ألونسو وهاملتون الأعــلى أجراً في الفورمولا‬1

فرض انتقال سائق ماكلارين مرسيدس الأسبق، البريطاني لويس هاملتون إلى صفوف فريق مرسيدس جي بي نهاية الموسم الماضي، على الإسباني فرناندو ألونسو سائق فريق فيراري التخلي عن انفراده بزعامة اعلى سائقي الفورمولا‬1 أجراً التي احتكرها طوال المواسم الثلاثة الماضية، ليتقاسما كلاهما الصدارة براتب سنوي يبلغ ‬20 مليون يورو، وبفارق أربعة ملايين يورو عن صاحب المركز الثالث سائق فريق ماكلارين مرسيدس البريطاني جينسون بوتون الذي يتقاضى راتباً سنوياً يبلغ ‬16 مليون يورو.

وعلى الرغم من وصول رواتب بعض سائقي الفورمولا‬1 إلى نحو ‬20 مليون يورو في الموسم الواحد، إلا أن التناقضات تفرض نفسها على أغلى وأكثر رياضات المحركات على العالم، التي تأثرت سلباً على مدار المواسم الخمسة الماضية بتداعيات الاقتصاد العالمي نظراً لكونها تعتمد بالدرجة الأولى على عقود الرعاية، ما انعكس على انخفاض متوسط رواتب سائقي هذه الفئة إلى ‬4.8 ملايين يورو بنحو ‬580 ألف يورو عن الموسم الماضي نظراً لوجود ‬12 سائقاً في موسم سباقات ‬2013 من أصل ‬22 تراوح رواتبهم بين ‬150 ألف دولار ومليون دولار.

وتعد سباقات الفورمولا‬1 من أكثر السباقات على العالم تعقيداً واستهلاكاً للعوائد المالية الضخمة، خصوصاً أن فرق المقدمة مثل فيراري وماكلارين مرسيدس، ومرسيدس جي بي، وريد بول، ولوتس رينو، تصرف ما معدله ‬300 مليون دولار في العام الواحد لتطوير سياراتها، ما يجعل مهمة منافستها أمراً صعباً على باقي فرق البطولة التي عادة ما تعمد لسياسات ترشيد المصاريف للحصول على فرص حصد النقاط في البطولة ومنها اللجوء إلى دفع رواتب قليلة لسائقيها، أو التخلي عن سائق ذي خبرة والتعاقد مع آخر يتمتع بدعمٍ مالي من أحد الرعاة أو الشركات الوطنية في بلاده، بالصورة ذاتها التي شهدناها مع نهاية موسم ‬2011، حين تخلى فريق ويليامز عن سائقه البرازيلي روبنز باريتشلو للتعاقد مع الفنزويلي باستور مالدونادو الذي يحظى بدعم شركة البترول الوطنية الفنزويلة والتي قدمت دعماً للفريق البريطاني العريق قيمته خمسة ملايين دولار من أجل دخول مالدونادو ضمن صفوف الفريق.

وأبرزت لائحة رواتب سائقي الفورمولا‬1 لهذا الموسم أنه وبعد ثلاث سنوات على احتكار فريق ريد بول لقب بطولة المصنعين، واحتكار سائقه الألماني سيبيستيان فيتيل للقب بطل العالم للسائقين للمواسم الثلاثة الماضية، قامت إدارة الفريق النمساوي هذا الموسم برفع راتب سائقها الألماني بنحو مليوني يورو، لتميزه عن زميله الأسترالي مارك ويبر الذي حافظ على راتبه السابق البالغ ‬10 ملايين يورو.

وبصورة مغايرة دفع زميل الإسباني فرناندو ألونسو في فريق فيراري، البرازيلي فيليبي ماسا ثمن تراجع مستواه خلال الموسم الماضي، ليقوم هذا الأخير وبغية الاحتفاظ بمقعده ضمن صفوف الفريق الإيطالي بالتخلي عن ‬40٪ من راتبه السنوي، ليتقاضى ماسا في موسم ‬2013 ستة ملايين يورو مقابل ‬10 ملايين يورو تقاضاها الموسم الماضي.

وبالصورة ذاتها رضي الفنلندي كيمي رايكونن سائق فريق لوتس رينو الحالي والذي كان يتقاضى نحو ‬20 مليون يورو مع فريق فيراري في آخر موسم قاد له في ‬2010، للقبول ومنذ الموسم الماضي بعقد يتقاضى من خلاله راتباً شهرياً يبلغ ثلاثة ملايين يورو، مع وجود بند في العقد يجبر الفريق على دفع ‬40 ألف يورو لكل نقطة يحرزها في البطولة.