تناول أوراق الكوكا ركن أصيل من الثقافة البوليفية

البوليفيون يمضغون أوراق الكوكا لغايات علاجية. أرشيفية

أثار استهلاك سكان بوليفيا الأصليين لأوراق الكوكا جدلاً دولياً واسعاً. وحصلت بوليفيا الأسبوع الماضي على استثناء من معاهدة ‬1961 حول المواد المخدرة. وبالتالي بات مسموحاً للبوليفيين الأصليين تناول المادة الخام التي يستخلص منها المخدر القاتل. ويعتبر مضغ أوراق الكوكا ونقعها في المياه الساخنة من العادات التي تعود إلى آلاف السنوات في منطقة الأنديز، التي تُعتمد لغايات علاجية ولمكافحة الجوع والتعب وتداعيات الارتفاع عن سطح البحر، فضلاً عن أغراض تقليدية، لكنّ أوراق الكوكا تستخدم أيضاً لإنتاج الكوكايين.

وجاء ذلك للحفاظ على الموروث الثقافي للقبائل الأصلية التي تعتبر تناول الأوراق الطبيعية جزءاً منها. وتناول سكان أميركا الجنوبية أعشاب الكوكا منذ مئات السنين، ويقولون انها مصدر للطاقة وتستخدم لأغراض علاجية. ويقول المسؤول في مؤسسة تحويل سياسة المخدرات، داني كوشليك، «يبدو أن أي بلد تعب في معركته ضد تهريب المخدرات يمكنه تغيير التزاماته مع الأمم المتحدة». وفي المقابل، اتهم مجلس «مراقبة المسكرات الدولي» التابع لبوليفيا بعرقلة تطبيق الاتفاقات التي تهدف إلى الحد من انتشار المخدرات مثل الكوكايين.

وعارضت بريطانيا وإيطاليا والسويد، وكذلك والولايات المتحدة التي تعد أكبر سوق للمخدرات القادمة من أميركا الجنوبية، الطلب البوليفي، وقالت ان ذلك سيشجع بلداناً أخرى على تخفيف العقوبات عن المستهلكين، وبالتالي يزداد الطلب على المخدرات. ويقول المنتقدون للطلب البوليفي، إن الخطوة سترفع مستوى انتاج الكوكايين في بوليفيا، وسيركز المنتجون على أوراق الكوكا التي يتم تحويلها إلى مادة مخدرة. وعلى الرغم من التضييق الكبير الذي فرضته واشنطن على منتجي المخدرات في أميركا اللاتينية، إلا أن انتاجها لايزال رائجاً في كثير من بلدان القارة.

ويرجح خبراء القانون أن يصبح موقف الأجهزة القضائية والتنفيذية ضعيفاً إزاء مروجي المخدرات، لأن ترخيصها من قبل الأمم المتحدة، يعني إعطاء غطاء قانوني للمستهلكين وبشكل غير مباشر للمهربين. كما يعوق السماح باستهلاك أوراق الكوكا الجهود الدولية لمحاربة آفة المخدرات التي تقضي على مئات الآلاف سنوياً.

ويذكر أن الحكم الديكتاتوري في بوليفيا كان قد أبطل حق السكان الأصليين في استهلاك أوراق الكوكا، في عام ‬1964، وانضم إلى المعاهدة الدولية لمكافحة المخدرات. إلا أن البلد اللاتيني طلب وقتاً كافياً لتطبيق المعاهدة، ووافقت الأمم المتحدة على إعطائها مهلة ‬25 عاماً، إلا أنه مع انقضاء المهلة في ‬1989، باتت المسألة مثيرة للجدل ولم يتم الفصل فيها.

وفي ‬2011 قرر الرئيس البوليفي إيفو موراليس، الانسحاب من معاهدة مكافحة المخدرات، مع العلم أن موراليس يعد من منتجي أوراق الكوكا، وهو من السكان الأصليين.

ويعتبر السماح بمضغ أوراق الكوكا خطوة غير مسبوقة في تاريخ الأمم المتحدة، التي سعت منذ عقود إلى الحد من انتشارها والقضاء على مصادرها.

تويتر