الشرطة الهندية تتكدس لحماية المسؤولين

شرطي واحد لحماية ‬253 شخصاً في نيودلهي. رويترز

عندما انضمت الأمّ الهندية، نانديتا موكرجي، إلى تظاهرة المحتجين في نيودلهي في ديسمبر الماضي، بعد ساعات من موت ضحية الاغتصاب على يد بضعة شبان، قالت إنها فعلت ذلك لأنها تخشى على سلامة ابنتها الشابة.

وربّت موكرجي عائلتها في ضاحية غورجون القريبة من نيودلهي، وهي عادة تنتظر بقلق عودة أبنائها البالغين، عندما يعودون بوسائل النقل العمومي من المدينة، وتقول «لا نستطيع حتى التفكير في السفر ليلاً»، لكن الأمر الذي جعلها تشعر بالغضب الشديد هو مشاهدة المسؤولين الحكوميين يتنقلون بسهولة ويسر حيث تحفهم عناصر الأمن من كل جانب، في حين أن العائلات العادية كحالتها تُترك لمواجهة المخاطر في المدينة غير الآمنة.

وذكر تقرير حكومي نشر أخيراً يتحدث عن وضع الشرطة في الهند كما يفسر سبب حالة الغضب التي تشعر بها السيدة موكرجي، وكذلك حالة الغضب العارم التي يشعر بها العامة إزاء السياسيين الذين يتمتعون بالامتيازات في الدولة، وبصورة خاصة في العاصمة، التي شهدت أعمال احتجاجات واسعة، إضافة الى اشتباكات عنيفة.

وقال التقرير ان كل شرطي واحد كان يغطي أمن ‬253 مواطناً كمعدل متوسط في نيودلهي، إلا أن كل مسؤول حكومي (الوزراء، والقضاة، والمسؤولون المدنيون) كان يحظى بحماية نحو ‬12 شرطياً، إذ يفضل المسؤولون الهنود الإشارة إلى أنفسهم بالتعبير المعروف «شخص مهم جدا».

ويوجد في الهند أدنى معدل في العالم من حيث عدد الشرطة العاملين في الدولة نسبة الى عدد السكان، وجاء ترتيبها ثاني أدنى ترتيب ضمن ‬50 دولة جرى تصنيفها باستخدام معلومات مستقاة من مكتب الجريمة والمخدرات التابع للأمم المتحدة عام ‬2010.

لكن حتى بالمعدلات الهندية فإن نيودلهي تبالغ في وضع أولويات الموارد العامة المحدودة، إذ يوجد في المدينة ‬427 مسؤولاً حكومياً قام على حراستهم ‬5183 حارساً قوياً العام الماضي. وهذه ثاني أكبر قوة حراسة يتم نشرها لحماية مسؤولين حكوميين بعد ولاية البنجاب الباكستانية، التي يبلغ تعداد سكانها ‬36 مليون نسمة، مقارنة بنيودلهي التي يبلغ تعداد سكانها ‬22 مليون نسمة.

وعادة ما يشير النقاد إلى تذلل نيودلهي لامتيازات السياسيين لتفسير السبب الذي يجعل القادة السياسيين يوصفون بأنهم يفتقرون الى حاسة السمع. وأصيب العشرات من المتظاهرين، عشية احتجاجات حالة الاغتصاب الشهيرة في ‬16 ديسمبر الماضي في نيودلهي، جام غضبهم على السياسيين، وقالوا إنهم معزولون من حقيقة أنهم يعيشون طبقة متوسطة في نيودلهي، لكن الحكومة ردت بالقول إنها ستزيد تعداد الشرطة كي تصبح العاصمة أكثر أمناً.

وطالبت الحكومة المركزية شرطة دلهي بتوفير الشرطة النسائية في جميع مراكز الشرطة الموجودة في العاصمة، وتعدادها ‬180 مركزاً، الأمر الذي يحتاج الى تشغيل ‬2508 نساء شرطيات في العاصمة.

 

تويتر