«صانعا مخدرات» ينفقان أموالاً طائلة على الإحسان في كينيا

كان سخاء الزوجين البريطانيين مايكل وسوزان بلا حدود، فبعد شرائهما منزلاً بالقرب من قرية دياني الكينية، حققا منزلة بطولية عن طريق تقديم آلاف الجنيهات للأطفال الفقراء لتمكينهم من الذهاب الى المدارس، والمرضى لتلقي العلاج. وكان أحد متلقي هذه المساعدات المالية مع عائلته قبل ثماني سنوات معترفاً بهذا الجميل الذي قدم اليه، فأطلق اسم فوستر على طفله وهو اسم عائلة الرجل الذي قدم له الاحسان.

ولكن في الوقت الذي كان إحسان الزوجين البريطانيين على ابناء هذه القرية يلقى كل الامتنان، اتضح أن مصدر تلك الاموال ليس نزيها، اذ إن مايكل فوستر (62 عاماً)، وشريكته سوزان كوبر (63 عاما)، جمعا نحو 400 الف جنيه استرليني عن طريق إدارة مصنع للحشيش في مزرعتهما في لنكولنشر. واكتشف ذلك عن طريق المصادفة من قبل الشرطة التي كانت تطارد احد اللصوص، وتم سجنهما ثلاث سنوات خلال الاسبوع الماضي.

وقبل بضعة أيام، وبعد علمهم بقصة الشريكين من قبل صحيفة «ديلي تلغراف» أصبح سكان قرية دياني في حالة صدمة.

وقال الحرفي مامبو هاميسي (36 عاما)، وهو يقاوم دموعه بعد ان علم أن معين المال الذي ساعده على إدخال طفليه وابن أخته الى المدرسة قد نضب. مشيراً الى الاطفال «بالتأكيد هؤلاء الاطفال سيسألونني عن المدرسة وليس لدي أي جواب لهم».

وكان السيد هاميسي قد عقد صداقة مع الشريكين عندما قدما للعيش في القرية بالقرب من ميناء مدينة مومباسا عام ،2002 وكانا يعاملانه كابن لهما، حيث عمل لديهما للعناية بالمنزل الذي شيداه في القرية وغالباً ما كانا يدفعان له المال حتى دون مقابل أي عمل. وكانت السيدة كوبر ترسل له رسالة كل شهر تطمئن من خلالها عليه وعلى أسرته. وكانت ترسل له مع شريكها المال من أجل الطعام والدواء. ولمدة ثماني سنوات ظل الشريكان البريطانيان يدفعان المال لأطفال هاميسي الكبار، وأحدهما في الثامنة والآخر في الـ13 من عمره، في حين ان ابن أخته عمره 14 عاماً، للدراسة في مدرسة خاصة محلية.

تويتر