مليون طفل أنغولي بلا تعليم

أطفال أنغولا يعيشون خطر الأمية. ارشيفية

على الرغم من انقضاء تسع سنوات على عودة السلام والاستقرار الى انغولا، لاتزال هذه الدولة الواقعة في جنوب القارة الافريقية تصارع بكل ما اوتيت من قوة وامكانات لتأمين التعليم الاساسي لأطفالها الذين يقع 76٪ منهم في الفئة العمرية من ست إلى 11 سنة وهو سن التعليم الالزامي والأساسي.

وينقل موقع «ميل اون لاين» عن مسؤولين في قطاع التعليم في العاصمة لواندا، قولهم إن اكثر من مليون من هؤلاء لا يذهبون إلى المدارس، ومحرومون من التعليم، كما يواجه هؤلاء المسؤولون صعوبات كثيرة في توفير المعلمين والمعلمات المؤهلين للعملية التعليمية وتوفير المدارس والغرف الصفية لإيواء الطلاب، وان المدارس الحالية تعاني الاكتظاظ الشديد الى حد يدفع المعلمين الى تجميعهم تحت الأشجار لتلقي الدروس التعليمية، حيث يعانون الحر الشديد على الرغم من وضع ستائر كبيرة من القماش او ألواح من الحديد الخفيف.

وفي اقليم هويلا تقول المنسقة التعليمية سيسيليا كوييلا (43 عاماً) إن مدرسة ابتدائية في منطقة خواو دي الميدا الفقيرة، لا يزيد عدد فصولها على ثمانية تضم 7348 طالبا وطالبة، يقوم بتعليمهم 138 معلماً ما يعني الازدحام الشديد داخل الفصول، ما يؤدي إلى صعوبات كبيرة يواجهها المعلم تفوق طاقته بكثير، وأحياناً يتم اللجوء الى تعليم التلاميذ تحت الاشجار. كما أن الأساليب والأدوات التعليمية التقليدية التي عفا عليها الزمن تعد من اهم التحديات التي تواجه التعليم بشكل عام في انغولا التي عانت حرباً اهلية انهكت قواها على مدى اكثر من 27 عاماً، وذلك على حد قول كوييلا. ويعود معظم مباني المدارس الى ما قبل الاستقلال عام ،1975 إذ كانت مخصصة لخدمة ابناء المستعمرين البرتغاليين في المقام الاول. ولم يتم منذ 2002 بناء الا عدد قليل من المدارس. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي واختفائه من الخريطة اوائل التسعينات، تقلصت المساعدات الفنية التي كانت تتلقاها انغولا في مجال اعداد وتأهيل كوادر المعلمين والمعلمات، الى ان توقفت وانقطعت تماما.

وقد نفذت الصين جانباً كبيراً من عقود بناء وتعميرفي مجال البنية الأساسية من مدارس ومستشفيات ومحطات وشبكات طرق للسكك الحديدية، ولكن المدارس الحديثة مازالت خالية من الطلاب بسبب النقص الكبير في كوادر المعلمين والمعلمات .

ويصف أميريكو تشيكوتو ( 48 عاماً) مدير التعليم في لوبانغو عاصمة اقليم هويلا ازمة التعليم بأنها «مستمرة وتبدو بلا نهاية ولا يلوح في الأفق ما يبشر بقرب التغلب عليها، وهي التحدي الأكبر والأخطر الذي يواجهنا، فلابد من انتظام جميع ابنائنا في المدارس وحصولهم على حقهم الطبيعي في التعليم. ويضيف «لدينا في اقليم هويلا 700 ألف من الأطفال في سن التعليم المدرسي مقابل 19 الف معلم ومعلمة، ولدى انتهاء الحرب كانت لدينا 200 مدرسة واصبح لدينا الآن 1714 مدرسة ولكننا لا نزال نعلم 40٪ من تلاميذنا تحت الأشجار، بينما ينمو عدد الأطفال في سن التعليم المدرسي لدينا في انغولا بنسبة 3٪ سنوياً. وتبلغ عدد ايام الدراسة 171 يوماً كل عام، ولكن الجو لا يكون معقولاً او مقبولاً فيها جميعها، وعلينا ان نبذل اقصى ما نستطيع لمساعدة ابنائنا وتعليمهم».

تويتر