19 بطولة في 40 عاماً مرّت بين انسحابات وتوقفات

كأس الخليج صامدة رغم الأزمات

المنشآت الرياضية في اليمن تعرضت لأعمال تخريب قبل استضافتها العرس الخليجي. أ.ف.ب

عندما تنطلق النسخة الـ20 من بطولة كأس الخليج، يحتفل عشاق الساحرة المستديرة بالعام 40 للبطولة التي خرجت إلى النور عام ،1970 وباتت بمثابة مونديال مصغر لأهل المنطقة، حيث تكتسب البطولة نكهة خاصة نظراً لحساسية المواجهات وجماهيريتها.

40 عاماً عمر كأس الخليج لكرة القدم .. والجمهور يتعطش لمعرفة بطل النسخة 20.  تصوير :أسامة أبوغانم

وتتعاظم أهمية البطولة لدى أبناء الخليج من المتابعين والمراقبين مع التطور الذي شهدته من دورة إلى أخرى من حيث الدقة والتنظيم، إذ باتت تواكب العصر بخلاف استعدادات منتخباتها لخوض المنافسات الضارية، كما لو كانت مقبلة على المشاركة في كأس العالم، وفي ما يستعد اليمن لاستضافة الحدث الكبير للمرة الأولى في تاريخه مازالت الشكوك تطارد الجميع حول إمكانية تنظيم البطولة وسط أجواء مناسبة، بعيداً عن الاضطرابات التي تعيشها محافظتا عدن وأبين اللتان من المقرر أن تستضيفا الوفود المشاركة والمباريات. وليست المرة الأولى التي تتعرض فيها البطولة لظروف صعبة تهدد إقامتها في موعدها، إذ مرت بسلسلة من الأزمات لكن كأس الخليج بقيت صامدة في وجه المشكلات وحافظت على انتظامها.

«الإمارات اليوم» ترصد أهم الأزمات التي مرّ بها قطار كأس الخليج خلال العقود الأربعة الماضية، وذلك على النحو التالي:

الانسحاب الأول

شهدت الدورة الأولى التي استضافتها البحرين عام 1970 سجالاً بين الدولة المضيفة والسعودية، حول صاحب فكرة الدورة، لكنها البطولة مرت بسلام بمشاركة أربعة منتخبات هي البحرين والكويت وقطر والسعودية، وفاز الأزرق الكويتي باللقب الأول.

أما النسخة الثانية التي اقيمت في الرياض فقد شهدت الأزمة الأولى بتسجيل أول حالة انسحاب في تاريخ الدورة، عندما خرج المنتخب البحريني من الملعب في المباراة الختامية أمام السعودية، احتجاجاً على التحكيم في المباراة التي كان يسعى فيها المنتخب السعودي لتسجيل أكبر عدد من الأهداف ليتجاوز المنتخب الكويتي ويفوز بالبطولة، وأدى انسحاب المنتخب البحريني إلى شطب نتائجه من الدورة وتسجيل أول حالة انسحاب، وفازت الكويت باللقب، وشهدت تلك البطولة المشاركة الأولى للمنتخب الإماراتي وفاز الأبيض بالمركز الثالث.

تأجيل ونقل

رئيس الاتحاد اليمني: البطولة قائمة

منصور السندي ــ دبي أكد رئيس اتحاد كرة القدم في اليمن احمد صالح العيسى، أن اللجنة الأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تزور اليمن حالياً للاطلاع على الترتيبات الأمنية الخاصة بإقامة كأس الخليج لكرة القدم، لم تنتهِ من عملها بعد، حتى تصدر توصية بشأن تأجيل إقامة البطولة. وشدد في اتصال هاتفي اجرته معه «الإمارات اليوم» على احترامه لأي توصية تصدر من قبل اللجنة حتى وإن أوصت بتأجيل البطولة، شرط ان تنتهي من عملها بصورة نهائية، واعداد تقريرها بشكل متكامل. وقال العيسى «أدعو الجميع الى عدم استباق الأحداث والانتظار حتى تنتهي اللجنة الأمنية من القيام بعملها على النحو المطلوب»، مضيفاً «بالنسبة لنا في اليمن فإن البطولة قائمة في موعدها المحدد من قبل».

وكانت مصادر موثوقة أشارت الى وجود خلافات بين اللجنة العليا المنظمة لكأس الخليج في اليمن وبين اللجنة الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي التي ترى أن الظروف الأمنية غير ملائمة لإقامة كأس الخليج في موعدها المقرر خلال الفترة من 22 الجاري وحتى الخامس من الشهر المقبل.

 

عباد: ليس هناك توجّه إلى تأجيل البطولة

أكد وزير الشباب والرياضة اليمني حمود عباد، أمس، انه ليس هناك أي توجه إلى تأجيل بطولة «خليجي 20» المقررة في اليمن من 22 الجاري حتى الخامس من الشهر المقبل.

وقال عباد «ليس هناك اي اتجاه لتأجيل البطولة، فخبر تأجيل (خليجي 20) لا اساس له من الصحة»، وتابع «اللجنة الأمنية لاتزال في عدن، وليس من صلاحياتها اتخاذ توصية من هذا النوع، فنحن الذين طلبنا قدوم الفريق الأمني وذلك للمزيد من الاطمئنان والطمأنة».

وكان مصدر رياضي خليجي كشف أن اللجنة الأمنية المكلفة من قبل وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي، تفقد المنشآت في اليمن تتجه الى طلب تأجيل البطولة الى وقت لاحق «بسبب الأوضاع الأمنية في جنوب اليمن». صنعاء ــ أ.ف.ب

كان مقرراً أن تقام البطولة عام 1978 في الإمارات التي تسلمت علم الدورة في الدوحة، قبل عامين من ذلك الوقت، حين نظمت قطر الدورة الرابعة، فجاء الدور على الإمارات لاستضافة النسخة الخامسة لكن تأخر موعد تسليم المنشآت الرياضية ما دفعها للاعتذار عن تنظيم البطولة، وأدى إلى تأجيلها لمدة عام واحد، وأسندت مهمة تنظيمها إلى العراق الذي استغل الفرصة لكسر حاجز الاحتكار الكويتي للقب ونجح العراق في تحقيق العلامة الكاملة ولم يخسر أي نقطة، وفاز في جميع مبارياته بما فيها مواجهة الكويت حامل اللقب في النسخ الأربع الأولى، وشارك في الدورة بالصف الثاني، ومع هذا حل الأزرق ثانياً، وظهرت الشعارات السياسية بوضوح لأول مرة في دورات الخليج فلم تترك القيادة العراقية مناسبة إلا ورفعت شعاراتها المناهضة للقيادة السياسية في مصر لإقدامها على إبرام السلام مع إسرائيل.

انسحاب فريد

تأخر تنظيم الدورة السادسة من البطولة لمدة ثلاث سنوات لتعود إلى الأعوام الزوجية مجدداً، وكانت الإمارات على الموعد لتنظيم البطولة للمرة الأولى عام 1982 واقيمت في أبوظبي على استاد مدينة زايد الرياضية، وشهدت الدورة الحالة الثانية للانسحاب وكانت من نصيب العراق هذه المرة، ولكنه انسحاب فريد من نوعه حيث فاجأ العراقيون أوساط الدورة بسحب فريقهم قبل المباراة المهمة مع المنتخب الكويتي بقرار سياسي بدعوى تأكيد أواصر الأخوة بين المنتخبين، وأدى هذا الانسحاب إلى شطب نتائج العراق ما أفسح المجال أمام منتخب الكويت ليستعيد اللقب ويحرز الكأس للمرة الخامسة، على الرغم من أن الأزرق شارك في البطولة بفريق من الصف الثاني حيث كان المنتخب الأول يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم في إسبانيا.

دورة الأزمات

سجلت النسخة العاشرة جملة من الأزمات والمشكلات التي عاشتها دورة الخليج وفاقت كل الأزمات السابقة والتالية، واقيمت البطولة في الكويت عام ،1990 ورفضت السعودية المشاركة في البطولة احتجاجاً على تعويذة البطولة المتمثلة في فرسين (شويمة وعبيان) ولهما صلة بمعارك قبيلة قديمة بين الكويت والسعودية، وفي منتصف الطريق انسحب العراق احتجاجاً على التحكيم فأصبح الطريق ممهدا أمام الكويت للفوز باللقب السادس، وكانت الدورة العاشرة هي الظهور الأخير قبل حرب الخليج.

وغاب المنتخب العراقي عن البطولة اعتبارا من النسخة 11 التي جرت في قطر بسبب غزوه الكويت، والمفارقة أن عودة العراق كانت في البلد نفسه وتحديداً في العام 2004 عندما نظمت قطر «خليجي 17».

تأجيل طويل

كان مقرراً أن تقام النسخة الخامسة عشرة عام ،2000 طبقاً لنظام البطولة التي تقام كل عامين، لكنها تأجلت لمدة 14 شهراً بناء على طلب الدولة المستضيفة (السعودية) ليكون هذا التأجيل هو الاختراق الثاني لانتظام البطولة طوال عمرها المديد، بعد تأجيل الدورة عاماً واحداً، وأقيمت الدورة في يناير 2002 على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، وخطف السعوديون اللقب من القطريين في المباراة الختامية التي كان فيها التعادل يكفي العنابي، وعلى الرغم من تقدمه بهدف إلا أنه سقط في آخر المباراة وخسر بثلاثة أهداف ليخسر اللقب.

والمفارقة أن البطولة التالية اقيمت في الكويت ما بين عامين 2003 و،2004 إذ انطلقت منافساتها في 26 ديسمبر 2003 واسدل عليها الستار في 11 يناير ،2004 وشهدت تلك البطولة المشاركة الأولى للمنتخب اليمني، وفاز الأخضر السعودي بلقبها، والأغرب أن النسخة السابعة عشرة جرت في العام نفسه 2004 في الدوحة، لكن في نهاية العام وهي البطولة التي شهدت فوز قطر باللقب للمرة الثانية في تاريخها، وعاد العراق إلى ساحة المنافسة عبر بوابتها، فيما كانت النسخة الثامنة عشرة في العام 2007 في الإمارات وجه السعد على الأبيض الذي صعد منصة التتويج للمرة الأولى وحصد اللقب، وعلى الدرب ذاته سار المنتخب العماني الذي حلق بالكأس في النسخة الماضية عندما استضافت مسقط النسخة التاسعة عشرة.

أكد أن الاتحاد الكويتي دخل فعلياً أجواء البطولة

 السهو: التقرير الأمني يحدّد مصير «خليجي 20»

سيد مصطفى ــ دبي قال المدير التنفيذي للاتحاد الكويتي لكرة القدم، سهو السهو، ان اتحاد بلاده قد يوجه الدعوة إلى رؤساء الاتحادات الخليجية لعقد اجتماع غير عادي لمناقشة تأجيل بطولة «خليجي 20»، أو نقلها الى أي دولة أخرى، إذا تسلم الاتحاد الكويتي تقريراً رسمياً من اللجنة الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجية يؤكد تردي الحالة الأمنية في اليمن.

واضاف في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم» «وفقاً لنص المادة (17) للوائح المنظمة لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن رؤساء الاتحادات الخليجية هي المعنية بهذا القرار، وهي وحدها تملك قرار تأجيل البطولة أو نقلها الى أي دولة اخرى، ولكن قرار مثل هذا لا يمكن أن يتخذ الا اذا كان هناك ما يستدعي ذلك، وأعتقد أن رأي اللجنة الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي في أمر مثل هذا سيكون له رد حاسم من رؤساء الاتحادات».

وأوضح «لقد تابعنا داخل اتحاد الكرة الكويتي تطورات الزيارة التي يقوم بها الوفد الأمني لدول مجلس التعاون الخليجي حالياً لليمن، بعدما تناقلت وكالات الأنباء خبر التوصية الصادرة عن اللجنة بتأجيل البطولة، إذ اجرينا اتصالاً بالمسؤول الكويتي عضو اللجنة، الذي نفى تماماً وجود توصية تفيد التأجيل أو النقل، وأن ما قامت به اللجنة من اعمال يدعو للتفاؤل».

وأشار «أخبرنا ممثل الكويت في اللجنة بأن الوضع في اليمن جيد حتى الآن، وأنهم يتجولون في شوارع عدن م.ن دون أدنى مشكلات، وهي أمور نراها تصب في مصلحة اليمن».

وشدد السهو على أن الاتحاد الكويتي يرفض تماماً فكرة تأجيل البطولة اذا لم تكن هناك توصية رسمية من اللجنة الأمنية، وقال «ليس من المنطق ان نؤجل البطولة للتخوف من أي هواجس يتناقلها الإعلام، لقد حصلنا على تأكيدات من المسؤولين في اليمن على أن بطولة خليجي 20 ستكون آمنة».

واختتم «بدأ كل اتحاد خليجي بترتيب أوضاعه من أجل المشاركة، والمنتخب الكويتي دخل رسمياً أجواء المشاركة في البطولة، بوجوده حاليا في أبوظبي، حيث يقيم معسكراً خارجياً هناك تحضيراً للبطولة، فضلاً عن أن الاتحاد الكويتي قد أجرى تعديلات على أجندة المسابقات المحلية، على اعتبار أن البطولة ستقام في موعدها، وأعتقد ان معظم الاتحادات الخليجية قد فعلت مثلنا، وبالتالي بات التأجيل صعباً على الجميع».

 

تويتر