ازدهار السوق السوداء لبيع الأعضاء البشرية

العالم يشهد بيع عضو بشري كل ساعة. غيتي

تحذر منظمة الصحة العالمية من أنه يجري بيع عضو بشري كل ساعة، وسط مخاوف من تصاعد هذه التجارة غير الشرعية، وتقدر الهيئة العامة للصحة العامة التابعة للأمم المتحدة انه يتم بيع 10 آلاف عضو سنوياً، حيث يرتفع هذا الرقم، نظرا للتوسع الكبير في السوق السوداء لزراعة الكلى. ويدفع المرضى الاثرياء 128500 جنيه استرليني لكل كلية للعصابات التي تكون عادة في الصين والهند وباكستان، الذين يحصلون على هذه الاعضاء من اشخاص فقراء بمبلغ لا يزيد على 3200 جنيه استرليني.

وتوجد سوق ضخمة جداً في أوروبا الشرقية من أجل التبرع غير الشرعي بالأعضاء. وفي الشهر الماضي كشفت منظمة «جيش الانقاذ» الخيرية التابعة للكنيسة البروتستانتية عن انها قامت بإنقاذ امرأة تم احضارها الى المملكة المتحدة للحصول على اعضائها.

ونظراً لان الكلى تشكل 75٪ من السوق السوداء للأعضاء، يعتقد الخبراء أن ارتفاع نسبة الامراض الشائعة مثل مرض السكر، وارتفاع ضغط الدم والمشكلات القلبية أسهمت في انتشار هذه التجارة.

ويشير التفاوت بين الدول الفقيرة والغنية إلى ان هناك العديد من الزبائن المستعدين لدفع المبالغ الكبيرة لشراء الأعضاء، كما ان هناك الكثيرين الذين تدفعهم اوضاعهم المالية المتردية الى بيع اعضائهم، وقال الدكتور لوك نويل من منظمة الصحة العالمية لصحيفة «الغارديان»، إن «الارباح التي يمكن الحصول عليها كبيرة جدا، ما يغري الكثيرين للبيع».

ولا تدري منظمة الصحة العالمية كم عدد الاشخاص الذين زرعوا كلى بصورة غير شرعية من اصل 106879 شخصاً اجريت لهم عمليات زراعة الكلى عام ،2010 لكن الدكتور نويل يعتقد ان الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بنسبة 10٪.

وغالباً ما يؤدي تدهور الأوضاع الأمنية في بعض الدولة والفساد القضائي في أخرى الى لجوء عصابات تهريب الاعضاء الى تحفيز الفقراء على بيع اعضائهم كما يقول الدكتور نويل.

وقال مصدر طبي مطلع على الوضع في الصين لصحيفة «الغارديان»، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الاثرياء القادمين من خارج الصين وهم بشكل اساسي من الشرق الاوسط وآسيا، هم زبائن مألوفون هناك.

واضاف أنه «على الرغم من ان البيع التجاري للأعضاء ممنوع في الصين، إلا هذا القانون يصعب فرضه في الصين. ويعتقد ان بعض المشافي العسكرية الصينية تقوم بعمليات الزرع».

ويقول أستاذ الطب البولي في مشافي جامعة لايسيستر البريطانية، البروفسور جيم فيهالي، إن المشكلة الاساسية هنا هي حالة الاستغلال التي يتعرض لها الفقراء، حيث يتركون بلا عناية بعد اخضاعهم لهذه العمليات البشعة.

وأضاف أن «الاشخاص الذين يستفيدون من هذه التجارة هم المرضى الاثرياء الذين يستطيعون شراء الكلى، والأطباء الذين يزرعونها لدى المرضى، والوسطاء، وعصابات تهريب الاعضاء، لكنها مسألة خاطئة بالتأكيد، انها غير اخلاقية مطلقاً.

تويتر