بعد فترة طويلة من العمل بصورة غير قانونية

سوق الهواء الطلق في حي رومان غاردنز تصبح شرعية

صورة

كانت سوق الهواء الطلق عبارة عن مجموعة من الخيم الزرقاء اللون، التي تبيع الملابس واللوازم المنزلية، والتحف، والأطعمة المكسيكية الطازجة والحارة جداً، في حي رامونا غاردنز بشرق مدينة لوس أنجلوس. وتظهر السوق منذ سنوات عدة، في ساحة حدائق رامونا صباح كل يوم سبت. ويبدو أنه قد تم إنشاؤها على عجل لكنها كانت ضرورية، على الرغم من أنها غير قانونية، خصوصاً أنها أقيمت في منطقة ذوي الدخل المحدود، والبعيدة عن المتاجر والأسواق الكبيرة، ناهيك عن أنها تمثل مؤشراً إلى التغير الحادث في شرق مدينة لوس أنجلوس.

تراجع العنف

تراجع عنف العصابات كثيراً في شرق لوس أنجلوس، منذ ذروته في تسعينات القرن الماضي، على الرغم من أن العنف الإجرامي نشط خلال السنوات الأخيرة. وكانت شرطة لوس أنجلوس قد شاركت في عمليات إطلاق النار في المنطقة الشرقية من المدينة العام الجاري، الأمر الذي أشعل نار التوتر بين السكان والشرطة.

وكان الباعة قد وافقوا على إغلاق سوقهم بصورة مؤقتة في يناير الماضي، للعمل إلى جانب شرطة مدينة لوس أنجلوس، وسلطات الإسكان، ومجموعات الناشطين المحليين، لجعل تقليد الباعة الأسبوعي شرعياً، وينسجم مع قوانين المدينة.

وكانت نتيجة هذا التعاون الحصول على أول سوق في الهواء الطلق في مشروع إسكاني بمدينة لوس أنجلوس، والذي أصبح نموذجاً يتمنى الكثير من سكان مدينة لوس أنجلوس تقليده. وقال المدير التنفيذي لمنظمة «لوس أنجلوس فويس» الدينية، زاك هوفر، «إنه مثال كبير على تشكيل هذه الشراكة بين المجتمعات المتعددة، حيث يتمكن السكان من بناء المجتمع الذي يحتاجون إليه، ويكون لديهم المجتمع الذي يريدونه»، وكانت هذه المنظمة قد بذلت جهوداً كبيرة، لجعل السوق منسجمة مع قانون المدينة.

واندفع بضع مئات من الأشخاص في مشروع رامون غاردنز السكني إلى السوق، للاحتفال بأول يوم لها بعد أن أصبح التعامل بها شرعياً، حيث أخذوا يتناولون الشراب والأطعمة ويتصفحون ما هو معروض في السوق من أدوات ومستلزمات منزلية، أو حتى الملابس ذات الثمن المنخفض، في حين كانت فرقة موسيقى تقليدية تعزف في المكان.

ويرى البعض أمثال الرقيب في شرطة لوس أنجلوس كينيث إدواردز، أن هذه السوق التي تم تنشيطها تمثل علامة على التقدم الذي يحتاجه هذا الحي بصورة كبيرة، والذي طالما كان مقترناً بعنف العصابات. ومنذ عقود عدة خلت، كان يعتبر مجمع الشقق السكنية عبارة عن مقاطعة لعصابة «بيغ هازارد» المرتبطة بالمافيا المكسيكية، والتي تقلصت سلطتها وقوتها أمام ضربات الشرطة المتكررة.

وكان إدواردز جزءاً من وحدة شرطة تحمل اسم «قسم هولينبيك للتشارك في أمن المجتمع» تركز على تقديم المساعدة لمشروع غاردنز، لمدة خمس سنوات، وهو يعرف أن التطور يتطلب الصبر. لكن حتى حالات النصر الصغيرة تعتبر مهمة جداً، حسب ما قاله إدواردز، كما أن إنشاء مؤسسات الحي مثل هذه السوق يمكن أن يكون مهماً، لمنع الشبان الصغار من سكان الحي من تكرار الأخطاء التي ارتكبها أسلافهم قبل عقود سابقة. وقال إدواردز: «نحن لا نعلن عن تحقيق النصر الشامل حتى الآن، لكن ثمة حاجة لشفاء الأجيال يجب تحقيقها». وأضاف: «عند التعامل مع أفراد العصابات، الذين تابوا عن الأعمال الإجرامية، يقولون لو أنهم احتكوا مع شرطة لوس أنجلوس لربما لم يتورطوا في الأعمال المخالفة للقانون».

وعلى الرغم من أن بعض الأشرار لايزالون يحاولون استعادة مواقعهم في المجتمع، إلا أنه ليس هناك من يستطيع أن يفسد لحظة الفرح داخل السوق، حيث كان الباعة وقادة المجتمع يحتفلون بنهاية مرحلة وبدء رحلة جديدة. وكان عدد من الباعة يجلسون مع هوفر وشخصيات مهمة أخرى في المجتمع، وهم يخططون كيف سيحافظون على التزامهم بأنظمة مدينة لوس أنجلوس.

وقبل هذه المرحلة الجديدة لم يفكر أي من الباعة أو أصحاب المطاعم الصغيرة بالحاجة إلى وجود مغسلة في محله أو شبكة تصريف المياه، كي يحافظ على مطعمه أو متجره منسجماً مع القوانين الصحية للمدينة. وقال هوفر إنه بالنظر إلى العمل مع شرطة المدينة وإدارة الإسكان ومجموعات أخرى، تم الحصول على منحة قدرها 25 ألف دولار، لمساعدة الباعة في الحصول على البضاعة التي يحتاجونها. والآن وبعد أن أصبح الباعة مدربين بصورة جيدة على الحفاظ على تجارتهم، والالتزام بقانون المدينة، يتعين على سوق الهواء الطلق الجديدة أن تزدهر. وقال هوفر «ينبغي على الباعة أن يكسبوا رزقهم دون الخوف من أن بضاعتهم ستصادر منهم في اليوم التالي».

تويتر