بسبب معالجته جينياً ليُنتج مزيداً من البيض واللحوم

دجاج المزارع في بريطانيا يتعرّض للكثير من الأمراض ويثير جدلاً مستفيضاً

يتم الاحتفاظ بـ 20 إلى 30 ألف دجاجة من الدجاج اللاحم في مكان واحد ما يتسبب في مشكلات صحّية لهذه الطيور. من المصدر

اشتد الجدل أخيراً في بريطانيا، بعد صدور تقرير عن منظمة «الرحمة في عالم الزراعة»، المعنية بحقوق الحيوان، يعكس التربية البشعة التي يتعرض لها دجاج المزارع، والظروف السيئة التي يعيش فيها، ويعتقد البعض أن المستهلكين لو اكتشفوا ما يجري لامتنعوا عن أكل الدجاج للأبد.

وشهد عام 2012 قفزة إلى الأمام في عالم الرفق بالحيوان في الاتحاد الأوروبي، ولم يعد يسمح للمزارعين بالاحتفاظ بالدجاج المنتج للبيض في أقفاص أصغر من ورقة بحجم «إيه 4»، وبدلاً من ذلك، أصبح الحد الأدنى المطلوب الآن هو تربية مثل هذا الدجاج في قفص بحجم ورقة «إيه 4»، مع مساحة من الورق المقوى تسمح للدجاجة بالنبش بمنقارها، وجمع الأعشاش كما هي العادة عند الدجاج الطليق. وهذه الأقفاص تعرف بـ«الأقفاص المخصبة». كما لم يعد مسموحاً قطع مناقير الدجاج، لكيلا ينقر بعضه بعضاً، وبدلاً عن ذلك لجأ المزارعون إلى تكميم المناقير. وفي حقيقة الأمر فإن نصف البيض الموجود في الأسواق منتج بهذه الطريقة القهرية. ويلجأ المزارعون إلى اتباع طرق مختلفة ليجعلوا الدجاج المنتج للبيض يضع بيضاً اكثر وبشكل أسرع، حيث تضع الدجاجة الواحدة 320 بيضة خلال فترة حياتها الإنتاجية المقدرة بـ72 أسبوعاً، مقارنة بحياة إنتاجية تصل إلى اربع سنوات في المزارع التقليدية. وتتعرض الدجاجة جراء طرق الإنتاج المكثف هذه إلى الإصابة بضعف في العظام، وتجعل الطائر عدوانياً، ولهذا يلجأ المزارعون إلى قطع منقاره.

وترغب منظمات الرفق بالحيوان في إلغاء هذه الترتيبات أيضاً، مؤكدة أنها لا تحدث أي فرق، وأنها لا تسمح لهذه الطيور بالتعبير عن سلوكها الطبيعي والعيش بمنأى عن الضغوط.

وتسلطت الأضواء مجدداً على الأمراض التي تصيب الدجاج اللاحم، جراء الإنتاج المكثف، وتشير صور، يفصل بين كل واحدة منها وأخرى فترة أيام قليلة، إلى الفرق بين النشأة التقليدية والاصطناعية للدجاجة المنتجة للبيض، بدءاً من صوص صغير إلى دجاجة بالغة، ففي المزارع الحديثة لا تكاد رجلا الصوص البالغ من العمر تسعة أيام فقط تحملانه، نظراً لوزنه الكبير، وفي اليوم الـ11 يبلغ وزنه ضعفي وزن نظيره في البيئة التقليدية، ويبدو كأنه طفل بدين يبلغ تسعة أعوام من العمر برجلي طفل ذي خمسة أعوام. ويبدو في اليوم الـ35 قريب الشبه برافع الأثقال المعتمد على العقاقير المنشطة.

في عام 1957 كان متوسط الفترة التي يصل فيها الدجاج اللاحم سنّ الذبح 63 يوماً، لتنخفض في تسعينات القرن الماضي إلى 38 يوماً، حيث قلل ذلك كمية العلف المطلوبة إلى النصف.

إلا أن انتقاء الطيور من الناحية الوراثية لكي تعمل مثل وحدات المصنع لإنتاج البيض أو اللحم قد يخلق مشكلات صحية خطرة، حيث لا تستطيع عظامها أو قلوبها أو رئاتها أن تتحمل نموها المتزايد، وتعاني نسبة كبيرة من الدجاج مشكلات في الساق. ويمكن رؤية ما يشبه الحروق في العرقوب، ووجود بقع حمراء داكنة حول الركبة في الدجاج المذبوح والمعروض للبيع في المحال التجارية، وينتج ذلك من جلوس الدجاج القرفصاء في القمامة، نظراً لتعرض أرجلها للتشوه او الإعوجاج. الطيور التي تجلس على القمامة تتعرض أيضاً للأمراض الجلدية أكثر من غيرها. ويعتبر نفوق هذه الطيور جراء النوبات القلبية شائع أيضاً، لأنها تنمو بسرعة وبشكل غير طبيعي.

عادة ما يتم الاحتفاظ بـ20 إلى 30 ألف دجاجة من الدجاج اللاحم في مكان واحد مضاء إضاءة اصطناعية، ويتم التحكم فيه بالكمبيوتر في ما يتعلق بنظام التدفئة والتهوية وتوزيع العلف والمياه. ويتم خلط العقاقير والمضادات الحيوية في مياه الشرب لمكافحة الطفيليات، حسب الضرورة. ويتم تنظيف الوحدات فقط في نهاية كل دورة، ولهذا السبب يغطي البراز والروث أرضية المكان بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ويصبح الهواء فاسداً ويختلط بالأمونيا النفاذة، ومثل هذه البيئة تساعد على تفشي المرض بسرعة في هذه الطيور.
 

تويتر