حصلوا على 23 نقطة تحت المعدل في تقييم عالمي

الطلاب الإسبان يتخلفون عن أقرانهم في دول متطوّرة

صورة

يعاني الطلبة الإسبان من برمجة مكيف الهواء، واختيار أفضل الطرق من أجل الوصول إلى الموقع الجديد للمواصلات العامة، وتوقع تصرفات الروبوت الذي يعمل في تنظيف المنزل من الداخل. وحقق الطلبة الإسبان، الذين تبلغ أعمارهم نحو 15 عاماً، 23 نقطة تحت المعدل من بين الدول المتطورة اقتصادياً في براعة حل المسائل العادية، بحسب تقرير البرنامج الأخير لتقييم الطلبة العالمي، وهي دراسة تقوم بتنفيذها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

نظام التعليم في إسبانيا

ينص القانون الإسباني على أن التعليم إلزامي للأطفال من عمر ست سنوات حتى عمر 16عاماً، إذ يستمر التعليم الابتدائي لمدة ست سنوات، تليها أربع سنوات من التعليم الثانوي الإلزامي، وبعد ذلك يحصل الطالب على شهادة التعليم. وتختلف الفترات التي يقضيها التلميذ في المدرسة من منطقة لأخرى إضافة إلى نوعية الدراسة التي يحصل عليها الطالب، والمستوى الذي يدرسه. ويجري تقسيم السنة الدراسية إلى ثلاثة فصول إضافة إلى عطلة صيفية طويلة تصل إلى مدة ثلاثة أشهر. وكما هي الحال لدى العديد من الدول فإنه يوجد في إسبانيا مدارس خاصة، وأخرى حكومية، وأخرى شبه خاصة.

وأجريت الدراسة على 2709 طلاب إسبان شاركوا في البرنامج، الذي أسهم في تقييم 85 ألف طالب من 44 دولة. وأظهر البرنامج أنهم غير مستعدين لمعالجة مشكلات الحياة اليومية، ناهيك عن إنجازاتهم في الرياضيات، إضافة إلى القراءة والعلوم. وجاءت النقاط التي حققها هؤلاء الطلبة في براعة حل المسائل أقل بـ20 نقطة مما هو متوقع، استناداً إلى معلوماتهم النظرية. وبعبارة أخرى فإنهم كانوا عاجزين عن استخدام ما تعلموه من أجل حل المشكلات التي تواجههم بصورة يومية.

وقال مدير البرنامج المذكور، أندرياس شلايشر، الذي سافر إلى إسبانيا ليقدم النتائج التي تم التوصل إليها «إن عالم الاقتصاد لا يركز على ما يعرفه المرء، وإنما على ما يمكن أن يفعله المرء بالمعلومات التي يعرفها»، وقالت سكرتيرة التربية في إسبانيا، مونتسرات غومينديو، خلال مراسم تقديم نتائج التقرير، إن «ما نحتاج إليه الآن هو تغيير جذري في طرق التدريس، والعملية التدريسية، وكيفية إنجازها»، وأضافت أن الطرق الحالية للتعليم أصبحت قديمة، وعفا عليها الزمن، ويجب تجديدها. وهي تستند على عملية الاستظهار فقط. وأكدت أن مسؤولية هذا التغيير تقع على عاتق المدرسين الذين يتعين عليهم إحداث التغيير والاعتماد على طرق جديدة لتعليم النشء «وإلا فلن يكون هناك أي تطور في هذا المجال».

وأظهر التقرير أن 28% من الطلبة الإسبان، البالغة أعمارهم 15 عاماً، افتقروا إلى تحقيق الحد الأدنى المطلوب من الأهلية لحل المسائل، مقارنة بـ21%، المعدل الذي يجب أن تكون عليه النسبة بحسب البرنامج.

وحصلت إسبانيا على درجات منخفضة في هذا البرنامج، إذ بلغت 477 درجة، في حين أن المعدل الذي يفرضه البرنامج يجب أن يكون 500 درجة. وجاء ترتيب إسبانيا بين 27 و31 من ضمن 44 دولة. وكانت الدول التي تربعت على قائمة الدول التي حققت أفضل النقاط، هي سنغافورة، التي حققت 562 نقطة، تلتها كوريا الجنوبية التي حققت 461 نقطة.

وتراجعت إسبانيا في تحقيق النقاط المرجوة باعتبارها من الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً نتيجة عوامل عدة، أولها أن القدرة في حل المسائل من قبل الأطفال الذين يأتون من خلفيات اجتماعية فقيرة وقليلة التعليم، أوغنية ومتعلمة، غير متمايزة بصورة واضحة كما هي الحال لدى الدول الأخرى. وبعبارة أخرى، فإن الأطفال الذين حصل والداهم على تعليم عالٍ حققوا نتائج أسوأ مما كان متوقعاً منهم، الأمر الذي جعل معدل الدرجات، الذي حققته إسبانيا بصورة عامة بين الأطفال من الفقراء والأغنياء، منخفضاً. وقالت غومينديو إن «تصلب» النظام التعليمي يؤسس لمعادلة مفادها أن «كل شخص يجب أن يحقق نتيجة متوسطة في أدائه التعليمي».

وأشار تقرير تقييم الطلبة الدولي إلى أن الطلبة الإسبان كانوا غير معتادين على استخدام الكمبيوتر، استنادا إلى فحوص خاصة في هذا المجال.

وعلى الرغم من أن 96.6% من طلبة المدارس الإسبان يمتلكون أجهزة كمبيوتر في منازلهم إلا أن 75.3% يستخدمون أجهزة الكمبيوتر أو الـ«آي باد»، أي خمس نقاط فوق المعدل الوسطي الذي وضعه البرنامج.

تويتر