قالوا إن اتحاد الكرة عالج الخطأ بآخر

رياضيون: إلغاء الهبوط المبــاشر في «المحترفين» «خطوة إلى الوراء»

صورة

انتقد رياضيون القرار الأخير الذي أعلن عنه اتحاد كرة القدم، والقاضي بإلغاء الهبوط مباشرة من دوري الخليج العربي إلى دوري الدرجة الأولى، والاقتصار بدل ذلك على خوض صاحبَي المركزين الأخيرين في المحترفين ملحقاً من مباراتي ذهاب وإياب مع صاحبَي المركزين الثالث والرابع في الهواة، على أن يصعد مباشرة إلى المحترفين، بطل الهواة ووصيفه.

الجسمي: آلية الصعود والهبوط ممتازة

دافع المتحدث باسم اتحاد كرة القدم، حسن الجسمي، عن آلية الصعود والهبوط التي اعتمدها اتحاد كرة القدم، أخيراً، واصفاً إياها بالممتازة، سواء بالنسبة لفرق دوري الدرجة الأولى أو دوري الخليج العربي، مشيرا إلى أن هذه الآلية تعطي الفرصة لأكبر عدد من أندية الدرجة الأولى للمنافسة على الصعود من خلال الملحق الخاص بالفرق التي ستتنافس على الصعود، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «ليس هناك إلغاء مباشر لعملية الهبوط من دوري الخليج العربي» حسب تعبيره، ومشيرا إلى أن الآلية منحت الفريقين اللذين سيهبطان من المحترفين فرصة للمنافسة مجدداً سواء للبقاء أو الهبوط.

وأضاف الجسمي لـ«الإمارات اليوم»: «في تقديري الأمور الخاصة بالآلية التي وضعها اتحاد الكرة، بالنسبة للصعود والهبوط، واضحة وتشبه إلى حد ما الآلية الخاصة بالدوري الإنجليزي لكرة القدم، الذي يعد من أكبر الدوريات في أوروبا»، وأوضح: «اللجنة التي تتشكل من لجنتي المحترفين والمسابقات بالاتحاد، ستقوم بوضع كل الأمور الفنية المتعلقة بملحق الصعود والهبوط.

وقالوا في حديث لـ«الإمارات اليوم» إن الاتحاد لم يتشاور في القرار مع الأندية، كما أنه يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية، سواء في المحترفين أو الهواة، مشيرين إلى أنه «خطوة إلى الوراء» بدل أن يكون استكمالاً لمسيرة تطور كرة الإمارات، وأن الاتحاد عالج خطأ بآخر حين قرر العودة إلى 14 نادياً بإلغاء الهبوط مباشرة، الأمر الذي سيشكل ضربة قاصمة للمنافسة في المحترفين، ويجعل عدداً كبيراً من المباريات، خصوصاً في النصف الثاني من الموسم، دون جدوى.

لا معنى للمنافسة

قال المدرب السابق والمحلل الرياضي، منذر عبدالله، إن وجود الهبوط أحد الشروط الأساسية لإقامة أي بطولة دوري في العالم، وهو يسمى دورياً لأن الهبوط أحد أركانه، مؤكداً أن «حلاوة الدوري وقوته تكمنان في المنافسة بقوة على الصدارة، وفي صراع البقاء، ولقاءات كل الفرق مع بعضها بعضاً تنعش المسابقة وتزيد من قوتها وإثارتها، خصوصاً في الجولات الأخيرة منها، حيث يكون للنقطة ثمن كبير، لذلك كان لابد من تطبيق نظام الهبوط في نهاية الموسم»، وأوضح: «النظام الجديد الذي وضعه اتحاد الكرة غريب ولا يمكن قبوله، وسيخل بمنظومة الدوري إن لم يكن بمنظومة الكرة بشكل عام، وسيوقع ظلماً كبيراً على أندية الدرجة الأولى التي تنفق الأموال الطائلة من أجل الوجود في دوري المحترفين».

وتابع: «كان أمام اتحاد الكرة حلول كثيرة لإقامة نظام أكثر عدلاً يحافظ على قيمة بطولة الدوري، بإقامة دورة بين الفرق الهابطة والصاعدة من الدرجة الأولى، أو نظام آخر يكفل مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، كما أن الاتحاد حاول إصلاح الخطأ الفادح، الذي ارتكبه بعد الموسم الماضي، عندما قرر إقامة المسابقة بـ12 نادياً فقط، بخطأ أكبر عندما ألغى الهبوط للعودة إلى 14 نادياً»، وأضاف: «هذا يدل على أن هناك تخبطاً في إدارة منظومة الدوري وكرة القدم بشكل عام، ويمكن القول إن اتحاد الكرة صنع لنفسه مشكلة كان يمكن تجنبها لو أنه استمر على النظام القديم بـ14 نادياً، أو استمرار المسابقة بـ12 نادياً لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات حتى يمكن الحكم على التجربة»، وقال: «كان لابد من دراسة كافية ومتأنية قبل اتخاذ قرار مثل هذا، لأن هذا التخبط ينعكس أثره على المنتخب في ما بعد، وهو مقبل على استحقاقات دولية مهمة أبرزها بطولة كأس الأمم الآسيوية (الإمارات 2019)، ويمكن القول أيضاً إن مسؤولي الاتحاد شعروا بالخطأ الذي ارتكبوه بإقامة المسابقة بـ12 نادياً من دون دراسة أو اقتناع كافٍ».

تحصيل حاصل

انتقد بدوره عضو مجلس إدارة شركة كرة القدم في نادي الوحدة، الدكتور جمال الحوسني، الآلية الجديدة، وقال «إلغاء الهبوط في المحترفين سيضعف المسابقة تماماً ويقضي على المنافسة التي قد تكون بين مجموعة قليلة من الفرق طوال الموسم، وسيلعب أغلب الأندية كل مبارياته كتحصيل حاصل، لاسيما في الدور الثاني عندما تتضح ملامح المنافسة على البطولة بشكل كبير».

وأوضح: «كان من الأفضل الإبقاء على نظام الهبوط المعتاد، مع صعود أربعة أندية من دوري الدرجة الأولى، حتى يكون العدد 14 نادياً الموسم بعد المقبل». وتابع: «نحن نتساءل طالما أن اتحاد الكرة كان يعلم أنه سيعود إلى النظام القديم بإقامة المسابقة بـ14 نادياً، فلماذا اتخذ قراره بإقامة المسابقة الموسم المقبل بـ12 نادياً، هل اكتشف فجأة أن العودة للنظام القديم هي الأفضل أم أن إقامة المسابقة بـ12 نادياً كانت قراراً خاطئاً من البداية؟ ولماذا هذا التخبط في القرارات من دون دراسة كافية أو التنسيق والتشاور مع الأندية قبل اتخاذ قرارات مصيرية؟».

مباريات بلا طعم

أكد من جانبه مدير فريق الجزيرة لكرة القدم، حسين سهيل، أن «العالم كله يطبق نظام الهبوط في بطولة الدوري، ولا توجد بطولة دوري واحدة في أي دولة تخلو من هذا النظام، لأنه جزء مهم جداً وركن أساسي من نجاح المسابقة، وإلغاء الهبوط المباشر في دوري المحترفين في الموسم المقبل يؤثر جداً في المستوى الفني للمسابقة ويجعلها بلا روح». وتابع: «ستكون المباريات بلا طعم أو لون أو رائحة، ويجب على اتحاد الكرة ضرورة إعادة النظر في هذه القرار الذي سيضر بمستوى الدوري وكرة القدم بشكل عام، خصوصاً الفرق التي تنتظرها مشاركات خارجية، وسينعكس أثره على المنتخب بكل تأكيد، ولابد من إيجاد حل سريع بأن يعيد اتحاد الكرة النظر في هذا القرار الذي لم يجد تأييداً من أحد».

ضرر كبير

تساءل رئيس رابطة مشجعي بني ياس، حريز المنهالي، عن الطريقة التي يتخذ من خلالها اتحاد الكرة قرارات مصيرية، مؤكداً «لماذا قرر إقامة مسابقة الدوري بـ12 نادياً فجأة ومن دون دراسة كافية، ثم قرر العودة للنظام القديم فجأة أيضاً بإقامة المسابقة بـ14 نادياً ومن دون دراسة أيضاً ومن دون تشاور مع الأندية». وقال: «المسألة ليست فقط لأنني مشجع لنادي بني ياس، أحد أبرز المتضررين من القرار، لكن من حرصي على ألا تتأثر منظومة كرة الإمارات التي سيلحق بها الضرر حتماً من قرار إلغاء الهبوط ثم العودة إلى النظام القديم بـ14 نادياً، وستكون عواقبه على المنافسة في القمة والقاع وخيمة، ونحن نتساءل في حيرة ودهشة لماذا قرر اتحاد الكرة إقامة المسابقة في الموسم الجديد بـ12 نادياً ولمدة موسم واحد فقط، ثم عاد إلى النظام القديم سريعاً؟ هل تأكد مسؤولوه من خطأ قرار إقامة المسابقة بـ12 نادياً أم ماذا؟» وأضاف: «قرار إلغاء الهبوط سيضر كثيراً بأندية الدرجة الأولى وسيظلم أغلبها، خصوصاً تلك التي تتنافس على الصعود لدوري المحترفين، وأعتقد أنه قرار ظالم وليس به إنصاف لأحد، وللأسف فإن الوضع في اتحاد الكرة الحالي يسير من سيئ إلى أسوأ».

الخطأ من البداية

رأى رئيس رابطة جماهير نادي الوحدة، جمعة سليم، أن قرار اتحاد الكرة بإقامة مسابقة الدوري بـ12 نادياً في الموسم الجديد كان خاطئاً من البداية، وقال: «كان يجب على اتحاد الكرة الإبقاء على النظام القديم بـ14 نادياً لأنه أفضل كثيراً للدوري من الناحية الفنية، ويزيد من حدة المنافسة، سواء في القمة أو القاع، وقرار إلغاء الهبوط سيضر كثيراً بمستوى اللعبة وستختفي الإثارة والمتعة في المباريات، خصوصاً عندما تصل المسابقة إلى الدور الثاني وتبدأ المنافسة تستقر عند عدد محدد من الأندية». وتابع: «هذا سيظلم الأندية التي تتنافس على الصعود لدوري المحترفين من أندية الدرجة الأولى، ويجب على اتحاد الكرة إعادة النظر في قرار إلغاء الهبوط حتى تحتفظ المسابقة بإثارتها».

تويتر