الرجال أقل طلباً للمساعدة النفسية من النساء

الرجال أكثر تحفظاً على صحتهم النفسية من النساء. أرشيفية

الرجال هم أقل احتمالاً من النساء لطلب المساعدة من الأطباء النفسيين، حسبما أشارت إليه دراسة حديثة أشرفت عليها مؤسسة الصحة الطبية البريطانية، التي كشفت أن الرجال لا يطلبون مساعدة الطب النفسي بشكل أقل من النساء فحسب، وانما لا يكشفون عن مشكلاتهم النفسية للعائلة والأصدقاء.

وأظهرت الدراسة التي شارك فيها نحو 2500 شخص يعانون مشكلات ذهنية، أن 28% من الرجال اعترفوا بأنهم لم يطلبوا المساعدة الطبية مقارنة بـ19من النساء. وأشارت الدراسة إلى أن ثلث النساء مقارنة بربع الرجال، أبلغن صديقاتهن أو العائلة عن مشكلاتهن النفسية خلال شهر من ظهورها. وقال مدير مؤسسة الصحة النفسية مارك رولاند، تظهر هذه الاكتشافات مدى الحاجة إلى تغيير ثقافي في أسلوب التعاطي مع هذا الموضوع. وأضاف: «الصحة النفسية أساسية بالنسبة لتجاربنا، وإذا كنا نرغب في الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في منع حدوث هذه المشكلات الذهنية، فسيكون ذلك لأن الرجال لا يفصحون عن مشكلاتهم الذهنية وأنهم يشعرون بأنهم قادرون على العطاء على الرغم من أنهم يكونون في حالة ضعف. وهذا الأمر لا يتعلق بمدى رجولتنا بقدر ما يتعلق بإنسانيتنا». وقال الدكتور رولاند «نحتاج إلى الشجاعة لنكون صريحين وصادقين للتحدث عن صحتنا الذهنية، ولكن عندما يكون الانتحار هو السبب الرئيس لموت الشبان، تقع علينا جميعاً مسؤولية الدفع باتجاه إجراء تغييرات ثقافية». وكان الكوميدي ديف تشونر، (27 عاماً)، الذي عاش باضطرابات غذائية وكآبة لمدة 10 سنوات قبل أن يطلب المساعدة من الأطباء النفسيين، هو أبلغ مثال على النتيجة التي وصلت إليها الدراسة. وقال الدكتور رولاند «من المهم التطرق إلى الجنس عند الحديث عن الصحة النفسية، اذ إنه من المقبول بالنسبة للرجال التعامل مع الإجهاد، والعواطف، ومواقف تتعلق بالغضب، ولكن أي شيء آخر يمكن تفسيره باعتباره ضعفاً من الرجل، ويستحسن عدم الخوض فيه». والعام الماضي بدأت العديد من الحملات لتشجيع الرجال على الحديث عن مشكلاتهم النفسية، وساعدت الأفلام الوثائقية التي أنتجتها العديد من الجهات على لفت الانتباه إلى قضية تشجيع الرجل على الحديث عن مشكلاته النفسية.

 

تويتر