المرصد

«فيس بوك» يذعن لتهديدات إسرائيل

أذعنت منصة التواصل الاجتماعي الرائدة (فيس بوك)، لتهديدات الحكومة الإسرائيلية، وقبلت التعاون معها لفرض حظر على أي محتويات يرى المسؤولون الإسرائيليون أنها تمس أو تسيء إلى الكيان الإسرائيلي. وجاء هذا الإذعان بعد اجتماع ضم وزراء من الحكومة الإسرائيلية ومسؤولين كباراً من «فيس بوك»، في الـ11 من الشهر الجاري. ويأتي هذا الاندفاع المحموم من جانب الحكومة الإسرائيلية لفرض رقابة على «فيس بوك»، في أعقاب النجاح الذي حققته الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل، اقتصادياً واستثمارياً، على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي حركة عالمية غير عنيفة، تعمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان.

ويبدو أن نجاح حملة المقاطعة قد ضرب على وتر حساس من الكيان الصهيوني، ما جعله يصدر قانوناً يسمح بالتجسس على الناشطين الأجانب العاملين داخل إسرائيل وفلسطين، والعمل على ترحيلهم. وهددت إسرائيل أيضاً حياة أنصار المقاطعة، وسعت لصياغة تدابير قانونية لإفشال جهود المقاطعة في جميع أنحاء العالم. وتسعى في الوقت الراهن للحد من مزيد من النجاح الذي تحصده المقاطعة، عن طريق التحكم في المحتوى الذي ينشره مستخدمو «فيس بوك».

ومع ذلك، فإن «فيس بوك» اعترف رسمياً بأنه لم تكن له علاقة رسمية مع الحكومة الإسرائيلية، سوى هذه الخطوة الأخيرة، بيد أن الشواهد تشير إلى أن مكتب «فيس بوك» في إسرائيل عين في يونيو من هذا العام مستشارة رئيس وزراء إسرائيل السابقة، جوردانا كاتلر، رئيس للسياسة والاتصالات، وقبل أن يتم تعيينها في «فيس بوك» عملت كاتلر رئيس موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

ويعتقد البعض أن «فيس بوك» ربما تعرض للترهيب والتخويف لقبول الصفقة من قبل وزير الأمن العام، والشؤون الاستراتيجية، والإعلام الإسرائيلي، جلعاد اردان، الذي هدد بسن تشريعات في إسرائيل من شأنها أن تحمّل «فيس بوك» المسؤولية عن محتوياته التي «تحرض» على الهجمات على إسرائيل، حسب زعمه. وكان اردان قد صرح من قبل بأن «فيس بوك» يتحمل مسؤولية مراقبة منصته وإزالة المحتويات.

وإضافة إلى ذلك، تستعرض إسرائيل وتراقب باستمرار المحتويات التي ينشرها الفلسطينيون على «فيس بوك»، وتعدلها، ثم تحيل هذه المحتويات مرة أخرى إلى «فيس بوك»، الذي يقبل 95% من هذه المواد المعدلة، كما درجت إسرائيل على اعتقال بعض الفلسطينيين الذين يهاجمون سياساتها على موقع التواصل الاجتماعي.

وفيما يبدو تناقضاً واضحاً، فإن «فيس بوك» كثيراً ما ينشر محتويات تحرض على العنف ضد الفلسطينيين، ونادراً ما يفرض رقابة على هذه المحتويات أو يحذفها.

 

تويتر