لايزال بعضهم يشتكون التعرض لهضم الحقوق والتمييز

%53 من البرازيليين يصنفون أنفسهم سوداً أو ملونين

كشفت دراسة جديدة أن أعداداً متزايدة من البرازيليين يقولون إنهم من العرق الأسود، عندما يطلب منهم وصف العرق الذي ينتمون إليه. وقالت الدراسة التي نفذها المعهد الإحصائي والجغرافي العام الماضي، إن 53% من البرازيليين يصنفون أنفسهم بأنهم من السود أو الملونين، في حين أن 45.5% يعتبرون أنفسهم من البيض.

الوضع السكاني في البرازيل

يتصف سكان البرازيل بالتعدد الكبير، وهم يتألفون من أعراق عدة ومجموعات اثنية كثيرة. وبصورة اجمالية فإنه يمكن ارجاع أصول البرازيليين إلى الأعراق الأربعة الرئيسة التالية: الأميركية، والأوروبية، والإفريقية، والآسيوية. وحسب مسح وطني لعينة من السكان، الذي أجري عام 2008 يقول مكتب الإحصاء البرازيلي إن تعداد السكان كان في ذلك العام 18995 3000 نسمة، وأما آخر إحصاء فقد أجري عام 2010 وتقدر الحكومة أن تعداد السكان بلغ 190.8 مليون نسمة.


معارك طويلة

تعتقد المنسقة في الدراسات البرازيلية الإفريقية، كاتي ريغز، أن الزيادات بين السكان الذين يعرفون أنفسهم بأنهم سود، يمكن أن تعزى إلى المعارك الطويلة التي شنتها منظمات السكان السود في البلد، إضافة إلى وصولهم إلى مستويات عالية في التعليم.

 

وكانت دراسة مماثلة قد أجريت قبل 10 سنوات كشفت أن 51.2% قالوا إنهم من البيض، في حين أن 47.9% قالوا إنهم من السود أو الملونين. ويعتقد خبراء علم الاجتماع بأن هذا التغير في المواقف المتعلق بالأعراق ناجم بصورة أساسية عن التغير الحاصل في تعداد السكان خلال العقد الماضي. وتقول الخبيرة في المعهد الإحصائي الجغرافي أدريانا بيرنغواي، إن نسبة التغير غير مرتبطة بنسبة المواليد.

 

وحسب هذه الخبيرة فإن العوامل الأساسية هي التغير في الثقافة، وكيف ينظر البرازيليون إلى أنفسهم. وقالت أدريانا موضحة «ربما يكون هناك الآن مزيد من العلاقات بين أعراق مختلطة، ولكن الأمر الذي تمت ملاحظته هو أن هذا الوصف أصبح أكثر شيوعاً».

وتمت ملاحظة الزيادة في الأعداد عام 2007. وتعتقد المنسقة في الدراسات البرازيلية الإفريقية، كاتي ريغز، أن الزيادات بين السكان الذين يعرفون أنفسهم بأنهم سود، يمكن أن تعزى إلى المعارك الطويلة التي شنتها منظمات السكان السود في البلد، إضافة إلى وصولهم إلى مستويات عالية في التعليم. وقالت ريغز «السكان أصحاب اللون الأسود، أصبح لديهم الكثير من المعلومات المهمة عن التاريخ الإفريقي والبرازيلي، لإدراك أن كونهم سوداً هي مسألة ايجابية»، وأضافت أنهم أصبحوا يشعرون بالفخر بأصولهم، عندما يعلمون التفاصيل المتعلقة بتاريخهم وثقافتهم.

وفي مايو الماضي، أنشأت كاتيا واثنان من الأساتذة الجامعيين برنامجاً دراسياً في جامعة مارانهو الفدرالية، بهدف استكشاف وتقييم التنوع السكاني الموجود في البلاد. ومارانهو هي ولاية برازيلية تحوي أكبر عدد من السكان البرازيليين السود في البرازيل، حيث يبلغ تعدادهم 80% من السكان، حسب ما يقوله المعهد الاحصائي والجغرافي. وتأتي ولاية باهيا في المرتبة الثانية حيث تبلغ فيها نسبة السود 79.3%.

 

وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يشعرون بالفخر بجذورهم، إلا أن السكان السود في البرازيل هم الجزء الأكثر معاناة من حوادث العنف، وقلة الأجور، والجرائم العرقية. وحسب دراسة تتعلق بالعنف تم نشرها في مايو الماضي، فقد هبطت جرائم قتل النساء البيض بنسبة 105 في الفترة ما بين 2003 و2013، في حين أن العدد ارتفع بنسبة 54% في أوساط النساء السود.

 

وارتفع القتل بالرصاص بين السود بنسبة 14% في الفترة ما بين 2003 و2013، في حين أن الرقم انخفض بنسبة 23% في أوساط البيض، خلال الفترة ذاتها. وأيضاً لاعبو كرة القدم السود أصبحوا ضحايا للأعمال العنصرية في الملاعب. في حين أن النساء السوداوات يحصلن على أجر أقل بنسبة 75% مما يحصل عليه الرجال البيض في العمل ذاته.

والفرق بين كون المرء فخوراً بعرقه والعنصرية التي يتعرض لها، دفعت الكثير من السود الأسبوع الماضي إلى الخروج في تظاهرات في كل من مدينة ساو باولو، وريو دي جانيرو، قبل ايام، ضد مشروع قانون في الكونغرس، يقترح فرض مزيد من القيود على ضحايا الاغتصاب الحوامل، اللواتي يحاولن الإجهاض. وقالت إحدى زعيمات تظاهرات النساء السوداوات في شهر مارس الماضي ماريا دانيفز «انتهت العبودية ولكننا لم نتحرر من القيود والعنصرية».

تويتر