محاربة الفقر في إفريقيا عبر حلّ قديم هو المال

المال يصل بسهولة إلى مستحقيه كي يستفيدوا منه في بناء منازل أو مشروعات زراعية تضمن لهم العيش الكريم. أرشيفية

كما هي الحال في معظم أنحاء إفريقيا، تكتظ ليسوتو بما يدل على أن العالم يهتم بمصيبتها. وتعتبر عاصمتها النائمة ماسيرو موطناً للمنظمات الخيرية العالمية مثل: «الفاو، وكير، ويونيسيف، وهلب، و(س وس)»، كما أن الطرق التي تخترق مناطقها الريفية مليئة بالإشارات، التي تعلن عن مشروعات مساعدة كثيرة: مثل إقراض مبالغ صغيرة، ومبانٍ جديدة للمدارس، وعيادات صغيرة داخل الأحياء.

ومع ذلك، فإن هذه الدولة الإفريقية الصغيرة تظل فقيرة، وأكثر من نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر الوطني، وهو 1.08 دولار يومياً، كما أن 33% من أطفالها تحت سن الخامسة يعانون سوء التغذية. وبناء عليه، فإن العديد في عالم تقديم المساعدات للفقراء يطرحون سؤالاً، لا يمكن الإجابة عنه من شدة سهولته، وهو: «كيف يمكن جعل فقراء العالم أقل فقراً؟ ورغم الجهود التي تبذلها المنظمات الخيرية العالمية، إلا أنها بلا جدوى. فخلال العقد المنصرم تم اللجوء إلى أسلوب بسيط تماماً، لكنه راح يزداد زخماً في القارة الإفريقية، وساعد في دعمه عدد متزايد من الحكومات والباحثين في المنظمات غير الحكومية. وهم يرون أن أفضل طريقة لجعل الفقراء أقل فقراً، هي عن طريق منحهم الشيء الوحيد الذي يفتقرون إليه وهو المال، إذ يكفي أن تقدم المال للفقراء دون شروط، ودون فرض قوانين معينة ترافق ذلك.

وهذه الطريقة هي فكرة قديمة، لكن من المعروف أن دفع أموال دعم الفقراء في الولايات المتحدة سلوك مستمر، منذ نحو قرن من الزمن.

ولكن ثمة تساؤلات حيال هذه الطريقة، حيث يرى البعض أن منح المال للفقراء يجعلهم عالة على الغير. يقول موظف الخدمة الاجتماعية في منظمة يونيسيف، في ليسوتو، موخو ثاني راماسيك، معلقاً: «منح الفقراء المال ليس العلاج الناجع للفقر، لكنه يمكن أن يقدم مساهمة كبيرة في تقليل الفقر»، ويقدم راماسيك دعماً تقنياً لبرنامج نقل المال الحكومي، والذي يقدم مبالغ صغيرة للعائلات الفقيرة التي لديها أطفال.

وتبدو فكرة قيام المانحين بتقديم المال للفقراء، الذين تتحسن حياتهم على الفور، آسرة وجذابة، وهي تعني نهاية لحالة ضخ المساعدات عبر الطرق المعقدة والعقيمة، قبل أن تصل إلى مستحقها. وإذا لم يكن المال هو الحل الوحيد للفقر، فهو على الأقل يقدم أساساً مفيداً لطرق المساعدة.

تويتر