المرصد

إعلام أميركي «فاسد» يسعى إلى التأثير في الانتخابات

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تحتدم المنافسة بين المرشحين. إلا أن التغطية الإعلامية لهذا الحدث المهم أميركياً وعالمياً أثارت جدلاً لدى المراقبين، والرأي العام في أميركا، وغيرها من البلدان، التي تراقب مجريات الأمور عن كثب. ويبدو واضحاً أن وسائل الإعلام الأميركية باتت تركز بشكل واضح على أخطاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وتسلط الضوء بشكل مبالغ فيه على أخطاء شخصية ارتكبها قبل سنوات.

في المقابل، تتغاضى هذه الوسائل نفسها عن أخطاء مهنية ارتكبتها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، عندما كانت وزيرة للخارجية. ولعل استخدام بريدها الخاص في مراسلاتها الرسمية كان من أخطائها الجسيمة. الأكيد، لا يوجد إعلام محايد، سواء في أميركا أو غيرها من البلدان، إلا أن ما يجري في الولايات المتحدة الآن هو «تشويه» واضح لمرشح، وتقديمه على أنه متهور سيقود البلاد إلى المجهول، في حين يتم إظهار الآخر على أنه القادر على قيادة أميركا إلى بر الأمان.

قال ترامب أمام مؤيديه في ولاية نيو هامبشاير، الأسبوع الماضي، إن إعلام بلاده «فاسد» ويسعى إلى «تزوير» الانتخابات لصالح كلينتون. ربما يكون هذا الوصف مبالغاً فيه بعض الشيء، لكن الواقع يقول إن هناك خللاً ما في التغطية الإعلامية. لم يقدم أي من المرشحين رؤية واضحة أو أفكاراً جديدة خلال المناظرتين، واقتصر الأمر على تبادل التهم والتركيز على الحياة الشخصية لكل منهما، بعيداً عن واقع وانشغالات المواطنين الأميركيين.

عبرت وسائل الإعلام الأميركية عن استيائها من أداء المرشحين في المناظرة الثانية، ففي حين قالت «واشنطن بوست» إن أميركا لم تشهد «نقاشاً متدنياً لهذا المستوى في تاريخ الانتخابات الرئاسية»، رأت «بوسطن غلوب» أن النقاش بين ترامب وكلينتون كان «عرضاً محزناً» سعى المرشحان من خلاله إلى صرف النظر عن الارتباك الذي أصاب كلاً منهما مع اقتراب موعد الانتخابات.

صحيفة «واشنطن بوست»، سارعت إلى تسليط الضوء على قصة امرأة تقول إن ترامب أساء معاملتها، وتحرش بها ذات يوم. لماذا اختارت الصحيفة الشهيرة الضرب في الظهر في هذا الوقت الحساس؟ في حين تعرض قناة فضائية محلية مقطعاً لسيدة تقرأ حرفياً من ورقة كتبت لها بأن الملياردير الأميركي اعتدى عليها في السابق.

إذا كان مستوى بعض الساسة قد انحدر لهذا الحد، فالإعلام الأميركي ليس أفضل حالاً، بالتأكيد. والجميع يعلم أن التوجيه الإعلامي يلعب دوراً حاسماً في اختيار الرئيس الأميركي المقبل.

تويتر