الميليشيات تفضل إبقاء الجيش العراقي ضعيفاً

طهران لا ترغب في رؤية العراق وقد عاد قوة من جديد

صورة

تحدّث الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أليكس فاتنكا، من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، عن أهداف ايران في العراق، وقال لموقع «ريل كلير وورلد» إن ايران ستجعل العراق تابعاً لها اقتصادياً وعسكرياً. وهذا بعض ما جاء في الحوار:

الإيرانيون واضحون في هدفهم للسعي إلى إقامة دولة داخل الدولة العراقية، تماماً كما هو حزب الله في لبنان.

ريل: لنبدأ بالموصل وموضوع الحشد الشعبي، ما تأثير هذه الميليشيات في محاولة استعادة مدينة الموصل من تنظيم «داعش» المتطرف؟

فاتنكا: أول شيء أريد الإشارة إليه هو كيف ظهرت هذه الميليشيات. ففي عام 2014 وعندما كان تنظيم «داعش» يتمدد بسرعة على الأراضي العراقية، أطلق الزعيم الشيعي آية الله علي السيستاني، فتوى تدعو شيعة العراق إلى حمل السلاح ضد التنظيم. وهذه النقطة مهمة كي نفهم خلفية الحشد الشعبي، ولا نلقي اللوم على ايران فحسب. وهذا لا يعني أن دور ايران كان صغيراً، وانما من المهم أن نفهم كيف كان الوضع السياسي في العراق خلال تلك الفترة. ولكن بعد تغير الأوضاع الآن، اصبحت هذه الميليشيات مهمة للجيش العراقي من اجل محاربة «داعش»، بيد أن القضاء على تنظيم «داعش» يحتاج إلى حل سياسي للمشكلة العراقية، يشارك فيه المكون السني في العراق، ولا يمكن الاكتفاء بميليشيات طائفية.

ريل: كيف تنظر إيران إلى ميليشيا الحشد، وهل ترغب في تحويلها إلى نمط حرس الثورة الإيراني؟

فاتنكا: الإيرانيون واضحون في هدفهم الرامي لتشكيل دولة داخل الدولة العراقية، تماماً كما هو حزب الله في لبنان. وفي واقع الأمر فإن ايران لديها أهداف أساسية في العراق. وأولها وأكثرها أهمية، انه ليس هناك أحد في ايران يرغب في رؤية العراق يتحول إلى قوة من جديد، يمكنها أن تهدد الأمن الايراني. وبعيداً عن هذا الهدف فإن الايرانيين أظهروا بعض المرونة في بناء الدولة. ولكن ايران ترغب في بقاء الجيش العراقي ضعيفاً، وتفضل التعامل مع الميليشيات.

ريل: هذا يعني أن طهران لا تريد العراق دولة فاشلة؟

فاتنكا: بالطبع، فإن إيران لا تريد وضعاً كما هو موجود في غزة على حدودها، فلماذا تتورط في مثل هذا الوضع، اذا كانت تستطيع التحكم بسهولة في دولة أكثر استقراراً؟ العراق أصبح الشريك الاقتصادي الأكبر لإيران، ونحن هنا نتحدث عن تبادل تجاري بمليارات الدولارات. وبالطبع فإن إيران يمكن أن تبيع العراق الأسلحة، ولكنها لا يمكن أن تبيع السيارات والتجهيزات الكهربائية لدولة فاشلة. وليس هناك اجماع كامل في إيران، في ما يتعلق بالعراق، فرئيس الجمهورية حسن روحاني يريد علاقة ندية مع العراق، دولة مع دولة، في حين أن الحرس الثوري يريد علاقة مع العراق كأخ صغير.

ريل: تبعد الموصل 85 كيلومتراً عن أربيل عاصمة كردستان العراق، وقوات البشمركة لعبت دوراً أساسياً في قتال «داعش». كيف ينظر صانع القرار في طهران إلى الأكراد في مواجهة «داعش»؟

فاتنكا: لطالما كانت إيران قريبة تقليدياً من فريق كردي بعينه هو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بيد أنها عملت، أخيراً، على بقاء الزعيم الكردي مسعود برزاني في السلطة. وبالطبع فإن طهران لم تنظر بصورة جدية يوماً إلى قضية قيام دولة كردية مستقلة، كما أن الجنرالات الايرانيين حاربوا الأكراد لمدة 40 عاماً بعد التمرد الكردي الايراني عام 1979. وإيران تتألف من مجموعات عرقية عدة، وليس الكرد فحسب، الأمر الذي يجعلها تشعر بالقلق من الأكراد.

تويتر