المرصد

الصحافية كريستي بارسون وأوباما

تقول مراسلة صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» في البيت الأبيض، الصحافية كريستي بارسون، إنها أجرت مقابلات مع الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أكثر من أي شخص آخر، إذ إنها بدأت عملها في الصحافة عام 1997، عندما كان أوباما عضواً في الكونغرس، وتقول بارسون إنه خلال 20 عاماً من عملها، وهي تغطي تحركات أوباما، شهدت العديد من الأشخاص يطلقون عليه كل المسميات التي يمكن تخيلها، بدءاً من الاشتراكي المتطرف إلى المحافظ سراً، ومن الواعظ الساذج إلى الحزبي الماكر. لكنه كان يتحدى كل الطرق التقليدية في تصنيف البشر في ما يتعلق بالسلالة واللون والدين والمعتقد السياسي. وعندما غادر البيت الأبيض، وعد بأنه لن يكون آخر رئيس أسود للولايات المتحدة، متوقعاً أن يأتي من بعده رؤساء من النساء ومن أصول لاتينية وهندية.

وتقول بارسون إنها عندما التقت أوباما للمرة الأولى في الكونغرس، كان يحنّ إلى عالم ينسجم مع مبادئه، ولذلك فإنه كان يعمل على إصدار قانون يحدّ من السلوكيات العنصرية للشرطة. وتمكن من حشد الدعم لقانونه ليس من قبل الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس ولا مناطق النخبة فحسب، وإنما من السكان البيض في الضواحي، وصدر القانون دون أن يكون هناك أي صوت ضده.

وترى بارسون أن أنصار أوباما يحبون رؤيته لأمريكا كأرض الفرص للجميع فقد فاز بمنصب الرئاسة، لأنه تحدى خطوط انقسامها ببلاغته المميزة. وعندما كان في السلطة قام بخطوات عدة على صعيد السياسة الخارجية، وأما في ما يتعلق بالقضايا الداخلية تقول الصحافية بارسون إن أوباما حاول شرح أميركا البيضاء إلى أميركا السوداء، وبالعكس، وغالباً ما كانت النتيجة كارثية. فقد أثار غضب أفراد الشرطة البيض، عندما أشار في أول صيف له في السلطة، إلى أن الشرطة «تصرفت بغباء»، عندما اعتقلت استاذاً بجامعة هارفرد أسود عند دخوله إلى بيته، حيث اشتبهت في أنه يريد سرقة المنزل.

وتقول بارسون عندما جلست وأوباما معاً في ربيع 2015 للعشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض، سألته لماذا يخوض في مثل هذه المسائل الشائكة، إذ من غير المرجح أن يقنع بها الآخرين، فنظر إليّ بابتسامة مرتبكة، وكأنه لم يتخيل أن أطرح عليه ذلك ، ولم يرد، ولكن أحد مساعديه أخبرني في ما بعد أنه لطالما اعتقد أنه يستطيع إقناع أي شخص اذا تمكن من جعله يستمع إليه. ولكن ذلك لم تثبت صحته خلال حملة عام 2016 الرئاسية، فعلى الرغم من دعمه المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وانتقاده الرئيس الحالي، دونالد ترامب، إلا أن الفوز كان من نصيب الأخير. ويبدو أن هذه ليست المرة الوحيدة التي فشل فيها في إقناع الآخرين، على الرغم من سماعهم ما يقول، إذ إننا في الشرق الأوسط واصلنا الإنصات لما يقول ثماني سنوات متواصلة، ولم يتمكن من إقناعنا بصحة أي خطوة قام بها تتعلق بمنطقتنا، بل إننا كنا متأكدين بأن كل ما فعله فاقم مشكلاتنا.

 

تويتر