طالبوا بضرورة زرع الولاء في الصغار

رياضيون: المال قتل الانتماء.. واحترام العقود واجب على النادي واللاعب

الأندية مطالبة بتعليم اللاعبين الصغار مبادئ الانتماء للنادي وقواعد الاحتراف قبل انتقالهم للمراحل الكروية المتقدمة. الإمارات اليوم

أكد رياضيون أن تطبيق نظام الاحتراف في كرة القدم محلياً قتل الانتماء «النادوي» لدى اللاعبين، وحل مكانه المال الذي أصبح المبدأ الذي يتعاملون به مع أنديتهم، مطالبين الأندية بضرورة تعليم اللاعبين في صغرهم مبادئ الولاء للفريق، واحترام العقود التي يبرمونها بطريقة احترافية.

العامري: العقد «شريعة المتعاقدين»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/345313.jpg

أكد وكيل اللاعبين، عادل العامري، أن العقد «شريعة المتعاقدين»، ولا يمكن للاعب أو وكيله أن يخرق عقده، طالماً أنه لا يوجد بند صريح يعطيه الحق في الرحيل. وقال إن «القانون لا يسمح للاعب بأن يرحل من تلقاء نفسه، لكن هناك لاعبين يملكون الحق في الرحيل، وأنديتهم ترفض ذلك، على الرغم من أن هذا الشيء غير قانوني». وأضاف: «الغريب أن هناك أفراداً يتشدقون بالولاء، وهم أنفسهم لا يحضرون إلى أنديتهم بعد أن يتم رحيلهم عن مجالس إداراتها، وتنقطع علاقتهم بها، فأين إذاً الولاء الذي يتحدثون عنه؟». وأوضح أن «عضو مجلس الإدارة يحصل على مقابل ومخصصات مالية نظير عمله في الأندية، وبالتالي أصبحنا نعيش احترافاً واقعياً، لكنه للأسف ليس مقبولاً للاعب، ومقبول للآخرين». وأكمل: «في قواعد الاحتراف كل شيء مسموح به، طالما أنه لم يخرج عن الإطار الشرعي أو القانوني للعقود، فاللاعب والنادي من حقهما أن يبحثا عن مصلحتهما، مادامت غير مخالفة للقانون، وهذا يستلزم حتمية عدم المبالغة في ردة الفعل تجاه أي قضايا تحدث من هذا النوع».

وشدد العامري على أن «هناك التزاماً أدبياً من جانب إدارات أندية الدولة تجاه بعضها بعضاً، فالجميع لا يعمل على إحداث الوقيعة بين اللاعب وناديه، وتدخل الإدارات للتعاقد مع أي لاعب لا يأتي إلا في حالتين، الأولى من خلال تقديم طلب رسمي لإدارة النادي الذي ينتمي إليه اللاعب، أو أن يتم التفاوض معه خلال الفترة القانونية على انتهاء عقده».

وبدأ الموسم الجديد ساخناً أكثر مما كان يتوقعه الكثيرون، إذ ظهرت المشكلات سريعاً على الساحة الرياضية، بعد رفض أكثر من لاعب إكمال عقده مع ناديه، وطلبه الرحيل تحت مظلة «الاحتراف»، وكان حارس الوصل، يوسف الزعابي، قد أبدى رغبة في عدم الاستمرار مع الامبراطور، متسلحاً بالشرط الجزائي الذي يعطيه الحق في الرحيل عن ناديه، بعد الموسم الأول نظير دفع مبلغ من المال، فيما يضغط حالياً لاعب الشباب مانع محمد على ناديه من أجل الرحيل، بعد أن تلقى أكثر من عرض.

وقال رياضيون لـ«الإمارات اليوم» إن «الاحتراف لم يعد يعترف حالياً بالولاء والانتماء، بعدما باتت الرغبة الطاغية على أي لاعب هي جمع أكبر قدر من المال يُؤمن مستقبله بعد اعتزال كرة القدم»، مشيرين إلى أن «العقود طالماً كانت واضحة البنود، فعلى الطرفين تقبلها دون أي غضاضة، فاللاعب إذا كان لديه شرط جزائي للرحيل، فعلى إدارات الأندية أن تحترم تلك الشروط، فهي لم تكن مجبرة على وضع شرط مثل هذا». من جهته، قال عضو لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين سابقاً، المحامي عيسي بن حيدر، إن «المشكلات التي تطفو على السطح بين الحين والآخر، حول علاقة اللاعبين مع أنديتهم، تعني أن زمن الولاء قد انتهى، وأصبح المال هو المتحكم الرئيس في علاقة اللاعب مع ناديه»، مضيفاً: «ليكون كلامي أكثر دقة، فالظاهرة ليست عامة، فهناك لاعبون لايزالون يعترفون بالولاء لأنديتهم، لكن الأغلبية أصبحت تنظر إلى كرة القدم على أنها مهنة، ومن حق اللاعب إذا كان مميزاً أن يرحل إلى مكان آخر يعطيه عرضاً مالياً أفضل». وأوضح «القضية أصبحت بحاجة من الأندية لإعادة النظر فيها من جانب أرى أنه مهم، إذ لابد أن يغرس كل مسؤول في لاعبيه الصغار الانتماء واحترام العقود، فطالما أن اللاعب وقع عقداً مع ناديه، وبمبالغ تم الاتفاق عليها من الطرفين، فيجب أن يلتزم بذلك حتى نهاية عقده، ومن حقه بعد ذلك أن يختار ما يراه مناسباً، وبما فيه مصلحته». وأكمل: «اللاعب الناضج فكرياً من ينظر إلى العروض التي يتلقاها من كل الجوانب، ولا يهمه الجانب المالي، فمن الممكن أن يحصل لاعب على عرض مالي أعلى، ثم يجد نفسه على مقاعد البدلاء، وبعد ذلك سيهبط سعره في سوق الانتقالات، نتيجة تراجع مستواه، لكن الفرد منا لا يستطيع أن يتدخل في توجهات اللاعب، فالكل يرى مصلحته من وجهة نظره». بدوره، قال نجم نادي العين، والمنتخب الوطني السابق، سالم جوهر، إن «الاحتراف لا يعترف بالعواطف، وهي عملية تحكمها مصلحة كل طرف»، مضيفاً: «ربما لو أدخل الاحتراف في جيلنا أو جيل من سبقونا، لشاهدنا مواقف مثل التي تحدث هذا الموسم أو في المواسم الماضية، فالمسألة أصبحت مادية في المقام الأول، والمقارنة بين الحاضر والماضي تبدو ظالمة للطرفين».

وتابع: «إذا حكّمنا العقول، بعيداً عن العاطفة، فإن اللاعب من حقه أن يرحل إذا تلقى عرضاً مالياً أفضل، فظروف الحياة قد تغيرت، واللاعب مثل الموظف، لديه التزامات وعليه واجبات تجاه عائلته، وهو مُلزم بها». وختم «علينا أن نتعلم من ظاهرة جيرارد الذي رحل بعد سنوات طويلة ارتبط فيها مع ليفربول، فهذه هي سنة كرة القدم، لا يوجد لاعب يبقى على الدوام، وسيأتي حتماً اليوم الذي سيرحل فيه».

 

تويتر