المرصد

الإعلام والعمل الخيري والإنساني

تضرب جذور العمل الخيري والإنساني عميقاً في جذور التاريخ، ذلك لأنه يعود إلى بدايات التجمعات البشرية والحضرية وترجع معظم أسبابه إلى اعتبارات العقيدة والتدين والأخلاق في الديانات السماوية وغيرها، في حين أن الإعلام تأخر كثيراً في الظهور حتى في أشكاله البدائية.

ومناسبة هذا الحديث، الجدل الدائر في الأوساط الثقافية والإعلامية في الولايات المتحدة بعد تزايد ظاهرة صحافة العمل الخيري واتساع نطاقها ودائرة الاهتمام بها حتى بلغ الأمر حد تعيين رئيس تحرير لصحيفة متخصصة في هذا المجال.

ويعتمد إعلام العمل الخيري والإنساني في أدواته على الإنترنت ومختلف تطبيقاتها الحديثة مثل «فيس بوك» و«تويتر» والمدونات، إضافة إلى الأقسام المتخصصة في المواقع الالكترونية للصحف.

ويقول خبراء إعلاميون ومنهم بيل كيلار الذي كان رئيساً سابقاً للتحرير في صحيفة «نيويورك تايمز»، والذي تم تعيينه رئيس تحرير لإحدى الصحف المتفرغة لتغطية النشاطات الخيرية والإنسانية، إن صحف العمل الخيري ذات الميول الدينية أو العرقية، أوالوطنية أقل صدقية ونزاهة وشفافية من الصحف المستقلة. وفي العقدين الأخيرين أبدى الأثرياء الأميركيون الجدد مثل مالك شركة «مايكروسوفت» العملاقة للبرمجيات بيل غيتس، وعملاق «استثمارات هاثاوي»، وارين بافيت، وعملاق شركة «اليسون كابيتال للاستثمارات» الملياردير نيل بارسكي، اهتماماً أكبر من الاجيال السابقة لهم بالإسهام في الأعمال الخيرية.

ويقول جاستين إيليز، من مؤسسة «نيمان» الصحافية في جامعة هارفارد، إن «صحافة عمل الخير غير الربحية تهدف إلى جذب الانتباه إلى مشكلات كبيرة، لكنها تتعرض للإهمال بسبب العمل الصحافي اليومي السريع وقلة الإمكانات المالية».

وفي هذا السياق يقول أستاذ الاعلام في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور فهد بن عبدالعزيز السنيدي، إنه في ظل الثورة الكبيرة والمتواصلة التي يعيشها الإعلام كان لزاماً على العرب والمسلمين أن يسعوا لاستغلال الإعلام استغلالاً أمثل، وأن يجعلوا منه منارة للدعوة إلى الفضيلة، ومنبراً للدفاع عن قضايا المجتمع وتصحيح ما تعرضوا له من تشويه وإساءات في السنوات الأخيرة، وما أحاط بالعمل الخيري من شبهات الارتباط بالإرهاب.

ويبقى السؤال: هل يسمح واقع الإعلام له بتغطية العمل الخيري وخدمته؟ وهل العمل الخيري يرقى إلى مستوى طموح الإعلام؟

تويتر