبق على الاتحاد الذي يمكن له إبرام مثل هكذا اتفاقات، تسهم في إشراف الاتحاد وطواقمه التحكيمية على إدارة بطولات الجامعات، ومنح صلاحيات للفرق المتفوقة في هذه الجامعات للوجود في بطولة رسمية بجانب أندية الدولة، الذي سيعود على الاتحاد بمنافع عدة أولها اكتشاف المواهب الموجودة في هذه الجامعات، والحصول على عدد وافر من المباريات في بطولاته الرسمية في ظل استمرار تراجع أعداد الأندية التي تضم ضمن قوائمها لعبة كرة السلة، ومنها ما سنشهده في الموسم الجديد لمسابقات الاتحاد، الذي ينطلق الشهر المقبل، وسط مشاركة خمسة أندية فقط على صعيد الرجال، مقارنة بسبعة أندية تواجدت الموسم الماضي».

تويتر