بعد اعتراف الدستور بالأعراق المختلفة في البلاد

بوليفي سليل أسرة ملكية من أصول إفريقية يصبح ملكاً على شعبه

صورة

خوليو بينيدو، سليل أسرة من الأرقّاء، جاء بهم الإسبان من إفريقيا إلى بوليفيا، كان أسلافه ملوكاً في إفريقيا فأصبح ملكاً رمزياً لجميع البوليفيين من أصول إفريقية منذ عام 1992، إلا أن الاعتراف بذلك رسمياً لم يتم إلا مؤخراً.

حتى اندلاع الثورة الوطنية عام 1952، ظل البوليفيون المنحدرون من أصول إفريقية يعيشون في ظروف شبه إقطاعية.

ويعود نسل بينيدو لملك كونغولي معترف به رسمياً جاء به الاسبان إلى بوليفيا كعبد في عام 1820. ويقع منزل بينيدو على بعد 50 متراً من الساحة الرئيسة في مدينة موروراتا، ويعيش هناك مع زوجته أنجيليكا لاريا الملكة الإفرو - بوليفية، وابنهما رولاندو ولي للعهد.

ويعمل بينيدو (74 عاماً) في الزراعة طوال حياته، ولا يضع تاجاً على رأسه كل يوم كما يفعل الملوك، لكن يضعه في مناسبات خاصة، ويجلس على طاولة بعد انتهائه من إفطاره، ويمنح الصحافيين بضع دقائق من وقته، ويحدثهم قائلاً: «كان الملك بونيفاسيو جدي، وقد جلب الإسبان أجدادنا إلى هنا للعمل في مناجم بوتوسي الواقعة في جنوب غرب بوليفيا، وفي وقت لاحق تم نقلهم إلى منطقة لوس يونغاس، حيث تم بيعهم لأصحاب مزرعة». ومن أسلافه الأمير يوشيشو الكنغولي، الذي جيء به إلى بوليفيا نحو عام 1820 كجزء من إحدى آخر شحنات العبيد إلى هذا البلد الواقع في أميركا اللاتينية.

وانتهى المطاف بيوشيشو بالعمل في إقطاعية ماركيز، التي تسمى باسمه، ثم تم تتويجه ملكاً عام 1832 وخلفه بونيفاس، ثم خوسيه وبونيفاسيو، الذي توج عام 1932.

ويمضي بينيدو وهو يسترجع الذكريات: «كان جدي شخصاً رقيق القلب، يحبني ويحب أخي كثيراً، لكنه كان صارماً جداً»، إلا أن أحقية بينيدو بالعرش ظلت معلقة سنوات عدة. فبعد وفاة بونيفاسيو عام 1954 لم تستطع الأسرة استعادة اللقب إلا عام 1992 عندما اعترف البوليفيون من أصول إفريقية بخوليو ملكاً عليهم. وفي عام 2007، توجته حكومة لاباز ملكاً مرة أخرى، وبعد عامين ومع صدور الدستور الجديد، تم الاعتراف بالبوليفيين من أصول إفريقية كواحدة من بين 36 فئة عرقية تتكون منها أمة الأنديز. وعزز هذا الاعتراف العادات والتقاليد الإفرو - بوليفية، بما في ذلك إحياء ممالك أجدادهم الخاصة بهم.

ويعد خوليو بينيدو شخصية رمزية، ولا يمثل سلطة سياسية، وتحدث للصحافيين عن عدم رضاه عن قدرة شعبه على التنظيم، ويقول: «بجهد أكبر من الجميع يمكنني القيام بعمل أفضل كممثل لهم».

وحتى اندلاع الثورة الوطنية عام 1952، ظل البوليفيون المنحدرون من اصول إفريقية يعيشون في ظروف شبه إقطاعية، وبعد أن اعترفت بهم الدولة عام 2012 تم إدراجهم في التعداد السكاني لأول مرة، ويصل تعدادهم اليوم إلى نحو 26 ألف شخص في بلد يصل تعداد سكانه إلى أكثر من 10 ملايين نسمة.

ويقول أول عضو مجلس شيوخ إفرو - بوليفي، انسيلما بيرلاسيوس: «لقد حصلنا على الكثير من الحقوق، وتم الاعتراف بنا أخيراً، ونحن موجودون في أماكن اتخاذ القرارات المصيرية»، مضيفاً أن الاعتراف الرسمي ببينيدو «يعني الكثير لشعب هذا البلد»، إلا أن كلاً من عضو مجلس الشيوخ والملك يعتقدان أنه لايزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان أن البوليفيين المنحدرين من أصول إفريقية يحصلون على الحماية نفسها التي توفرها الدولة لمجموعات عرقية أخرى.

ويبدو أن بينيدو متشائم بشأن فرص القضاء على التمييز تماماً، «العنصرية والتمييز لن يختفيا أبداً من بوليفيا». ويضيف: «الشعوب مختلطة النسب، والسكان الأصليون، والسكان السود، كل واحد من هؤلاء يتحمل وزر ذلك، جميعنا يدفع بعضنا الآخر».

تويتر