قبل هدية تشلسي.. وصنع التاريخ بأول لقب في الدوري الإنجليزي

ليستر.. يعيد الحياة إلى «اللعبة الجميلة»

صورة

يمثل تتويج ليستر سيتي، الذي لم يحقق أي إنجاز كروي سابق، بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مخالفاً جميع التوقعات، نجاحاً عظيماً لفريق تمكن بفضل إمكانات ضئيلة من تحقيق ما فشلت في تحقيقه أندية النخبة التي أنفقت أموالاً طائلة، معيداً كذلك الجمال إلى كرة القدم الحقيقية التي لا تعترف بالفوارق المالية التي سيطرت على اللعبة منذ عقود، فجعلت الألقاب حكراً على أصحاب الموازنات الضخمة.

وعلى الرغم من انه فوت فرصة التتويج بتعادله يوم الأحد مع مان يونايتد على أرض الأخير، لكن تشلسي منحه هدية غالية بأن حسم له اللقب، بعد أن فرض التعادل على جاره توتنهام في مباراة تحولت إلى معركة بين اللاعبين، بعد أن توترت أعصاب لاعبي توتنهام، جراء معرفتهم بخسارة اللقب لصالح ليستر.

في بداية الموسم، لم يكن ليستر ضمن حتى أدنى التوقعات لكي يتوج باللقب وكان الأمر طبيعياً، لأن ليستر نجا بأعجوبة من الهبوط نهاية الموسم الماضي، لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين الذين بذلوا جهوداً خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، ووجود مدرب ملهم هو الإيطالي كلاوديو رانييري، أسهما في تحقيق الإنجاز.

ووصف رانييري ما تحقق بأنه «انتصار للاعبين اعتبرتهم الأندية الكبيرة صغار القامة أو بطيئين، ولم تتعاقد معهم». وتابع «ما حصل مع لاعبي ليستر يمنح الأمل لكل لاعب يقال له إنه لا يملك المستوى الكافي لكي يبدع في مجاله».

والأدلة كثيرة في صفوف ليستر سيتي: فحارس مرماه الدنماركي كاسبر شمايكل ترك مان سيتي بعمر الـ22 وأمضى خمسة مواسم يتخبط بين الدرجتين الأولى والثانية، قبل ان يمنحه ليستر الفرصة لكي يحذو حذو والده بيتر شمايكل حارس مرمى مانشستر يونايتد الشهير.

أما الظهير داني سيمسون وداني درينكووتر فقد أخلى سبيلهما نادي مانشستر يونايتد، لكنهما لعبا دوراً اساسياً في إحراز ليستر سيتي اللقب.

بدوره، أمضى المدافع الألماني العملاق روبرت هوث أربعة مواسم في تشلسي من دون ان يفرض نفسه، أما زميله الجامايكي ووس مورغان فلم يلعب كرة القدم على مستوى النخبة إلا عندما بلغ الـ30 من عمره. أما الجناح مارك البرايتون فقد أطلق سراحه ناديه الأم استون فيلا عام 2014.

أما أبرز نجمين في صفوف ليستر وهما الجزائري رياض محرز وهدافه جيمي فاردي، فكلفا النادي 1.4 مليون جنيه إسترليني فقط (نحو مليوني دولار)، وقد توج الأول لاعب العام، بحسب جمعية اللاعبين المحترفين، والثاني أفضل لاعب بحسب جمعية الصحافيين.

وكان البعض قال لمحرز إنه ضعيف البنية جداً، وبطيء جداً لكي يصبح لاعب كرة قدم محترف، لكنه بات أول عربي وإفريقي ينال لقب افضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وثاني لاعب من خارج القارة الأوروبية بعد الأوروغوياني سواريز.

أما فاردي فرفض ناديه الأصلي شيفيلد ونزداي التعاقد معه، بعد ان اعتبره قصيراً جداً، لكنه حطم الرقم القياسي للتسجيل في 11 مباراة متتالية هذا الموسم، واستدعي إلى صفوف المنتخب الإنجليزي، كما ذكرت تقارير أن قصته ستصبح فيلماً سينمائياً.

أما الملهم الأكبر فكان المدرب رانييري، الذي لم يلق تعيينه حماسة كبيرة من قبل أنصار النادي وبعض النقاد. نجح رانييري في استغلال الزخم لفريقه بعد ان فاز في سبع من مبارياته التسع الأخيرة الموسم الماضي، لينجو من الهبوط، قبل أن يحقق الإنجاز الأكبر بهدف البرمييرليغ هذا الموسم.

وأشاد الحارس كاسبر شمايكل بمدربه بقوله «الشيء الأهم الذي يجدر تقديره في رانييري انه لم يقم بتغيير كل شيء».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.
 

تويتر