يتقلص سكانها بمعدل 72 شخصاً في اليوم الواحد

إسبانيا تشهد انخفاضاً تاريخياً في معدل المواليد

صورة

يعاني سكان إسبانيا تناقصاً بمعدل 72 شخصاً في اليوم الواحد، ويُعزى ذلك أساساً لانخفاض معدل المواليد تاريخياً، وفقاً لدراسة صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء في النصف الأول من عام 2016، حيث توفي في النصف الأول من العام المنقضي 12 ألفاً و998 شخصاً، وهو رقم يتجاوز عدد المواليد في الفترة نفسها، كما انخفض عدد المواليد الجدد بنسبة 4.6٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015.

في النصف الأول من عام 2016 تراجع عدد المواليد بنسبة 9٪ في كتالونيا، و7.4٪ في مليلية، و6٪ في أراغون، مما كانت عليه الحال في النصف الأول من عام 2015.

ومنذ بداية الأزمة الاقتصادية عام 2008، شهدت البلاد اتجاهاً مطرداً في الحد من الإنجاب، وكان الاستثناء الوحيد هو عام 2014، حيث زاد عدد المواليد بنسبة 0.1٪ مقارنة بعام 2013.

وكشفت الدراسة أيضاً أن هناك عدداً أقل من الوفيات (أقل من 7.8٪)، وعدداً أقل من الزيجات بمعدل (2.7٪ أقل) في النصف الأول من عام 2016، مقارنة بالنصف الأول من 2015.

وظهرت حدة انخفاض عدد الأطفال حديثي الولادة، خصوصاً في كتالونيا وأراغون، وكذلك في مدينة مليلية القصية.

ففي النصف الأول من عام 2016، تراجع عدد المواليد بنسبة 9٪ في كتالونيا، و7.4٪ في مليلية، و6٪ في أراغون، مما كانت عليه الحال في النصف الأول من العام الذي سبقه.

من ناحية أخرى، شهدت جزر البليار، وسبتة، وأستورياس، زيادات طفيفة في عدد المواليد، بنسبة تراوح بين 0.6٪ و1.5٪.

ومن حيث عدد الوفيات، فقد شهدت جميع مناطق إسبانيا انخفاضاً في الوفيات، باستثناء مدينة سبتة. وإلى حد كبير، شهدت مناطق لاريوخا، أراغون، وإكستريمادورا، حالات وفاة أقل بنسبة 10٪ مقارنة بهذا العام.

ونتيجة لطول العمر بنسبة أكبر من زيادة الخصوبة، شهدت مناطق مدريد، والأندلس، ومورسيا، وجزر البليار، وجزر الكناري، زيادة في عدد المواليد أكثر من الوفيات، وفقاً للدراسة.

وأوضح المعهد الوطني للإحصاء أن الأشهر الأولى من السنة عادة ما تشهد المزيد من الوفيات، وتراجعاً في عدد المواليد مقارنة بالأشهر الأخيرة من السنة، مشيراً إلى أن هذا الاتجاه قد لا يستمر في الجزء الثاني من العام.

وفي دراسة أخرى، أطلقها المعهد الوطني في أكتوبر من العام المنقضي، يعتقد الخبراء أن إسبانيا لن تعود أصغر سناً، وبحلول عام 2066 فإن سكان إسبانيا، الذين يبلغ عددهم في الوقت الحالي نحو 46.4 مليون نسمة، سيتقلصون بنحو 5.4 ملايين نسمة.

تكريم العائلة الأكثر إنجاباً

وخلال الحكم الدكتاتوري، كثيراً ما كان يتم تنظيم حفل سنوي، يظهر فيه الزعيم الإسباني السابق، فرانسيسكو فرانكو، وهو يسلم جائزة وطنية للأزواج الذين استطاعوا إنجاب عدد أكثر من الأبناء، وكثيراً ما كانت تتم تغطية هذه المناسبة على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الرسمية، في ذلك الوقت. ويتم منح مرتبة الشرف لثلاث فئات: الفئة الأولى لعدد الأطفال الذين يولدون في عائلة واحدة، والثانية للعائلة التي يظل معظم أطفالها على قيد الحياة (دليل على ارتفاع معدلات وفيات الرضع في ذلك الوقت)، والأخيرة للزوجين اللذين لديهما عدد أكبر من الأحفاد لايزالون يعيشون معهم في المنزل.

في عام 1972، ذهبت الجائزة الثالثة إلى جوليان أمور غوميز، وهو عامل يبلغ من العمر 48 عاماً من اجارتيرا بمقاطعة توليدو، متزوج من بيلار إغليسياس أرويو، وفقاً لصحيفة «اي بي سي» اليومية، إذ إن «لدى الزوجين 18 طفلاً لايزالون على قيد الحياة، ويعيشون جميعاً تحت سقف واحد»، حسبما ذكرت الصحيفة في ذلك الوقت.

وفي الواقع، فإن الجائزة لا تعني شيئاً، فقد كان على عائلة إغليسياس الانتظار حتى عام 1987، إلى أن جاءت حكومة اشتراكية إلى السلطة في كاستيلا لا مانشا، ليتسلموا منزلاً خاصاً بهم. وتعتبر قضيتهم مثالاً صارخاً على غياب السياسات السكانية على مر السنين عن إسبانيا.

تويتر